دكتوراه أزهرية بمرتبة الشرف الأولي تؤكد علي التجديد وتتحفظ علي التفسيرات الغربية للنص الديني
السبت 01-11-2025 17:06
أ.د محمود الصاوي
نوقشت رسالة دكتوراه بقسم الدعوة بكلية أصول الدين بالزقازيق تقدم بها الباحث ابو بكر ابراهيم حسين صالح وعنوانها ( الهرمنيوطيقا وأثرها على الفكر الحداثي وموقف الفكر الإسلامي منها، ) وهو موضوع – كما يؤكد الباحث – يُعالج أحد أخطر التحولات الفكرية في الفكر الغربي الحديث، وما أفرزته من تأثيراتٍ على مناهج قراءة النصوص، ولا سيما النصوص الدينية.
يرى البحث أن الهرمنيوطيقا لم تعد مجرد نظرية للفهم أو منهجٍ لتأويل النصوص كما بدأت في الفكر الغربي، بل تحوّلت عبر مسارها التاريخي إلى فلسفة قائمة على الشك والتأويل بلا قيد، حتى غدت عند بعض فلاسفة الحداثة وسيلةً لتفكيك النصوص الدينية وإعادة قراءتها خارج سياقها العقدي والأخلاقي.
وقد أوضح البحث أن هذا التحول يحمل في طياته خطرًا على ثوابت الوحي ومصادر المعرفة في الفكر الإسلامي، إذ يسعى إلى إلغاء قداسة النص وإحلال النسبية المعرفية محلَّ اليقين الإيماني.
في مقابل ذلك، بيَّن البحث أن الفكر الإسلامي يمتلك أدواتٍ تأويلية أصيلة نابعة من مناهج العلماء في التفسير والبيان، تحفظ للنصوص قدسيتها وتوازن بين العقل والنقل، والفهم والنص.
وأكدت الدراسة أن التراث الإسلامي زاخر بنماذج hermeneutic أصيلة في فهم النصوص، لكنها منضبطة بضوابط الوحي ومقاصده، لا تخضع لأهواء الإنسان أو الموجات الفكرية المتقلبة.
وقد اعتمد البحث على منهج تحليلي نقدي يتتبع جذور الهرمنيوطيقا من بداياتها اللاهوتية في الغرب حتى تحوّلها إلى أداة فلسفية عند فلاسفة ما بعد الحداثة، مع مقارنتها بالمناهج الإسلامية في التفسير والبيان، وذلك للكشف عن نقاط الالتقاء والافتراق بين المنهجين.
وقد خلصت الدراسة إلى أن الإسلام لا يرفض التجديد في فهم النصوص، لكنه يرفض الانحراف الذي يجعل النص تابعًا للعقل المتقلب أو للثقافة المتغيرة.
تكونت لجنة المناقشة من كل من :
أ.د محمد هلال رئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين بالزقازيق
أ.د فؤاد عزام استاذ بقسم الدعوة بالكلية
أ.د أشرف شعبان استاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة
أ.د عبد الغني الغريب رئيس قسم العقيدة والفلسفة الأسبق بالكلية
وقد أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة العالمية الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي.



