عمران والصاوي وهلال وعزام بالزقازيق يناقشون المفكر العربي الطيب تيزيني
الثلاثاء 11-02-2025 17:03

أ.د محمود الصاوي
صباح الخميس ١٣ فبراير بقسم الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، تناقش رسالة دكتوراه بعنوان: فكر طيب تيزيني في ميزان الإسلام ، قدمها الباحث: سامح حموده يوسف حسن،
والذي أكد في تصريحات خاصة للتايمز الدولية إن الدكتور طيب تيزيني نشأ نشأة علمية متعددة الأفكار والمناهج، فقد ولد في مدينة حمص وسط سوريا، وعاش في بيئة متوسطة الحال ضمن أسرة من الطبقة الوسطى، وبين الباحث أن الدكتور تيزيني نشأ في منزل يحتوي على مكتبتين، مكتبة صوفية لاهوتية دينية تعود لوالده، والأخرى مكتبة علمانية حديثة تعود لأخيه الأكبر، في هذه البيئة العلمية وضمن هذا الجدل الحواري المتناقض فكرياً تربى الدكتور تيزيني، وعلى التعددية الفكرية نشأ، فقرأ وبحث في تلك الكتب والموسوعات المتعددة المشارب والانتماءات الفكرية المتواجدة في مكتبة أبيه الدينية ومكتبة أخيه العلمانية، كما يقول: «لقد قرأت القرآن الكريم قراءة مستنيرة، مع مجموعة من التفاسير له، وكذلك قرأت ديكارت وماركس وتولستوي وغيرهم في سن مبكرة، وأنشأت مكتبة ثالثة بين الوالد والأخ».
وأوضح الباحث أن الدكتور تيزيني حاول أن يدمج بين الاتجاهين الديني والعلماني ويوفق بينهما لينشئ مدرسة حداثية علمانية ذات مرجعية ماركسية في التعامل مع النصوص الدينية.
وقد بين الباحث أن هناك تأثيرات نفسية وفكرية لهذا المنشأ التربوي، والمناخ النفسي الذي شب عليه الدكتور تيزيني، وقد ظهر هذا واقعياً وعملياً في تحديد كثير من خياراته ومسارته الفكرية والعملية، وتبين هذا في بداية مسيرته متأثراً بالجو الديني لبيئته الاجتماعية، حيث عمل مؤذناً وإماماً للمصلين، ثم انتقل باحثاً ومنقباً في الكتب والمعارف، إلى أن أصبح«أحد أهم دعاة ومفكري المادية الماركسية واليسارية الثورية منذ بدايات نضوجه الفكري»
وقد حمل مشروع الدكتور تيزيني الكثير من الأفكار المقيتة والدعوات الهدامة التي تهاجم الإسلام، وتنتقد نظمه وتشـريعاته، وتدعو إلى هدم تراثه، لو تأملناها بعين العدل والبحث، وأنشأ فى خدمة ذلك الكثير من الدراسات الفكريَّة، ويعد أهمها:
1- من التراث إلى الثورة: حول نظرية مقترحة في قضية التراث العربي، ط دار ابن خلدون بيروت 1978م.
2- الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى، ط دار دمشق 1982م.
3- مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط، ط دار دمشق 1981م.
4- من يهوه إلى الله(في مجلدين)، دار دمشق 1986م.
5- على طريق الوضوح المنهجي، ط دار الفارابي بيروت 1989م.
6- مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر، ط دار دمشق، 1994م.
7- النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة، ط دار الينابيع دمشق 1997م.
8- الإسلام والعصر تحديات وآفاق، ط دار الفكر دمشق، ط 1998م.
9- من اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة،(في جزأين) ط دار بترا، 2005م.
وغيرها من الدراسات التي يهاجم فيها الدين والثقافة والتراث؛ استنادًا على عقله وفهمه ومقومات أخرى ملفقة من ثقافات تغاير ثقافتنا العربية والإسلامية، بالإضافة إلى تلفيق الأدلة وليّ عنقها لخدمة أهدافه.
وقد قسّم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة. أمّا المقدمة: ففيها بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، وتساؤلاته، ومنهجه، والدراسات السابقة فيه. ويتلوها التمهيد، وفيه: التعريف بالدكتور طيب تيزيني وحياته العلمية والعملية وروافده الفكريَّة ومؤلفاته.
وجاءت عناوين الأبوب الأربعة كالتالي: الباب الأول: أصول الدين في فكر طيب تيزيني (عرض ونقد). الباب الثاني: مصادر الإسلام في فكر طيب تيزيني (عرض ونقد). الباب الثالث: موقف طيب تيزيني من الاجتهاد في فهم النص وصلاحية الإسلام للعصر (عرض ونقد). الباب الرابع: التراث الإسلامي في فكر طيب تيزيني (عرض ونقد) وقد خلصت الدراسة في خاتمتها إلى العديد من النتائج، من أهمها:
1. تأثر الدكتور طيب تيزيني بالاتجاهين الديني والعلماني، ومحاولة التوفيق بينهما لينشئ مدرسة حداثية علمانية ذات مرجعية ماركسية في التعامل مع النصوص الدينية.
2. أثبتت الدراسة أن جذور التدين تمتد إلى فجر النشأة الإنسانية، وأن الدين مصاحب لوجود الإنسان، وأن الفطرة الدينية نشأت مع نشأة الإنسان نفسه، وأن الدين ليس من إنتاج الطبقات الحاكمة، كما أثبتت أن التوحيد أصل والشرك طارئ عليه، على خلاف ما زعمه طيب تيزيني.
3. أكدت الدراسة على أن الإسلام دين إلاهي، لم يكن مَفْرَزًاً لعلاقات إنتاجية أو اقتصادية، وظهوره لم يكن حدثاً انبثق مع ظروف الإنتاج، فعلاقات الإنتاج لم تكن موجودة من الأساس.
4. أوضحت الدراسة أن الإسلام لم يتأثر بالوثنية الجاهلية، بل كانت هناك عداوة بينهما منذ بداية ظهوره، وإلا كيف يتأثر الإسلام بالجاهلية وبينهما عداوة؟.
5. نفى البحث أخذ الإسلام من اليهودية والنصرانية والتلمود والزرادشتية.
6. وأثبتت الدراسة أن النبي نشأ أمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولم يجلس إلى معلم، ولا كان بمكة معلمون ولا دور تعليم، فلم ترد أي دلالة تاريخية تدل على أن سيدنا محمد كان يقرأ شيئاً أو يكتبه.
7. وأكدت الدراسة على أن النبي لم يأخذ شيئاً من الأحبار والرهبان، والدليل على ذلك أنه لو ثبت أنه أخذ لما سكت أعداؤه أبداً ولكانوا روجوا ذلك بين الناس، وساروا به في الناس.
8. وأوضح البحث أن القرآن الكريم كتب على عهد رسول الله، إلا أنه كان مفرق الآيات والسور، وأول من جمعه في الصحف مرتب الآيات كما رويت محفوظة عن رسول الله هو أبو بكر الصديق، واعتنى به عناية فائقة، بخلاف ما ادعاه الدكتور تيزيني.
9. أثبتت الدراسة أن جمع القرآن الكريم في عهد سيدنا عثمان بن عفان لم تشبه شائبة، ولم يحصل فيه خلل أو زيادة أو نقصان من أي شخص كان مهما عظم شأنه سهواً أو عمداً.
10. أوضح البحث أن نزول القرآن الكريم منجماً كان لحكم كثيرة منها: تثبيت قلب النبي، وتعليم المسلمين وغير ذلك، ولم ينتهي دوره على مجرد هذه الوقائع، ومن ثم فلا يصح اعتبار الدكتور تيزيني نزول القرآن منجماً دليل ضروري على تاريخية القرآن.
11. أكد البحث على أن السنة كانت محفوظة من التحريف والزيادة، لأن الصحابة والتابعين وقفوا بالمرصاد من أجل جمعها وتنقيتها من الموضوع، كما اعتنوا بالحديث من ناحية سنده ومتنه فميزوا الخبيث من الطيب، واعتنوا به من جهة الصحة والضعف.
