الشرف الأولي لإعمال العقل في النص الشرعي للدكتور السيد ماهر
السبت 06-12-2025 14:37
كتب:أ.د محمود الصاوي
بعد مناقشة جادة متميزة لعدة ساعات أوصت اللجنة العلمية المشكلة لمناقشة – رسالة الدكتوراه للباحث: السيد محمد ماهر السيد، المدرس المساعد بقسم الثقافة الإسلامية، جامعة الأزهر، *( إعمال العقل في النص الشرعي (الضوابط والمظاهر والآثار) دراسة تحليلية )) هدفت الدراسة إلى بيان المقصود بإعمال العقل في النص الشرعي، بمنح الباحث مرتبة الشرف الأولي. وقد عالجت الرسالة موضوع إبراز دور العقل في فهم النصوص الشرعية، وبيان التكامل بين الوحي والعقل، وكشف مظاهر إعمال العقل في النص الشرعي عند الاتجاهات المعاصرة، إظهار المنهج الإسلامي في تحريره للعقل المسلم من القيود والمعوقات، معرفة الضوابط اللازمة لإعمال العقل في النص الشرعي، وكشف الآثار المترتبة على ذلك.
وأشارت الدراسة التي حاز بها الباحث درجة العالمية (دكتوراه في الدعوة الإسلامية في الثقافة الإسلامية)، إلى أهمية إعمال العقل في كونه فريضة دينية، وضرورة بشرية، ومهمة علمية، به يتحقق الفهم الصحيح للدين، ويتضح معالمه، وتتجلى عالمية الدين وشموليته وخلوده، ولذلك أزال الإسلام كل العوائق أو القيود التي تعيق العقل من مهمته أو تكبله، كالتقليد الأعمى، أو التعصب، أو فهم ذم الرأي على غير وجهه
نظمت الرسالة في بابين رئيسين سبقهما مقدمة منهجية وذيّلت بخاتمة تحتوي النتائج والتوصيات، كما تضمّنت قائمة مراجع وفهرس للموضوعات. وقد خصصت المقدمة لعرض أهمية البحث وأسباب اختياره وأهدافه وتساؤلاته، ثم جاء التمهيد للتعريف بمفردات البحث ومصطلحاته وتوضيح المقصود من إعمال العقل في النص الشرعي، وتبعه بابان، باب مخصص لبيان أهمية إعمال العقل ومشروعيته ومعوقاته وضوابطه، وباب يجلي مظاهر إعمال العقل في النص الشرعي وآثاره، واختُتمت الرسالة ببيان للنتائج والتوصيات.
وأفادت الدراسة بأنّ إعمال العقل في النص الشرعي ضرورة من الضرورات الحياتية، وسبيل التقدم والنهضة في شتى مجالات العلوم والمعارف والحضارة، والعلاقة بين النص والعقل في الإسلام، علاقة تعاون وتكامل، وكل منهما له دائرته المعرفية ومجاله الفكري، النص يوجه العقل، والعقل يفهم النص، ويسيران سويا في تناغم تام لا يطغى هذا على ذاك، ولا يبغي أحدهما على الآخر
وخلصت الرسالة إل إلى أن الآثار الإيجابية لإعمال العقل متعددة من أبرزها: تجديد الدين، وإبراز صلاحية شريعته لكل زمان ومكان، وعلامة حيويته وفاعليته، وتأسيس النهوض العلمي والحضاري، وضبط الفتاوى، في حين أن الآثار السلبية لمخالفة الضوابط تتمثل في نزعة قدسية النص، وإلغاء مرجعيته، وهدم الثوابت العقدية، وتعطيل للأحكام الشرعية، وجمود الفكر، واحتكار الدين، وتوظيف النصوص الشرعية سياسيا، وزيادة فوضى الفتاوى الشاذة.
ومن النتائج التي استخلصتها الرسالة: أن ضوابط إعمال العقل في النص الشرعي، تظهر الحق وتحرسه، وتحميه وتجليه، فهي مرتكزاتٌ وقواعدُ لحمايةِ النصِ من اللاعبين والعابثين، وبيانِ تحريف وزيغ الزائغين، فالضوابطُ مساراتٌ مستقيمةٌ للوصول إلى الصواب في الآراء والأفهام، والصحيح في الأحكام والتشريعات.
وبناءً على ذلك قدّمت الرسالة مجموعة توصيات عملية قابلة للتنفيذ، من أهمها: 1- تدريس مادة الثقافة الإسلامية في كل الجامعات المصرية، وإسنادها لأهل التخصص من أبناء الأزهر الشريف.
2–قيام المؤسسات الدينية المعنية في كل بلاد العالم، بتوضيح النصوص الشرعية التي يساء فهمها، أو التي يتم توظيفها في إطار فكري معين، وعقد دورات متخصصة، تبين الفهم الصائب لهذه النصوص؛ للفئات المستهدفة من الشباب.
3-استخدام التطبيقات الإلكترونية الحديثة، في نشر ضوابط عمل العقل في النصوص الشرعية، والآثار الناتجة عن الالتزام أو الانحراف، والعمل على عمل مقاطع قصيرة مركزة (ريلز) موجهة لكل الفئات الشبابية من طلاب الجامعات وغيرهم.
وتألفت لجنة الإشراف والمناقشة من:
*أ.د/ محيي الدين عفيفي أحمد *: أستاذ الثقافة الإسلامية، والأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية (مشرفًا)
*أ.د/ سعيد محمد قرني * أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر (مشرفًا)
*أ.د/ السيد السيد أبو الجود * أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة، (مناقشًا خارجيًا)
أ.د/ أحمد محمد إبراهيم شحاته أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر (مناقشًا داخليًا)


