ads
رئيس التحرير
ads

السلسلة الإيمانية مع فضيلةالدكتور/محمود عبد الدايم على الجندى ويكتب اليوم :كيف نستقبل رمضان

الأربعاء 26-02-2025 21:59

كتب

شهر رمضان هو فرصة الزمان .. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم وأن يعلم ذلك جيدآ، فلم يكن رمضان بالنسبة للسلف الصالح مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة كبيرة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل . وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم الله تعالى رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . و وورد عن يحيى بن أبي كثير: كان من دعاء الصحابة رضوان الله عليهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
فكيف يتحقق الاستعداد لرمضان؟؟؟
أولآ: النية الخالصة
وهي العزم على التقرب الى الله سبحانه وتعالى، وصيام رمضان على اكمل وجه، واداء الصلاة في وقتها، وقراءةالقران، وصلاة القيام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى) متفق عليه.
فالنية النية، والعزم العزم، والإخلاص الإخلاص. قال تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةً) (التوبة/46) (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) (محمد/21).
فيجب علينا أن نصدق مع الله تعالى.
ثانيآ: التوبة الصادقة.
وهنا يحضر لدينا سؤال وهو ما علاقة التوبة بالصيام؟
التوبة الصادقة واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الوقت أهم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفّق لطاعة الله ولا التقرب اليه، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان والخسران بل ويمنع عن الاقبال إلى طاعة الرحمن.
ثالثآ: ادراك حقيقة شهر رمضان.
حيث ان شهر رمضان من أعظم لحظات العمر، فمن عرف قيمة هذا الشهر لن يفرط في لحظة منه، فيجب علينا ان نعلم ان وصف الله له بأنه “أيامًا معدودات” وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي، فالأيام الغالية والمواسم الفاضلة سريعة الرحيل، فلا يفوز بها الامن كان مستعدًا لها مستيقظا إليها .
وخير شاهد عن مالك بن الحويرث قال صعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ فلمَّا رقِي عَتبةً قال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً أخرى فقال: ( آمينَ ) ثمَّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: ( آمينَ ) ثمَّ قال: ( أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ قال: ومَن أدرَك والديه أو أحدَهما فدخَل النَّارَ فأبعَده اللهُ قُلْتُ: آمينَ فقال: ومَن ذُكِرْتَ عندَه فلم يُصَلِّ عليكَ فأبعَده اللهُ، قُلْ: آمينَ، فقُلْتُ: آمينَ )صحيح ابن حبان.

رابعآ: التقلل من الطعام.
وهو مقصد مهم من مقاصد الصيام فيجب ان نتعود على تقليل الطعام، وإعطاء المعدة فرصة للراحة، فالتقليل من الطعام فرصة للطاعة، فكثرة الطعام تثقل البدن ومنثقل بدنه حرم الاستمتاع بالصلاة، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب،وكثرة الطاعات، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى .
خامسآ: الاستعداد للطاعات، ومن ذلك:
•الصيام والقيام: فيجب علينا ان نصوم من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس بنية التقرب الى الله عز وجل، والا نترك صلاة القيام ونتكاسل عنها حتى لا نحرم الاجر العظيم، فيجب علينا ان نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)صحيح البخارى.

واخيرا اذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة ان يتقارب الزمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ ، و الشهرُ كالجمعةِ ، و تكونُ الجمعةُ كاليومِ ، و يكونُ اليومُ كالساعةِ ، و تكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ) صحيح الجامع.
فالمسارعة والمسابقة هي أصل في العبادة كما في كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) وقال سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21).
دكتور/ محمود عبد الدايم على الجندى.

ads

اضف تعليق