عقد فرع المنظمة ندوة توعوية تثقيفية بعنوان ” الافكار المتطرفة حرمها الاسلام ” بمسجد الرحمه بمدينة راس البر
الإثنين 13-05-2024 15:49

عدم الرجوع إلى القواعد الشرعية في المسائل من شأنه أن يولد التطرف الديني فالتشديد والتضييق في الأحكام وتوسيع دائرة الحرام، وبهذا يخالف الرجل علماء السلف الذين كانوا لا يطلقون الحرام على أمرٍ إلا ما عرف أنه حرام معرفةً قاطعةً، وحُجَّتهم في إطلاق الأحكام المتشددة هو التورع عن الحرام ولكنّ ذلك لا يصح؛ لأن الأصل في الشريعة الإسلامية أن ينقل الحكم كما هو عن العلماء دون التشديد الذي يدخل في دائرة الكذب على الله تعالى فقد قال تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}.
– حال المتطرفين في الدين هو إثارة الجلبة حول أمور لا تعدو فرعا اختلف فيه العلماء حول إسدال ثوب أو تقصيره وإطالة اللحية أو تقصيرها، بينما تكون قضايا إسلامية كبرى -في نفس ذلك الوقت- تضيع من بين أيديهم فالعقيدة تحتاج إلى أناس يذودون عنها، والاشتغال في تلك المسائل والابتعاد عن المنهج الإسلامي الأصلي الذي يقوم على العقيدة وإقامة الفرائض وتحريم الكبائر من شأنه ان يجعل الشباب النشئ غير واعي بالمشاكل والتحديات التي تواجه دينية في هذا العصر ويجعلهم ينساقون وراء المتطرفين والارهابيين الذين يستقطبونهم من خلال هذة المسائل الفقهيه فالغلو يأتي من التمسك بأحد النصوص دون النظر في غيره والتأمل فيهم، وإعمال الفكر والرجوع إلى أهل العلم والموافقة بين كل النصوص والإيمان بها جميعًا، دون اقتطاع آية أو حديث والأخذ به دون فهم أو دراسة.

