ads
رئيس التحرير
ads

دكتوراه بمرتبة الشرف الأولي بجامعة الزقازيق عن المقدس في الديانات الوضعية في الصين

الجمعة 18-04-2025 18:16

كتب

أ.د محمود الصاوي
بحضور جمع غفير من المعنيين والمتخصصين تتقدمهم سعادة أد هدي درويش العميدة السابقة لكلية الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق وسعادة اللواء دكتور راضي عبد المعطي الأستاذ بأكاديمية الشرطة وجمع من أعضاء هيئة التدريس وأهالي الباحث نوقشت بالأمس أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الأديان المقارنة
مقدمة من الباحث/ عزت علي متولى سلامة إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.
تتحدث الدراسة عن بلاد الصين في قارة آسيا، والتي يوجد فيها العديد من الديانات الوضعية أهمها الديانة الكونفوشيوسية والديانة الطاوية والديانة البوذية والتي انتقلت من الهند إلى الصين في منطقة التبت المعقدة تضاريسها، والعسرة مسالكها، وظل الغموض يحيط بها فترة طويلة من الزمن حتى أصبحت ديانة رسمية في بلاد الصين.
وتؤكد الدراسة على أن شعب الصين شعب متدين في أصله، حيث تتعدد مظاهر التقديس عندهم في الديانة الكونفوشيوسية والطاوية، بل لا توجد مغالاة إذا قلنا إن هاتين الديانتين هما الأساس القديم للحياة الدينية في الصين، إذ يبلغ عدد رجال الدين ثلث عدد السكان عندهم، واستمر الأمر حتى دخلت الديانة البوذية والتي أخذوها من بلاد الهند في القرن السابع الميلادي وتحديدا في “632م”، وقاموا بمزجها بحضارة الصين الدنيوية، ولونوا كلاهما بتقاليدهم الوطنية.
وتنبع أهمية الدراسة من النقاط التالية:
– تعد دراسة هذا الموضوع متسقة مع توجيهات القرآن الكريم، والذي أمرنا بالسير في الأرض والتعرف على طبيعة ضروبها المختلفة، وما عاش على ظهرها من الشعوب والأقوام عبر مراحل التاريخ، وذلك لأخذ العظة والعبرة من جانب، وتقديم النصح والإرشاد من جانب آخر، وهذا أمر من الوضوح بمكان في قول الله تعالى:(سورة الروم الآية: ،42)، فهذا القطاع من الناس –الصين- لم ينل حظه من اهتمام الدارسين والباحثين في مجال العقائد والديانات بصورة كافية، ولذلك فإن تجلية العقائد، والعبادات، والعادات ومظاهر التقديس الخاصة بشعب الصين أمر من الأهمية بمكان في إحياء التراث العلمي والديني، حيث إنهم يشكلون ثقلا كبيرا، وانتشارا واسعا لا يمكن تجاهله.
– الكشف عن التاريخ الديني في بلاد الصين، وبيان مظاهر الانحراف العقدي في هذه الديانات الوضعية، والتي ما زال لها وجود حتى اليوم في الواقع المعاصر.
– بيان سرعة الدمج بين مظاهر القداسة الدينية في بوتقة حرية الأديان الصينية.
– وضع الخطط والبرامج المختلفة التي تتناسب مع تلك الشعوب لتوصيل رسالة الإسلام إليهم، وإلى مختلف الشعوب في المجتمع الصيني.
وقد قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وتمهيد وخمسة أبواب وخاتمة.
واشتملت المقدمة على التقديم للموضوع، وبيان أهميته، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وحدوده، وعملي في البحث.
كما اشتمل التمهيد على ويشمل التعريف بأهم المصطلحات الواردة في عنوان البحث: (الظاهرة- الدين– الوضعي– الإسلام).
