ads
رئيس التحرير
ads

السلسلة الإيمانية مع فضيلةالدكتور/محمود عبد الدايم على الجندى ويكتب اليوم :شهر شعبان يغفل عنه كثير من الناس

الأحد 16-02-2025 20:29

كتب

أعزّائي قرّاء التايمز الدولية في الداخل والخارج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبدأ معكم من الآن السلسلة الإيمانية

والتي نفسح فيها المجال لجميع العلماء والمشايخ في شتي بقاع الأرض

واليوم مع فضيلة الدكتور/محمود عبد الدايم على الجندى

أولآ: سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم

شعبان هو اسم للشهر، وقيل انه سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه، وقيل تشعبهم في الغارات، وقيل لأنه شَعب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان.

ثانيآ: الصيام في شهر شعبان.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم انه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا.

وقال ابن المبارك وغيره من العلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر شعبان ولكن كان يصوم أكثره، والدليل على ذلك مارواه الامام مسلم فى صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما علمته – تعني النبي صلى الله عليه وسلم – صام شهراً كله إلا رمضان .
وفي رواية له أيضاعن عائشة رضى الله عنها قالت: ما رأيته صام شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان.

وورد في الصحيحين عن ابن عباس قال: ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً غير رمضان. أخرجه البخاري ومسلم.
كما ورد ان ابن عباس يكره أن يصوم شهراً كاملاً غير رمضان.

وقال ابن حجر رحمه الله: كان صيامه في شعبان تطوعاً أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان.

ثالثآ: شهر شعبان شهر يغفل فيه الناس.
عادة ما يبدا الناس بالاستعداد لشهر رمضان في شهر شعبان فيقومون بتخزين الاطعمة وشراء ما يلزمهم استعدادا لرمضان فتفوتهم الفرصة وهي فرصة الاكثار من العمل الصالح في شهر شعبان لان شهر شعبان ترفع فيه الاعمال الى الله ففاز فينبغي على المسلم ان يستعد روحانيا قبل رمضان بان يدرب نفسه على الصيام وكثره قراءه القران وذكر الله حتى يستقبل الشهر الكريم ولديه الاستعداد الكامل بان يتقرب الى الله بجميع انواع القروبات حتى يفوز في نهايه رمضان بمغفره ذنوبه ونيل رضا الله سبحانه وتعالى
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: “ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.” رواه النسائي.

وفي رواية لأبي داود قال: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان. صحيح سنن أبي داوُد.

وقال ابن رجب رحمه الله: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه.
والسبب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه شهر يغفل فيه الناس عن فضل هذا الشهر ورد في هذا الحديث المبارك
و هو قوله صلى الله عليه وسلم: “شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان – الشهر الحرام وشهر الصيام – اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه.

رابعا: فوائد العباده في وقت الغفلة.
ان العمل فى غفلة الناس كالنوافل والصدقات وغير ذلك من العبادات يؤكد على اخلاص العبد وعدم اصابة القلب بالرياء وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته. وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه، فعن ابن مسعود أنه قال: “إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين”، وقال قتادة: “يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام”
وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين، وعند مسلم من حديث معقل بن يسار: “العبادة في الهرْج كالهجرة إلي.” (أي العبادة في زمن الفتنة؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق).
فالعلة من وراء كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان
على الراجل من كلام العلماء لأنه شهر يغفل الناس عنه وذلك لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.” رواه النسائي.
ومن الامور المهمة فى شعبان قضاء صيام الفريضة وصيام التطوع
وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه قضاه في شعبان حتى يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان – كما كان إذا فاته سنن الصلاة أو قيام الليل قضاه – فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

كما يجب التنبه على أن من بقي عليه شيء من رمضان الماضي فيجب عليه صيامه قبل أن يدخل رمضان القادم ولا يجوز التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة (مثل العذر المستمر بين الرمضانين)

ويُكره الصيام قبل رمضان مباشرة وذلك لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه ولهذا نهي عن صيام يوم الشك قال عمار: من صامه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. ويوم الشك: هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله، وأما يوم الغيم: فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه، وهو قول الأكثرين.
كذلك من اسباب عدم جواز صيام يوم الشك ان يكون هناك فصل بين صيام الفرض والنفل فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد.
فعلينا ان لا نغفل عن نفحات شهر شعبان وان ننوع فيه من العبادات حتى نستعد للعبادة فى شهر رمضان بمختلف انواعها.
والله تعالى اعلى واعلم
فضيلةالدكتور/محمود عبد الدايم على الجندى

ads

اضف تعليق