ثوان بأيام ، ودقائق بشهور ، وساعات بسنوات ، وليلة بعقود من الزمن .

عشر غاليات : حسن ختام ، وتأمين وداع ، وشكر نعمة ، وتجديد عهد ، وروعة انطلاق.

عشر غاليات :

مجاهدة لإنقاذ النفس ، وقهر الهوى ، وتحصيل اللذة بالطاعة ، وارتقاء الروح ، ورجاء للعتق من النار والفوز بالجنة ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين )

هنيئا لمن صفت نفسه ، وهذب وجدانه ، وصلح باله ، واستقام سلوكه .

عشر غاليات :

هنيئا لمن أدرك المراد .

هنيئا لمن تاجر وربح .

هنيئا لمن أخلص وألح في طرق أبواب الكريم وأبوابه سبحانه لاتغلق أبدا . ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )

هنيئا لمن طلب العز بالتذلل لمولاه سبحانه وتعالى .

هنيئا لمن رام الشرف بالخضوع لربه ، والقيام بأمره سبحانه .

هنيئا لمن سجد فاقترب وارتقى ( فاسجد واقترب )

عشر غاليات :

هنيئا لمن عرف نفسه وصارحها بحقيقتها .

هنيئا لمن أمسك بلجام نفسه فأنقذها من موارد التهلكة . وألزمها طريق الجادة ( والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم )

هنيئا لمن تخلص من غفلته ، واستعد لآخرته

هنيئا لمن اعترف بذنبه ، نادما راجيا عفو ربه .

عشر غاليات :

هنيئا لمن اعتبر بالراحلين ، ممن كانوا معنا في رمضان الماضي ، فبلغنا الله وما كتب لهم أن يدركوه ، والحمد لله على نعمة بلوغ الشهر والعشر . – اللهم اغفر وارحمهم . اللهم أسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة –

ولو سئل أحبابنا الراحلون عما وجدوه

لقالوا : وجدنا خير الزاد التقوى .

ولو سئلوا عما يرجون ويتمنون

لأجابوا : رجوعا للدنيا لاستدراك مالم يتم وتعويض مافات .

لأجابوا : أين رمضان ؟! ليتنا نعود لرمضان ،

أين العشر الأواخر ؟! ليتنا نعود …….

طال الشوق إليها فهل من سبيل .

أين ليلة القدر ؟!

أين المساجد ، وأين صلاة القيام والتهجد ،

وأين الصدقات والزكوات ؟

أين العفو عن الناس ؟ أين الصفح ؟ أين بر الوالدين ؟

أين صلة الأرحام ؟ أين الإحسان إلى الجيران ؟

أين قراءة القرآن ؟

أبن وأين وأين ……. هل من سبيل لعودة .

تلك بعض أمنيات أهل المقابر وقد قضي الأجل وانتهى العمل .

فماذا عنا ؟! وما زالت الفرصة سانحة ، والباب مفتوح ، والنفحات حاضرة . والعاقل من اتعظ بغيره ، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .

فهل نتعرض لنفحات ربنا ونحسن اغتنامها ؟

ليتنا نفعل فنسعد .

عشر غاليات :

هنيئا لمن صفت نفسه من الحقد والحسد .

هنيئا لمن صفت نفسه من الكبر والخيلاء .

هنيئا لمن أفاق من الغفلات والسكرات .

هنيئا لمن شمر مستجمعا قلبه وجوارحه في الإقبال على مولاه مناجيا راجيا متذللا تائبا مستغفرا .

هنيئا لمن أيقن أن في القلب شعثا لايلمه إلا الإقبال على الله ، ووحشة لايزيلها إلا الأنس بالله ، وحزن لايزيله إلا السرور بمعرفة الله ، وقلقا لايسكنه إلا الفرار إلى الله ، وفاقة لايسدها إلا محبة الله والإنابة إليه : توبة وتعلقا وذكرا وشكرا .

عشر غاليات :

هنيئا لمن أحسن الاستقبال والتعرض لنفحات الله .

هنيئا لمن تزود فيها وانطلق وحلق في شعب الإيمان الوفيرة .

هنيئا لمن استثمر العشر الأواخر من رمضان مجددا العهد مع ربه سبحانه وتعالى بإحياء ليله ، وإيقاظ أهله : إيمانا واحتسابا .

فالبدار البدار لاغتنام العشر الغاليات

فالأعمال بخواتيمها .

اللهم بارك لنا في العشر الغاليات .

اللهم بلغنا ليلة القدر .

اللهم عتقا من النار .

اللهم فوزا بالجنة .

اللهم تفريجا للهم وتيسيرا للأمر .

اللهم مغفرة لذنوبنا وسترا لعيوبنا .

اللهم انشراحا لصدورنا ، وهداية لقلوبنا ،

اللهم صلاحا لأحوالنا وقبولا لأعمالنا .

اللهم حفظا وبركة لأولادنا وزوجاتنا وذوينا

اللهم شفاء لمرضانا ومرضى المسلمين .

اللهم مغفرة ورحمة لوالدينا وجميع موتى المسلمين .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .