ads
رئيس التحرير
ads

الأستاذ الدكتور.غانم السعيد عميد كليتى الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:وجهة نظر…

الثلاثاء 16-05-2023 12:41

كتب

ما قرأت قصيدة للاخ الزميل الأستاذ الدكتور علاء جانب، إلا وجدت أصداء التراث تصدع وتصدح فيها في توظيف يتعانق مع نسيج التجربة، ليؤدي وظيفة محورية في النص ما كان يمكن له أن يؤديها إلا من خلال هذا التوظيف.
وبعضه توظيف سهل ميسور لا يحتاج إلى جهد كثير في اكتشاف دلالته ومراميه لظهوره فوق البنية السطحية للنص، وكثيره توظيف يسكن البنية العميقة للنص، ويحتاج إلى ناقد ماهر يمكنه الغوص في أعماق البنية الشعرية ليستخرج ما ستره الشاعر من معان ودلالات عميقة استطاع أن يغلفها في أثواب هذا التوظيف لأنها لا تطلب البوح الواضح بمكنون الشاعر لمحاذير مختلفة تدركها ذاته الشاعرة، كما يدركها معه الناقد الذي يملك حظا من الشاعرية، والذائقة الأدبية، مع مهارة في الربط بين ما يحمله التوظيف من دلالات استودعها فيه الشاعر، وبين النص الموظف من الناحية التاريخية والسياقية له في مصدره الأول.
وما ذلك بغريب على شاعر هضم التراث بأبعاده المختلفة وما التراث الأدبي الذي تخصص فيه إبداعا ونقدا وتاريخا إلا شيئا مما هضمه واستوعبه، وتبقى أبعاد أخرى كثيرة.
وليس كل شاعر قادرا على توظيف التراث بهذه الطريقة التي نجدها عند علاء جانب، إن من يشاركه في هذه الأمر ثلة من الشعراء ممن عانوا القهر النفسي من فترة الستينات إلى الثمانينات بسبب منعهم قسرا من البوح بما يريدون، فوجدوا في توظيف التراث الملجأ والحمى الذي يحتمون بمظلته ليبوحوا بمصدور صدورهم، ومن أشهرهم، أمل دنقل، عفيفي مطر، صلاح عبد الصبور، صلاح جاهين … الخ
وقد كتبت عن علاء جانب في هذا الجانب بحثا، تناولت فيه ملكته في التوظيف بنوعيه المباشر والخفي في ديوانه (لاقط التوت)، ولا يزال هذا الجانب في شاعريته يحتاج إلى أكثر من دراسة، لأنه- في نظري- أهم ظاهرة في شعر أمير الشعر علاء جانب.

ads

اضف تعليق