ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.غانم السعيد عميد كليتى الإعلام واللغة العربية السابق يكتب: الأزهري (أتْرُجَّةُ) مكانه وزمانه.

السبت 15-04-2023 20:39

كتب

للأزهري- أيا كان تخصصه- رسالة في الحياة، يجب أن لا تنفك عنه في كل أحواله، فإن كان في بيته كان قدوة لأولاده وداعية لهم، وإن خرج للشارع والحياة كان قدوة في مظهره ومخبره، وإن جلس في مجلس تحيَّن الفرصة المناسبة التي يتدخل من خلالها ليعظ جُلاسه، ويوجههم إلى عمل الخير وترك المعاصي.
وإن وصل رحمه كان مع الرحم الكاشح(أي: المعرضة عنه والمؤذية له ) هينا لينا، مسامحا كريما، ودودا حنونا، صابرا على الأذى محتسبا.
وإن علم بنزاع وخصومة في بيئته تدخل بنية الإصلاح وتأليف القلوب بين المتنازعين موظِّفا فقهه الشرعي والحياتي في هذا الأمر.
وإن ذهب معزيا ومواسيا وقف خطيبا يذكر بالموت ويطالب الناس بالاستعداد، له وأن كل حي سيموت، وأن لكل أجل كتاب.
وإن دعي لمناسبة سارة لبى الدعوة، ونصح الناس بما تتطلبه المناسبة، فإن كان عرسا وعظ العروسين بما يجب على كل واحد منهما تجاه الآخر، ووجه الحضور – وبخاصة الشباب- إلى حسن اختيار الزوجة، وأن تكون ذات دين، ونبه الآباء والأمهات إلى ما يجب أن يتحقق في الزوح (الدين – والخلق).
وإن عاد مريضا بث فيه الأمل، وواساه على فقدان صحته، ودعا له بالشفاء العاجل الذي لا يغادر سقما، وطلب من الحضور التأمين على دعائه، واسترجاه أن يدعو له ولكل المسلمين فإن دعاء المريض لايرد.
وإن سافر أدى دعاء السفر، وتعرف على رفقاء الرحلة، وأعلمهم أنهم جيرانه ولهم حق الجوار طوال الرحلة، وأن يظهر تواضعه معهم، وأن يكون في حاجتهم فسيد القوم خادمهم، وأن يؤمهم في صلاتهم، مبينا لهم الرخص التي أحلها الله لهم، من جمع وقصر للصلاة إذا كانت المسافة تسمح، وإفطار إن كانوا صائمين ويشعرون بمشقة الصوم،، وأن يجعل من وقت السفر ميدانا للدعوة بدون خلل أو ملل.
وإن فارقهم، كان فراق المحبين على وعد بالتواصل، والتوصية للجميع بالدعاء لبعضهم بظهر الغيب.
هكذا يجب أن يكون حال الأزهري في كل أحواله حاملا لرسالة الإسلام في حله وترحاله، في غدوه ورواحه، وتزداد رسالته في الحياة أهمية حينما يكون عمله الفعلي والذي يتقاضى عليه أجرا تبليغ رسالة الإسلام كأن يكون خطيبا أو واعظا.
وإن لم يكن تتمثل فيه كل هذه الأخلاق، ويتحمل كل هذه المسئوليات فليس بأزهري، وإن عُدَّ منهم.
الأُتْرُجَّة: ثمرة كالبرتقالة طعمها طيب، وريحها طيب، وقد شبه بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قارئ القرآن، فقال:”
«مثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحها طيب وطعمها طيب” متفق عليه.
ads

اضف تعليق