ads
رئيس التحرير
ads

خطورة التقليد الأعمي (3) … بقلم أ.د. محمود الصاوي الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام جامعة الأزهر

الجمعة 09-12-2022 01:21

كتب

الطعام والازياء ودورهما في التأثير الثقافي.. ارجو ان لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا المدخل وتتسائل مندهشا ما علاقة الطعام والشراب واللباس بالتقليد الأعمي أو التقليد المستبصر !!! وقبل أن تذهب بك الظنون كل مذهب اقول لك عزيزي القارئ أنه و بعد دراسة مستفيضة لمسألة الغزو الثقافي والقيمي الذي نغرق فيه منذ عقود من الزمن يتضح أن له طريقين لاثالث لهما اما عبر الوسائل الخشنة والقوة العسكرية الغاشمة والاستعمار القديم المباشر الذي لم يعد مستساغا الآن ونحن في مطلع الألفية الثالثة ، وقد ولت ايامه ، وبقيت الوسائل الناعمة لانها – تنتشر بنعومة وسهولة ويسر ولا تكلف المستعمرين شيئا من أرواح أبنائهم ولا من نفائس أموالهم- متمثلة في عديد من الصور مثل تغيير ثقافة الغذاء طعاما وشرابا وتغيير ثقافة الازياء وماكينة الموضات وخلافه هناك مداخل مهمة تتسلل منها المبادئ والافكار لحيواتنا الإسلامية والعربية
تبدأ غالبا بالمعدة بالطعام تغيير ثقافة الشعوب الغذائية خاصة الشباب وعاداتهم في في قضية الأكل والشرب عبر سلاسل المطاعم العالمية كنتاكي ماكدونالد هبمبورجر ……الخ وبفضل كمية البهارات كبيرة والخلطات السرية والدعاية خيالية التأثير علي الشباب والفتيات لتغيير عاداتهم الغذائية للتي توارثوها ….
واختفت ثقافة ( الطبلية ) أو( السفرة ) التي يجتمع عليها كل أفراد الأسرة يتناولون الطعام الصحي المعد داخل البيت ، والذي يحمل خيرات المطبخ المصري والثقافة الغذائية المصرية ، وما يحيط بذلك من متابعات تربوية وأخلاقية مهمة جدا يقوم بها الآباء والأمهات علي السفرة من خلال متابعة أخبار الأولاد والبنات ومذاكرتهم ودروسهم وأصدقائهم وسائر أحوالهم … الخ
أو عبر الكافيهات العالمية التي تفتح سلاسل وفروع لها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية… ليعتاد الشباب علي الجلوس في هذه المطاعم والكافيهات باجوائها المستنسخة من الواقع الغربي والمجتمعات الغربية
– لعلكم تتذكرون معي إخواننا القراء جميعا من أبناء جيلي اننا تربينا وتلقينا القيم الاصيلة والتربية الراقية في بيوتاتنا علي ايدي جيل العظماء من الآباء والأمهات وأن هذا شكل حصانة قوية لنا ولابناء جيلنا كانت موائد الطعام أحد القنوات المهمة لنقل ثقافة وخبرات الأجيال السابقة علينا
– لكن جاءت المطاعم الغربية بمكوناتها العجيبة وأضرارها الأكيدة باحجام البيتزا المختلفة كبيرة ومتوسطة وصغير .. خطفت منا الأبناء والبنات وعزلتهم عنا واتخمت بطونهم باطعمة لا تسمن ولا تغني من جوع … وكانت هذه هي البداية لتغيير
ثقافة الازياء و الملابس :
طبعا لأجل أن يخرج الولد والبنت مع أصدقائهم لهذه المطاعم لازم لبس مناسب جينز مقطع بناطيل ساقطة.. ظهور عارية سيقان وأذرع مكشوفة وبرفانات وعطور فواحة عبارات وكلمات ولغة متبادلة بينهم منزوعة الحياء ..الخ

ads

اضف تعليق