ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.غانم السعيد عميد كليتى الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:رمضانيات:ليلة بكت فيها مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .

الأربعاء 29-03-2023 02:22

كتب

عندما لحق الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالرفيق الأعلى، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق، ذهب بلال إليه ليقول له: يا خليفة رسول الله!! إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله، قال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟، قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، قال أبو بكر: ومن يؤذن لنا؟!، قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع: إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله، قال أبو بكر: بل ابق وأذِّن لنا يا بلال، قال بلال: إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له؟!، قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال، ويختلف الرواة في أنه سافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة، فلما قبض وولى الخلافة عمر، استأذنه وخرج إلى الشام
وقد رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال، ما آن لك أن تزورنا؟! ، فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له : نشتهي أن تؤذن في السَّحر، فعلا سطح المسجد فلمّا قال: ﴿الله أكبر ، الله أكبر﴾ ارتجّت المدينة، فلمّا قال : ﴿أشهد أن لا آله إلا الله﴾ زادت رجًَتُها، فلمّا قال : ﴿أشهد أن محمداً رسول الله﴾ خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤى يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
صلى الله وسلم على رسوله الكريم، ورضي عن بلال وأسكنه فسيح جناته.
ads

اضف تعليق