ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.غانم السعيد عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:قل موتوا بغيظكم .. . فقرآننا في صدورنا.

السبت 28-01-2023 18:44

كتب

بين فينة وأخرى يخرج علينا دعي منسي، يشعر في داخله بالدونية والاستحقار فيبحث عن وسيلة يشهر بها نفسه ليسير حديث الركبان في كل مكان، وليس أمامه من طريق أسهل من أن يعثر على نسخة من القرآن الكريم في مسجد أو في مكتبة، ثم يعلن على أنه سيقوم بحرقها في ميدان كذا، أو في ساحة كذا، وبسرعة يتطاير الخبر عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهنا يغضب ما يقرب من اثنين مليار مسلم في كل بلاد العالم على قرآنهم ودستورهم – وحق لهم أن يغضبوا – وفي الساعة المحددة والمكان المعلن يأتي هذا الدعي المنسي وبيده النسخة الشريفة من القرآن الكريم، ويحوط به آلاف الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية لبث الخبر على الهواء مباشرة تحت دعوى حرية التعبير – قاتلهم الله أنى يؤفكون – ثم تنتهي اللقطة البذيئة الحقيرة ويعود الدعي المنسي بعد أن حقق – في وهمه – شهرة كان يسعى إليها، وصخبا إعلاميا كان يتمناه، ثم مع مرور الوقت يطويه النسيان ليستقر أمره في مزبلة التاريخ نتنا مأفونا، ثم يأتي بعده غيره وغيره من الأدعياء المنسيين ليفعلوا فعلته الشنيعه لبأخذوا بها اللقطة ثم ينتهي أمرهم جميعا إلى تلك المزبلة التاريخية التي أعدت لهم ولأمثالهم من العلمانيين الملحدين.
وما يفعله هؤلاء هو قديم جديد فقد فعله – بل أشد منه – قديما أسلافهم من إخوان القردة والخنازير أحفاد ابن سلول، ثم مرت عليهم عجلة التاريخ فهشمتهم والتهمتهم ليكون مصيرهم تلك المزبلة التاريخية.
والإسلام – رغم أنوفهم – باق بعظمته وشموخه وعزته وسيظل، بل بالعكس فإن كل مرة ترتكب فيها مثل هذه الحماقات والسفاهات يقبل كثير من غير المسلمين على القرآن يقرأونه ليتعرفوا على ما فيه مما يغيظ هؤلاء الحاقدين الحاسدين فيفاجأون بأنه دين الفطرة والنقاء والطهارة الذي كانوا يبحثون عنه بعدما تلظوا بنار التحلل الأخلاقي والانحراف السلوكي، والظمأ الروحي فيعلنون إسلامهم وينضمون إلى قوافل الدعاة إلى هذا الدين الحنيف، ولا تزال أحداث أبراج أمريكا شاهدة على ذلك حيث كانت سببا في إقبال كثير من أبناء الغرب على الإسلام.
وهذا الذي يحدث من هؤلاء الملاحدة الأدعياء أمر نبهنا إليه القرآن الكريم في آياته، وقال إنه مرض الحسد الذي أصابهم لأن الله خص هذه الأمة بهذا الدين الذي كان يتمنون أن يكون فيهم وينزل وحيه على واحد منهم، فيقول سبحانه وتعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
ويقول – أيضا – ﴿أم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾ والحاسدون هنا هم اليهود ، والمراد بالناس العرب.
فهذا الدين وأهله في حسد وحقد دائم من الموتورين من أهل الديانات الأخرى، هكذا قضت حكمة الله وإرادته، وعلينا أن نكون في توقع دائم لوقوع مثل هذه الأحداث التي يبغي أصحابها من ورائها الشهرة بعد خمول، والرفعة بعد تسفل وسقوط، وعلينا أن نحافظ على ديننا ونعلي شأنه وندافع عنه بمزيد من التمسك به قولا وفعلا، وتقديمه للعالمين من خلال أخلاقنا وسلوكنا، ليموتوا هم بغيظهم بعد نفاذ رصيدهم.
ads

اضف تعليق