واشتمل الباب الأول على فصلين تكلمت فيها عن جغرافية الصين وملامح الحياة فيها، ومفهوم التقديس وأسبابه وأثره على الإنسان.
واشتمل الباب الثاني على الديانة الكونفوشيوسية فى الصين ومظاهر التقديس فيها.
واشتمل الباب الثالث على الديانة الطاوية -التاوية- فى الصين ومظاهر التقديس فيها.
واشتمل الباب الرابع على الديانة البوذية فى الصين ومظاهر التقديس فيها.
واشتمل الباب الخامس على أوجه اتفاق واختلاف مظاهر التقديس فى أديان الصين وموقف الإسلام منها.
واشتملت الخاتمة على أهم النتائج ولتوصيات ومن أهم هذه النتائج التالي:
– سميت الصين بأول من سكن الصين وهو “صاين” أو “صين” على اختلاف نسبه إلى أولاد نبي الله نوح عليه السلام، وإليه ينتسب الصينيون، والاسم الحديث والرسمي هو جمهورية الصيين الشعبية.
– أطلق اسم مملكة الوسط على الصين بسبب نظرة الصينيين إلى أنهم أصحاب جزيرة ضخمة من الثقافة ذات التاريخ القديم والحضارة، وسط بحار من الجهل والهمجية حولها: ويقصدون بذلك بلاد العالم الأخرى المتخلفة في نظرهم.
– للصين العديد من العلاقات بالدول العربية كالعلاقات التجارية الواسعة، فقد جاب التجار العرب البلاد الصينية، وملكوا ناصية التجارة، ولما ظهر الإسلام كان معظم التجار من المسلمين، وكان لهم دور رائد فى نشر الإسلام فى بلاد الصين.
– لم تستند ديانات الصين القديمة إلى شرائع سماوية أو كتب منزّلة، وإنما بُنيت على الخرافات والأوهام، وظهر في الصين عبر تاريخها الطويل مئات المدارس الفلسفية والتيارات الفكرية، كان من أبرزها ثلاث مدارس فلسفية تحولت إلى عقائد راسخة، وأصبحت الدين الرسمي للدولة.
– حرية الأديان في الصين أمر واقعي، فمن حق كل صيني التدين بدين معين أو الجمع بين عدد من الأديان، أو عدم التدين مطلقاً.
– قومية (الهان = Hans) أكبر قوميات المجتمع الصينيى والتى تمثل حوالى 93% أى الأغلبية منها، بينما تتوزع النسبة الباقية حوالى 7% على جماعات مختلفة.
– للأسرة فى الفكر الصينى دور بالغ الأهمية، فقديماً كانت تخضع للنظام الأبوى، وكان الأب هو أساس العائلة والشبيه بالإله، وسلطته لا تعارض.
– السياسية فى الصين تجري في إطار نظام جمهورى من العنصر الأول والأساسى فى هيكل الدولة وفقاً للدستور.
– كونفوشيوس يشبه في تاريخ الصين مكانة سقراط في تاريخ اليونان، ووصل الأمر إلى مطالبة من يريد الالتحاق بالوظائف الحكومية بتأدية الاختبار الدقيق فيما تضمنته كتب كونفوشيوس.
– لاوتسي شخصية حقيقية واقعية وتاريخية، ولا سبيل لإنكار وجوده، وهو أعظم فلاسفة الصين، والمؤسس للطاوية.
– حكام التبت الصينيون هم الذين أتوا بالبوذية إلى بلادهم، لأنهم أرادوا أن يكتسبوا ثقافة أعلى رأوها في الممالك الأخرى التي اعتنقت البوذية.
– كان الاتفاق واضحا بين الكتب المقدسة في بعض جوانب الديانات الصينية، حيث ترجمت الديانة الطاوية كتب الديانة البوذية وخاصة إنجيل بوذا إلى الصينية، وكذلك استخدام مصطلح الطاو في الكونفوشيوسية.
– اتفقت الديانات الصينية على عبادة مظاهر الطبيعة، وعبادة أرواح الأسلاف، والاهتمام بالأخلاق، وتقديس دُور العبادة.
– أقرت كلا من الكونفوشيوسية والطاوية بخلود الأرواح، بينما البوذية وإن أنكرت وجود النفس إلا أنها تقبلت القول بفكرة تناسخ الأرواح.

