ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.غانم السعيد عميد كليتي الإعلام واللغة العربية السابق يكتب:من عجائب البحث العلمي … في زمن التسفل والتدني

السبت 04-02-2023 01:40

كتب

تظل العجائب والخرافات تأتينا من كل حدب وصوب، ومن أخطرها تلك التي تأتي متشحة – زورا وبهتانا – برداء العلم والبحث العلمي، ومن غرائب البحوث العلمية التي قرأت عنها أخيرا بحث ادعى صاحبه أن عناق جذوع الأشجار يذهب بالقلق والاكتئاب، ويمد المتعانقين له بطاقة إيجابية تجعلهم أكثر تفاؤلا وسعادة، وأرى أن هذه تقليعة أخرى من تقليعات الغرب، فبعد أن حولوا العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة، إلى علاقة مثلية فاسدة تخالف الفطرة الإلهية، وذلك كله تحت غطاء الحرية الشخصية.
فإنهم اليوم من خلال هذا البحث سيحولون تلك العلاقة الحميمية لتكون بين الإنسان ( رجلا أو امرأة) وبين جذوع الأشجار، ليتحول عناق جذوع الأشجار من عقوبة للإنسانية في عهد فرعون موسى إلى علاقة عشق وود ومحبة ، فقد قال الله تعالى على لسان فرعون في تهديده للمصريين ﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل﴾.
ولا أستبعد بعد هذا البحث العلمي أن نرى ونسمع الإعلامي إبراهيم عيسى ومن على شاكلته من العلمانيين أن ينادوا بالحفاظ على جذوع الأشجار وأن يطلبوا الإكثار من زراعتها وتشريع قوانين لتحريم قطعها بعد أن أصبحت هي الحضن الدافئ ومصدرا للحنان الوافر، بعد أن فقدت العلاقات الحميمية أثرها بين بني البشر فقد قست قلوبهم على بعضهم حتى صارت كا لحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة من يتفجر منه الماء ، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ، أي أن الحجارة مع قسوتها فيها خير، أما قلوب العباد إذا قست فلا خير يأتي منها.
للأسف نحن نعيش في زمن العجائب والغرائب تحت غطاء البحث العلمي الضال المضلل.
ومن اليوم – بحسب ما جاء في هذا البحث – على كل إنسان أن يسرع ويبادر باقتناء جذع شجرة ليعانقه حينما يشعر بحاجته إلى العطف والحنان وذهاب التعاسة والاكتئاب.
وطوبى لأصحاب العقول في زمن يتلاعب فيه بالعقول.
ads

اضف تعليق