ads
رئيس التحرير
ads

الأستاذ الدكتور.غانم السعيد عميد كليتى الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:قضية للمناقشة…

الإثنين 01-05-2023 22:20

كتب

من الظواهر الاجتماعية اللافتة للنظر في أيامنا هذه وجود كثير من خيرة شبابنا وبناتنا بغير زواج،
لا لشيء إلا لأن أحد الطرفين لم يعثر على ما يناسبه سواء الشاب أم الفتاة، والسبب في ذلك أنه لا توجد وسيلة تلاق وتعارف تجمع بين الطرفين،
وأكثر هؤلاء من بيوتات عريقة في الحسب والنسب والاحترام والأدب،
فالفتاة في هذه البيوت لا تستطيع أن تتواصل مع أحد إلا في الإطار الشرعي والقانوني وكذلك الشاب،
فكيف يتعارفان ويلتقيان ؟!؛
وهذا الأمر واضح بيِّنٌ في أهل المدينة بالذات،
أما أهلنا في الريف فلا مشكلة عندهم لأنهم يعرفون بعضهم بعضا فمسألة التعارف والارتباط ميسرة سهلة،
ولكن المشكلة في أهل المدينة الذين قد يسكنون في عمارة واحدة ولا يعرف أحدهم الآخر، وبيوتهم مليئة بالفتيات والشباب الذين تجاوزوا سن الثلاثين ولم يتقدم للبنت عريس ولم يعرف الشاب له عروسة ،
ومما زاد من عمق المشكلة أن الست الخاطبة التي كان يعرفها مجتمع المدينة في التعارف والارتباط قد انتهت مهمتها وأصبحت شيئا من التاريخ،
كما أن مكاتب التزويج التي قد ظهرت في فترة ما فشلت في القيام بمهمتها فانتهت سريعا وأغلقت أبوابها لأنها لم تقم بدورها الذي يجب أن يتناسب مع قيمنا وتقاليدنا مما جعل المجتمع يعزف عنها ويرفضها،
وإن كنت أرى أن هذه المكاتب لو أديرت بطريقة مختلفة تراعي تقاليدنا وعاداتنا، وكان القائمون عليها من أهل الصلاح والتقوى،
ووضعت الدولة لها نظاما محكما يحفظ على الطرفين ( الفتى والفتاة) أسرارهم وكرامتهم،
وأن تكون مهمة هذه المكاتب عرض الشخصيات المناسبة على الطرفين،
وتجعلهما هما من يحددان وسائل تعارفهما سواء في بيوتهما أو أي مكان يختاره الطرفان .. الخ من الشروط والضمانات.
فإن هذه المكاتب تستطيع أن تقوم بهذه المهمة،
ومن خلالها يستطيع المجتمع التغلب على هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة
التي تؤرق كثيرا من الأسر، وبخاصة مجتمع المدينة الذي يٕعُجُّ كثير من بيوته بشباب وفتيات تقدموا /تقدمن في السن
وما ذاك إلا لأنهم لم يجدوا وسيلة محترمة للتعارف بينهم.
والله من وراء القصد.
ads

اضف تعليق