كلمة سعادة الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة للمنظمة، في افتتاح دورة تعزيز قدرات ومهارات السيدات العاملات في مواقع قيادية في المجال العام في الدول العربية (13-15 مايو/أيار 2024).
الإثنين 13-05-2024 13:23

لقد قررنا المجيء إلى لبنان لعقد هذه الفعالية مع سيدات قياديات عربيات، للتعبير عن تضامننا معه ومع الشعب اللبناني الشجاع والصادق والوفي لكل قضايا أشقائه العرب. أتينا لنشد على يد هذا الشعب الصبور والأبيّ والحالم بالحرية والكرامة.
أشكر الهيئة الوطنية اللبنانية على تعاونها الدائم مع المنظمة ودعمها لأنشطتها وخاصة التزام السيدة رئيسة الهيئة الوطنية بدعم وتطوير العمل العربي المشترك الخاص بدعم قضايا المرأة في العالم العربي والسعي لتعزيز قدرات النساء، كل النساء من أجل ضمان مشاركتهن الناجحة في كل الميادين.
كذلك أشكر مؤسسة giz على تعاونها معنا لتنفيذ برنامج خاص بالتمكين السياسي والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية في إطار تحقيق التنمية المستدامة للدول العربية .
تعاوننا قائم على تبادل الخبرات والتشاور والتعاضد والدعم المتبادل مع الاحترام الكامل لخصوصية مسارات الدول العربية وسيادتها.
أيها الحضور الكريم،
إن موضوع صناعة القرار والقيادة يطال مباشرة ثقافتنا، ونحن نعي ضرورة العمل على أكثر من جبهة: تنزيه النصوص والتشريعات، اعتماد سياسات عامة صديقة للمرأة، تعزيز قدرات النساء ومهاراتهن، وبالطبع تطوير الذهنيات والسلوكيات الاجتماعية إزاء صورة المرأة ومكانتها وكرامتها وحريتها، وهي المخلوقة من نفس أصلية واحدة هي والرجل، ولم تخلق من ضلعه وبعده، ولم تخلق لتسليته لأنه كان يشعر بالملل في الجنة.
الورشة كبيرة، ومن الضروري التشارك مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والسلطات التربوية والروحية، وبين الرجال والنساء في كل الميادين لتحقيق التطور المنشود.
ولا يسعني إلا وأن ألفت نظر المشاركات إلى أن العمل في المجال العام يشكل تحد كبير وربما فرصة استثنائية لتعزيز مكانة المرأة ودورها. فالمجال العام هو ميدان العمل في خدمة الخير العام وليس فقط المصالح. وهنا يكمن سر نُبل العمل العام، فالسعي إليه لا يكون من أجل الذات بل من أجل المجتمع بكامله ومن أجل حماية الانسان كل إنسان وحماية الأرض والموارد والسهر على المستقبل.. هذه ميزة المجال العام. ولا بد وأن تنجح النساء في أدائها بالرغم من الفجوة الكبيرة بينها وبين الرجال في مجال القدرات الاقتصادية والرأسمالية، لأن العمل في هذا المجال ليس سعيًا وراء الربح بل خدمة عامة.
تسعى منظمة المرأة العربية بالتعاون مع برنامج womena لدى giz، للمساهمة الفعلية في خلق كتلة حرجة نسائية في المجالين الاقتصادي والسياسي في الدول العربية، أي مجموعات وازنة يكون لها نفوذها وأثرها المباشر في رسم توجهات بلدانها..
إنه بناء كبير تشكل هذه الدورة أحد مداميكه.
أتمنى النجاح لكم، خبراء ومشاركات وأجدد شكري للهيئة الوطنية اللبنانية ولـgiz،
واسمحوا لي أن أختم بالتعبير عن مشاعر التضامن الكامل مع أهلنا الصامدين في جنوب لبنان، وكذلك في قطاع غزة وحتى في الضفة الغربية، أمام العنف الأعمى والممنهج الساعي إلى قتل أكبر عدد، وإلى تدمير البيوت والمنشآت وإلى حرق الأرض. وإذ نشد بخاصة على أيدي النساء في هذه المناطق لأنهن جسر الصمود في هذه الحرب الجهنمية التي يشنها العدو الإسرائيلي، ما زلنا ننتظر انطلاق مبادرات أممية شجاعة لوضع حد لهذه المأساة والتي عمرها بات يزيد عن 75 عاما.
كل ما نقوم به يا أخوتي، من تعزيز قدرات شعوبنا، وبخاصة النساء والفتيات، يصب في تعزيز طاقاتنا الوطنية والقومية للصمود أمام آلة القتل العمياء، محبة منا للحياة، في حرية وكرامة.