ثانياً: التوصيات: يوجد العديد من التوصيات أهمها:
– العمل على إنشاء فرع مستقل في مكتبة جامعة الزقازيق يحوى مصادر وكتب الأديان المختلفة، نظراً لصعوبة الحصول على بعض المراجع الأساسية لاسيما المراجع القديمة، -والتي أصبحت لا تطبع-، وذلك تسهيلا على الباحثين.
– قيام قسم الديانات المقارنة خاصة وأقسام الأديان بالجامعات المختلفة، وعلماء الأديان بصفة عامة بتأليف المزيد من الكتب التي توضح عقائد وشرائع الديانات القديمة، خاصة الوضعية ومقارنتها بالعقيدة الحقة، فلربما يقع أحد تلك المؤلفات في أيدي المخالفين، فيهتدي الحائر، ويرشد الضال.
– تشجيع الابتعاث والإيفاد الدائم للعلماء والوعاظ المتخصصين في اللغات الأجنبية للتواصل مع الصينيين ودعوتهم، وعقد دورات تدريبية لهم في مجال العلوم الإسلامية للوقوف على متطلبات الدعوة الإسلامية في الصين ليقوموا بحقها في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وعمل ملتقيات ثقافية وتجارية بين الدول العربية والصين لنشر الثقافة العربية.
– التعاون والتنسيق مع المنظمات والجمعيات الإسلامية في الصين للعمل على توحيد الجهود وتضافرها في نشر الإسلام هناك، ليس هم فحسب، بل العمل على نشر الإسلام، وتبليغ رسالته إلى جميع البشر على ظهر البسيطة، ليتعرف على الإسلام من لم يعرفه ولم يسمع عنه، وأهيب بالمؤسسات المعنية القيام بهذا الأمر وعلى رأسها:
– وزارة الأوقاف: عليها أن تكثف إرسال العلماء والوعاظ ليقوموا بأداء هذه المهمة العظيمة التي كلفهم الله تعالى بها.
– الحكومة: تقوم الحكومة بإصدار العديد من المجلات والصحف والنشرات العلمية في الدول غير الإسلامية، وتخصيص بعض برامج في وسائل الإعلام الرسمي لعرض الإسلام على حقيقته، وشرحه شرحا وافياً، وإعداد مراكز ثقافية تتحدث باللغات الآسيوية ودعمها حتى تكون حلقة الوصل بين البلاد العربية واللغات الأخرى كالصين وغيرها ويا حبذا لو تم ربطها بالجامعات ومؤسساتها الفكرية فى مراكز البحث العلمى.
– جامعة الأزهر الشريف: ليواصل الأزهر جهوده في نشر الإسلام الوسطي وتبليغه إلى الذين هم في مناطق البعد عن بلاد الإسلام، وذلك عن طريق إرسال المزيد من البعثات التعليمية، فما زال الأزهر ولا يزال – بإذن الله تعالى – معقد الآمال في نشر الإسلام في مختلف ربوع العالم.
– الدعاة إلى الله عز وجل: عليهم القيام بواجب الدعوة لغير المسلمين، وبيان محاسن الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ليحققوا بذلك لأنفسهم قبل غيرهم الفلاح والسعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من:
1- الأستاذ الدكتور- محمود محمد عبد الرحيم الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة الإسلامية والإعلام بجامعة الأزهر سابقا، والمحكم المعتمد بلجنة ترقية الأساتذة بلجنة الدعوة والثقافة وعضو لجنة المعايير بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد (مشرفا أساسيا).
2- الأستاذ الدكتور- محمد محمود أحمد هاشم أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر الشريف ونائب رئيس جامعة الأزهر الشريف سابقا، وعضو مجلس النواب، ووكيل اللجنة الدينية بالمجلس (مشرفا ورئيسا).
3- الأستاذ الدكتور- أحمد علي سالم أستاذ الحديث وعلومه وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق (مناقشا)
4- الأستاذ الدكتور- السيد محمد عبد الوهاب أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة المنيا، والعميد الأسبق لمعهد المخطوطات بجامعة المنيا (مناقشا).

ads

اضف تعليق