ads
رئيس التحرير
ads

حلول مشكلات التعليم الإسلامي في أستراليا دكتوراه باللغتين العربية و الانجليزية بجامعة الأزهر

الجمعة 21-02-2025 11:33

كتب

أ.د محمود الصاوي
بكلية اللغات والترجمة جامعة الازهر سوف تناقش رسالة دكتوراة بعنوان: التعليم الإسلامي للأقليات المسلمة في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية: المشكلات والحلول وتعميق الوعي دراسة نظرية تطبيقية على طلاب الثانوية بالمدارس الإسلامية بأستراليا. أطروحة لنيل درجة العالمية (الدكتوراة) في الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر – القاهرة مقدمة من الباحث/ أحمد محمد شعبان نفاع المدرس المساعد بقسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بالكلية

وتميزت هذه الدراسة بقسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بتجاوزها مجرد البحث النظري واتخاذها خطوة إضافية لتطبيق نظرياتها من خلال دراسة ميدانية تطبيقية على طلاب الأقلية المسلمة بالمرحلة الثانوية في بعض المدارس الإسلامية بالقارة الأسترالية. ومن ثم،
• هدفت إلى سد الفجوة بين النظرية والتطبيق، مما يجعل الأفكار والآراء الأكاديمية أكثر واقعية وعملية خاصة من المنظور الإسلامي الشرعي. ومن خلال الجمع بين النظرية والتطبيق الميداني،
• كما تساهم هذه الدراسة في تعميق الوعي وتعزيز الفهم للمقاصد الشرعية من خلال مؤسسات ومناهج التعليم الإسلامي بأستراليا،
• وسعت الدراسة أيضًا في إبراز أهمية الوعي بمقاصد الشريعة للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة، مما يساعدهم في الحفاظ على إيمانهم وتعزيزه، واتباع تعاليم الشريعة الإسلامية، والالتزام بقيمها ومبادئها أينما كانوا، ووقتما كانوا.
وقد قسم الباحث رسالته إلى خمسة فصول، ومقدمة وخاتمة ضمن الفصل الخامس.
• قدمت الفصول الثلاثة الأولى إطارًا نظريًا للدراسة، بينما قدم الفصل الرابع الدراسة الميدانية.
• وتناول الفصل الأول الإجابة عن سؤال رئيس من أسئلة الدراسة وهو: ما أهم القضايا والتحديات الرئيسة التي يواجهها المسلمون في أستراليا بوصفهم أقلية، مع التركيز على مشكلات التعليم؟
• وقدم الفصل الثاني نظرة معرفية شاملة لمقاصد الشريعة من خلال التعريف بخصائص الشريعة وتوضيح قضية نطاق أو حدود (تطبيق) أي ممارسة المسلمين الأقلية للشريعة في نطاق غير مسلم مثل أستراليا، ثم التعريج على مسألة “التعليل” ضمن موضوع المقاصد، وأهمية مقاصد الشريعة وفوائدها، والكلام على أقسام المقاصد مع التركيز على المقاصد الضرورية، كما قدم الفصل بعض التدابير الشرعية المهمة مع الأمثلة الواقعية للحفاظ على المقاصد الخمسة العليا للشريعة وتطبيقها على مسلمي الأقلية، وذلك باعتبار جانبي الوجود والعدم.
• وتناول الفصل الثالث على وجه الخصوص الكلام على الرؤية الواضحة للمفهوم الصحيح للتعليم الشامل من المنظور التربوي الإسلامي، مع التأكيد على أهمية ربط هذا المفهوم بمقاصد الشريعة. وركّز على ضرورة دمج الرؤية الإسلامية للكون والإنسان والحياة في مناهج التعليم، خاصة في المدارس الإسلامية للأقليات المسلمة بأستراليا. كما وضّح الفصل العلاقة الوثيقة بين التعليم الإسلامي ومقاصد الشريعة، وهي علاقة تتسم بالتداخل والترابط والتكامل. وأكد هذا الفصل على أهمية تطوير بيداغوجية إسلامية قائمة على الرؤية الإسلامية الصحيحة ومقاصد الشريعة.
• أما الفصل الرابع (الدراسة الميدانية) فهو عبارة عن دراسة ميدانية لقياس مستوى وعي طلاب المرحلة الثانوية بالمقاصد الضرورية الخمسة: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. كما قام بتحليل وتفسير النتائج، مستعرضًا الأسباب الكامنة وراء أبرز المشكلات التي قد تهدد هذه المقاصد في الواقع الأسترالي، مع تقديم مقترحات لتوجيه التعليم الإسلامي في المدارس الإسلامية بأستراليا بما يتماشى مع هذه الأهداف العليا للشريعة.
• واعتمدت هذا الدراسة الميدانية على منهجين: كمي وكيفي. حيث تضمنت الأداة الكمية اختبار مواقف مكونًا من 20 سؤالًا غطت المقاصد الخمسة، بينما شملت الأداة النوعية مقابلات شبه مقننة مع الطلاب، وركزت على سؤالين أساسين مكّنا الباحث من التعرف على أبرز دوافع التحاق الطلاب بالمدارس الإسلامية وأهم التحديات والسلوكيات الخطرة التي تواجههم خارج بيئة المدارس الإسلامية.
وقد أشارت نتائج الدراسة الميدانية (الفصل الرابع للدراسة) إلى:
أولاً، أظهرت استجابة الطلاب في “اختبار المواقف” أن لديهم وعيًا جيدًا بالأهداف الخمسة العليا للمقاصد الشرعية. وتعتبر هذه النتيجة خاصة بأسئلة اختبار المواقف، وبالعينة التي تم تطبيق الدراسة عليها (170 طالبًا وطالبةً)، غالبهم يتمتعون بمستوى ثقافي مرتفع، أو أن هؤلاء الطلاب هم أصلاً من المتدينين المهتمين بالدراسات الإسلامية أو من ذوي التنشئة الإسلامية الجيدة من خلال التعليم غير المدرسي مثل البيت والمسجد. لذا يفضل الباحث عدم تعميم النتيجة بناءً على الإجابات التي تم جمعها من الدراسة النوعية، حيث عبر العديد من الطلاب عن تحديات ومشكلات سواء داخل المدرسة أو خارجها.