12. أكد البحث على أن الاجتهاد والتأويل في الشريعة الإسلامية يوكل أمره إلى المتخصصين والمتأهلين وليس لكل البشر(المسلم وغير المسلم) كما يزعم تيزيني.
13. أوضحت الدراسة أن الهداية التي جاء بها القرآن لا تقف عند مجال الأخلاق والقيم فقط، بل تشمل كل مناحي الحياة شمولاً كلياً،
14. أكدت الدراسة على أن القرآن الكريم هو كتاب هداية أخلاقية وعلوم واقعية في آن واحد، فهو كتاب هداية في مجال العقائد والعبادات والأخلاق والتهذيب والتشريع، وهو كتاب علم في استخراج القوانين الوصفية والسنن الكبرى الحاكمة لتطور المجتمعات والأمم والدول والحضارات.
15. أثبتت الدراسة أن الإسلام دين سماوي صالح لكل زمان ومكان، يختلف عن كل الرؤى والمذاهب الوضعية، وقد تبين على مدار العصور أن المذاهب الوضعية لا تستطيع حل مشاكل العصر وذلك لعجزها عن تحقيق متطلبات الإنسان المادية والروحية بشكل متوازن في كل زمان ومكان.
16. أكد البحث على أنه إذا طبق منهج الإسلام في علاج المشاكل الاقتصادية والبطالة والفقر، لما وجدت المشكلات التي يراها الدكتور تيزيني، كمشكلة الزواج والمسكن والحياة لاالكريمة، إذ الكل يخضع لنظام إسلامي يضمن الحقوق للجميع.
17. بينت الدراسة واتفقت مع الدكتور تيزيني في أن العولمة تعد من التحديات التي تواجه الإسلام في كل أقطار الأرض.
18. أوضحت الدراسة أنه من الأولى أن يفصل بين نصوص الوحي وبين التراث الإسلامي، لأن الوحي له خصيصة إلهية، أما التراث فتخلع عليه صفة البشرية، ولا ينبغي أن نخلط بين الإلهي وبين البشري.
19. أكد البحث على أن القرآن ليس فكراً دينياً أنتجته العقول البشرية كما يدعي طيب تيزيني؛ لأنه لو كان القرآن فكراً دينياً، لكان محلاً للنقد والصواب والخطأ.
20. أثبتت الدراسة أن إسقاط المنهج الماركسي على التراث بكل مفاهيمه مثل العوامل الاقتصادية والمادية والاجتماعية والطبقية والصراع الطبقي وعلاقات الإنتاج غير مقبول بتاتاً، وذلك لأن هذه المفاهيم غير مألوفة ودخيلة على تراثنا الإسلامي.
21. أكدت الدراسة على أن الأصولية والعودة إلى الأصول الأولى لا يسمى رجعية كما يدعي تيزيني، خاصة إذا كانت العودة إلى الماضي مرجعاً لإحيائه من أجل استثماره في الحاضر، ومن ثم فالأصولية تأخذ زادها من منابعها الأولى لتتطلع به إلى المستقبل.
22. أكدت الدراسة على أن زعم طيب تيزيني بمادية الفلاسفة العرب المسلمين أمر غير منطقي، ولا ينبغي أن تكون قراءة مؤلفاتهم قراءة مادية، ومن ثم ينبغي عدم نسيان الجانب الغيبي المثالي للفلاسفة.
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور/ محمود محمد عبدالرحيم الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية والوكيل السابق لكليتي الدعوة الإسلامية والإعلام بنين – جامعة الأزهر “مناقشًا خارجيًا”.
والأستاذ الدكتور/ محمد هلال الصادق “أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشًا خارجيًّا”.
والأستاذِ الدكتور/ وجيه محمد زكريا عمران أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية، ووكيل كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق للدراسات العليا “مشرفًا رئيسًا”.
والأستاذ الدكتور/ فؤاد وهبة عبدالرحيم عزام أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق “مشرفًا مشاركًا”.