كلمة معالي السيدة وفاء الضيقة، رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة، في افتتاح ورشة عمل “تعزيز قدرات النساء المشاركات في الشأن العام” (13-15 مايو/أيار 2024).
الإثنين 13-05-2024 13:27

كما يسرني ان ارحب بالمشاركات والمشاركين من الدول العربية الشقيقة من الأردن، والعراق، وعُمان، وفلسطين، وليبيا، ومصر والمغرب وموريتانيا ، اهلا ومرحبا بكم في بلدكم الثاني لبنان،
واتوجه بالشكر والتقدير الى المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان على قرارها إقامة هذه الفعالية في لبنان، في هذه الظروف الصعبة وفي خضم المعاناة التي تعيشها شعوب المنطقة، تأكيداً على اننا مستمرون ومستمرات بالعمل والنضال لأجل قضية لن تغيبها الازمات والحروب والاحتلال.
فمرحبا بكم في مدينة بيروت التي تقاوم لتبقى مدينة للحياة، وعاصمة عربية للفكر والمعرفة ومنتدى للحرية والسلام.
تشكل ورشة العمل اليوم فرصة قيمة لتبادل الخبرات وتطوير المعرفة حول مسألة حيوية ذات مفهوم واسع يشمل جميع مجالات الحياة في الشأن العام، وقد خصصت لها المنظمة برنامجاً رئيسياً يستهدف الناشطات من سياسيات ودبلوماسيات وادارات عامة ومجتمع مدني وأحزاب ونقابات. وقد اعتمدت المنظمة لتنفيذ البرنامج إطلاق سلسلة من الحوارات واللقاءات وبرامج التدريب وتعزيز القدرات والتشبيك و العمل الاقليمي، بالشراكة مع الدول الاعضاء، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة.
فمشاركة النساء في الشأن العام ليست مجرد قضية نسوية، بل ان التوجهات العالمية قد اعتبرته شرطا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي. وحتى في الأزمات والحروب ، عُوِّل كثيرا على مشاركة النساء في بناء المجتمعات وفي صنع السلام والاستقرار…
الا ان هذه التوجهات لم تنعكس واقعا ملموسا، وتكاد تنعدم الدول التي تتمتع فيها النساء بحقوق متساوية لحقوق الرجل في جميع مجالات العمل العام السياسية والاقتصادية والحقوقية وفي الإدارات العامة والعمل النقابي والحزبي وهياكل السلطة وصنع القرار. تشير هذه الظاهرة العالمية إلى امر واحد هو اننا لا نزال بعيدين عن تحقيق هدف المساواة بين الجنسين وان دون ذلك معوقات كبيرة لم تجد لها حلولا جذرية ولكنها لن تحبطنا للمضي في مسيرة المساواة والتنمية المجتمعية المتوازنة ،
وسأتوقف عند مؤشر أساسي يكمن بيد المرأة نفسها، فالنساء اليوم يدركن انه في الوقت الذي يتقدمن خطوة الى الامام ، هناك قوة اكبر تدفع بهن خطوات الى الخلف،
لذلك نؤكد ان مستقبل مشاركة النساء في الشأن العام متوقف الى حد كبير على المرأة و ثقتها بنفسها وبقدراتها، وعلى حماسها لاكتساب المعرفة والمهارة، وتمكينها للتصدي لمحاولات تهميش دورها وحصره في الحيز الخاص.
كما هو مرتبط في رفضها للعنف الممارس ضدها، وتصديها لمحاولات سلب المكتسبات التي نالتها نتيجة نضالها الطويل دون منة من أحد، وفي قدرتها وثباتها في مواجهة القيود الثقافية – المجتمعية التي فُرضت حولها، ومحاولات الترهيب الممارسة من قبل النخب والقوى السياسية والعائلية والحزبية.
ولا أبالغ القول أن لا خيار للنساء إلا الاستمرار بمعركة الحقوق المشروعة مهما طال الزمن وتعاظمت التحديات.
ندرك أننا قد لا نتمكن من تغيير المجتمع والذهنيات الثقافية بالسرعة المطلوبة، الا انه يمكننا ان نغير ما في ذاتنا، بحيث نكون اكثر جهوزية واكثر اقتناعاً وأكثر فعالية واقداما.. وهذا امرٌ ممكنٌ ونشهده من خلال قصص لا تنتهي لنجاحات باهرة حققتها سيدات اجتزن التحدي وخرقن السقف الزجاجي بكل ثقة وثبات،
مسؤوليتنا في الشأن العام تكمن في تقديم نموذج ناجح وأداء يترك اثارا إيجابية للنهوض بمجتمعاتنا،
مسؤوليتنا ان نعمل معا وعلى مسارات مختلفة لنشر الوعي بمبادي دولة المواطنة ، فالعمل في الشأن العام هو ارقى تعبير عن المواطنة وفي صلب مبادئ الدولة الوطنية الحديثة،
مسؤوليتنا تكمن في توليد وعي مجتمعي داعم للمساواة ورافض للعنف وللأعراف والقوالب النمطية والموروثات الثقافية التي انتجت صوراً مشوهة لإمكانيات النساء، واثرت على ادوارهن القيادية،
مسؤوليتنا ان نجمع حولنا المؤيدون والمساندون للقضايا التي نعمل لأجلها لتشكيل كتلة وازنة وبشكل خاص من المؤثرين في الاعلام والثقافة والسياسة ومتخذي القرار.
احيي جميع النساء المشاركات في هذه الدورة واحيي حماستكن واهتمامكن بالعمل في الشأن العام ، وأقول لكم انها تجربة عظيمة وتستحق المجازفة لأنها ستكون مجدية..
نأمل أن تكون هذه الورشة استكمالا لجهود مستدامة لتعزيز تمثيل ومشاركة النساء في جميع جوانب الحياة العامة.
فلنكمل العمل معًا بروح الشراكة والتعاون لتحقيق أهدافنا المشتركة وبناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة. فمعا نكون اقوى، سوياً نكون أفعل
شكرًا لحضوركم وشكر خاص للخبراء والخبيرات الذين سيقومون بالتدريب ونقل المعرفة،
وأخيرا وليس آخرا أثمن جهود الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بشخص رئيستها السيدة كلودين عون، وفريق العمل على تعاونهم الدائم والمثمر مع المنظمة، وأتمنى لورشة العمل كل النجاح.
في الختام أتقدم بالتهنئة للإعلامي اللبناني الأستاذ سامي كليب على نيله جائزة المنظمة الخاصة بالإعلاميين قادة الرأي وأتمنى له التوفيق والنجاح في مسيرته الداعمة للمرأة.
وشكرا لحسن الاستماع