ثانيًا: كشفت نتائج الأداة النوعية (المقابلات شبه المقننة)، عن مخاوف كبيرة وصعوبات شديدة تتعلق بتطبيق المقاصد في الحياة اليومية للطلاب، خصوصًا خارج المدرسة. وبالنسبة للسؤال الأول، كان السبب الرئيس وراء التحاق الطلاب بالمدارس الإسلامية في أستراليا هو رغبتهم في الحصول على بيئة إسلامية آمنة، حيث أشار 63% من الطلاب إلى هذا السبب. كما أبدى 24% من الطلاب رغبتهم في تعلم وفهم الإسلام بشكل أعمق، بينما ذكر 13% منهم أن تشجيع الوالدين كان الدافع الأساسي. هذه النسب تعكس الاهتمام الكبير بالهوية الإسلامية والبحث عن بيئة تعليمية تعزز القيم الإسلامية وتحافظ على الهوية الثقافية والدينية في المجتمع المتعدد الثقافات مثل أستراليا.
أما في الإجابة عن السؤال الثاني، فقد أبدى الطلاب قلقًا واضحًا من هيمنة نمط الحياة الغربي وذوبان الهوية، حيث ذكر 49% من العينة أن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهونه. كما عبر 30% عن قلقهم من انتشار سلوكيات غير لائقة مثل الزنا والشذوذ الاجتماعي وتقليد الآخرين، مما يعكس تأثير الثقافة الغربية على القيم الأخلاقية. وأشار 21% من الطلاب إلى مشكلات تتعلق بالمخدرات، والتدخين، والخمر، والإلكترونيات، مما يعكس تهديدات صحية واجتماعية يتعرض لها الطلاب.
ومن ثم عكست هذه النتائج أهمية الربط بين التعليم ورؤيته التربوية الإسلامية، وتعميق وعي الطلاب المسلمين في أستراليا بمقاصد الشريعة الخمسة وكيفية الحفاظ عليها داخل وخارج المدرسة. كما تُظهر ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية ومواجهة التحديات التي تهدد القيم والأخلاق، مما يعزز الدور الكبير المتوقع من المدارس الإسلامية في أستراليا. وبناءً على هذه النتائج، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز جودة التعليم الإسلامي في المدارس الإسلامية، وتحسين المناهج الدراسية وفقًا للمنظور الإسلامي التربوي والمقاصدي لتلبية احتياجات الطلاب ومواجهة التحديات المتعلقة بهويتهم الإسلامية.
– ومن ثم قدمت الدراسة رؤية مبنية على المقاصد، إلى جانب التوصيات والمقترحات البحثية المستقبلية، بهدف تحسين أداء المدارس الإسلامية في أستراليا وتعميق وعي الطلاب بالمقاصد الخمسة العليا للشريعة الإسلامية (حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال)، خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية. وتركز هذه الرؤية على ثلاثة عناصر رئيسة: أولًا، الإدارة التعليمية؛ ثانيًا، المعلمون؛ وثالثًا، المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، باعتبارها الركائز الأساسية التي تقوم عليها أي مؤسسة تعليمية. ومن مقترحات الدراسة لتعميق الوعي حول مقاصد الشريعةالإسلامية للمسلمين بأستراليا:

1. تعزيز التعاون مع جامعة الأزهر والمساجد والمراكز الإسلامية بأستراليا
3. تقوية المدارس الإسلامية للأقليات من خلال توجيهها إلى منظور إسلامي تربوي مقاصدي شامل، مع تطوير استراتيجيات عملية لتطبيق مبادئ المقاصد في التعليم. وتشمل هذه الاستراتيجيات تعليم الطلاب كيفية تطبيق هذه الأهداف الشرعية في حياتهم اليومية لتعزيز هويتهم الإسلامية في السياق الأسترالي.
4. تأهيل المعلمين المسلمين في المدارس الإسلامية لتطبيق المقاصد الشرعية في تدريسهم. 5. إنشاء إعلام إسلامي قوي وموثر موجه للعالم الغربي للعمل على بناء الرأي العام بشكل موجه إيجابيًا، وبطريقة حضارية يفهمها الغرب نحو قضايا الأقليات المسلمة.
6. إنشاء منصات متعددة اللغات لتعزيز التواصل بين العلماء والأئمة وأعضاء العالم الإسلامي وإخوانهم في المجتمعات غير المسلمة، وتعزيز التعاون بين هذه الشبكات لمصلحة المسلمين في سياقاتهم المختلفة.
7. إحياء وتوجيه فكرة “أسلمة المعرفة أو على الأقل إحدى صورها، مثل دمج العلوم التجريبية مع العلوم الدينية الإسلامية، وعرض المنظور الإسلامي للعلوم التجريبية، لتعليم الطلاب كيفية الجمع بين العلم والدين في إطار المنظور الصحيح للتعليم في الإسلام وفي ضوء مقاصد الشريعة، ومن المبشر إعلان رئيس جامعة الأزهر حديثًا (أكتوبر-ديسمبر 2024) عن تعريب تدريس العلوم التجريبية مثل الطب والهندسة والصيدلة، وهي خطوة إيجابية وعنصر فعال من عناصر أسلمة العلوم (علي، لؤي. (2024، 18 ديسمبر). اليوم العالمي للغة العربية).

8. إنشاء المزيد من مراكز البحوث ومجالس الإفتاء في أستراليا لتعزيز التعاون بين العلماء والمفتين في معالجة القضايا المعاصرة، والأهم منه حسن تأهيل وإعداد المفتين والمعلمين وطلاب العلم.

– كما ختمت الدراسة بعدة توصيات وأفكار لأبحاث مستقبلية منها:
1. عمل برنامج تربوي لتنمية الوعي بمقاصد الشريعة الإسلامية في مراحل أخرى غير الثانوية وبمدارس أخرى بأستراليا غير التي زارها الباحث
2. إجراء دراسات متعمقة وشاملة تستند إلى مقاصد الشريعة، تهدف إلى معالجة مشكلات المسلمين الجدد
3. عمل دراسة دور التعليم الرقمي في تعميق الوعي بالمقاصد الشرعية في المناهج الإسلامية
4. تخصيص دراسات ميدانية أخرى تركز على تطبيق المقاصد في مؤسسات تربوية غير مدرسية

– وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور/ محمود محمد عبدالرحيم الصاوي‏ أستاذ الثقافة الإسلامية ‏بكلية الدعوة الإسلامية والوكيل ‏السابق لكليتي الدعوة الإسلامية والإعلام بنين – ‏جامعة ‏الأزهر “مناقشًا خارجيًا”.‏
1. أ.د. محمود محمد عبد الرحيم الصاوي: أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر سابقًا والمحكم المعتمد بلجنة ترقية الأساتذة بلجنة الدعوة والثقافة وعضو لجنة المعايير بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد (مناقشًا خارجيًا)
2. أ.د. عبدالرحيم سعدالدين الهلالي : أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة (مناقشًا)
3. أ.د. محمد عبد القوي شبل الغنام: الأستاذ الدكتور بقسم التربية الإسلامية – كلية التربية بنين القاهرة – جامعة الأزهر (مشرفًا)
4. أ.د. ليلى عبد الرازق عثمان: أستاذة اللغويات بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية – كلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة – جامعة الأزهر (مشرفًا)
5. أ.م.د. محمد سعيد متولي الرهوان: أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية شعبة اللغة الإنجليزية – كلية اللغات والترجمة بالقاهرة – جامعة الأزهر (مشرفًا)

ads

اضف تعليق