ads
رئيس التحرير
ads

الأستاذالدكتور غانم السعيد عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق يكتب: اللغة العربية هُوِيَّةُ الجميع.

الثلاثاء 20-12-2022 21:48

كتب

منذ أن حددت الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام يوما عالميا للاحتفال باللغة العربية، ونحن في مصر نقوم بالاحتفال به داخل الكليات والأقسام المتخصصة في اللغة العربية وآدابها، وبعض المؤسسات الوطنية التي لها علاقة باللغة العربية كمجمع اللغة العربية، ومعهد المخطوطات العربية، ووزارة الثقافة في بعض قصورها، وأعتقد أن هذه الاحتفالات في كثير منها احتفالات ديكورية تقام ذرا للرماد في العيون، وهي تبدأ دائما بإظهار قيمة اللغة العربية، وأنها هي المعبر عن هوية أمة عددها يزيد عن نصف مليار عربي، وأنها اللغة لما يقرب من مليار ونصف مسلم لا تصح صلاتهم ولا يقبل ثواب قراءاتهم للقرآن، ولا للتسبيح ولا للأذكار إلا إذا كانت باللغة العربية.
ثم ينفض سامر الاحتفال بعدد من التوصيات لحماية اللغة لا يسمع عنها أحد، ولا تتجاوز جدران القاعات التي قيلت فيها.
وأنا أطمح في المرحلة القادمة أن نعمل على ننشر ثقافة حماية اللغة والاعتزاز بها من خلال الاحتفال باليوم العالمي في كل الكليات في كل الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، وليس في الكليات والأقسام المتخصصة في اللغة العربية فقط، فلماذا لا تحتفل كليات الطب والصيدلة والهندسة والزراعة والعلوم وغيرها من الكليات باليوم العالمي للغة العربية؟!، بل أرى أن الكليات العملية في أمس الحاجة إلى أن تُذَكِّر طلابها بقيمة اللغة العربية وأنها كانت في زمن ما هي اللغة التي تدرس بها هذه العلوم على مستوى العالم، ولا تزال مصطلحات ابن سينا في الطب موجودة في كتب الطب الحديث إلى الآن وإن كتبت بلغات غير العربية، وكذلك ابن الهيثم، والفارابي وغيرهم من علماء العرب القدامى.
كما إنه من باب نشر ثقافة العناية باللغة العربية وترسيخها في نفوس شبابنا أن يقام الاحتفال بهذا اليوم في جميع المدارس المصرية، وأيضا جميع الأندية الرياضية ومراكز الشباب وأن تقام في هذا اليوم مسابقات أدبية في الشعر وكتابة القصة والرواية وفن المقال، وأن يمنح الفائزون بها جوائز ذات حيثية لتشجيع غيرهم لقول الشعر وكتابة أجناس الأدب المختلفة.
وأناشد مؤسسة الأزهر الشريف أن تكون صاحبة الريادة في تعميم هذه الاحتفالات على كل المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، وعلى كل كليات الجامعة بكل قطاعاتها العربية، والشرعية، والعملية، ومن حسن حظ الجامعة أنه على رأس قيادتها بلاغي لغوي أديب مهموم بهم هذه اللغة على كل المستويات، وكانت من أهم القرارات التي أصدرها رئيس الجامعة فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة سلامه داود لتعزيز مكانة اللغة إلزام أعضاء هيئة التدريس بالتدريس بها.
كما أن من حسن حظ الجامعة أن على رأس القطاع الطبي فيها لغوي أديب عالم بجميع القراءات القرآنية الأستاذ الدكتور الطبيب محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، وأعتقد أنه لن يتردد في إصدار توجيهاته إلى عمداء الكليات العملية بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية مشاركة مع كليات قطاع اللغة والشريعة وأصول الدين.
فإن العربية ليست مجرد لغة وإنما هي هوية أمة ويجب تعزيزها في نفوس أبنائها وبخاصة الشباب تحقيقا لأمن مجتمعي نحن في أمس الحاجة إليه.
ads

اضف تعليق