رئيس جامعة الأزهر يشارك في ندوة دار الإفتاء «الفتوى والمشكلات الاجتماعية» بمعرض الكتاب
السبت 25-01-2025 08:46

في إطار حرصه على المشاركات العلميَّة في كافة الندوات التي تهدف إلى بيان شمولية الإسلام، شارك فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، في الندوة التي نظمتها دار الإفتاء المصرية، اليوم، في أول نشاط لها على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، والتي جاءت تحت عنوان: «الفتوى والمشكلات الاجتماعية»، وذلك بجناحها المخصص داخل معرض الكتاب، برئاسة فضيلة الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وعضوية الدكتورة هالة رمضان، رئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
وقد تطرَّقت الندوة إلى مناقشة التحديات التي تواجه المجتمع المصري، مع التركيز على أبرز المشكلات الاجتماعية المتشابكة، مثل: العنف الأسري، والجرائم البارزة، والطلاق السريع، والعزلة الاجتماعية.
وفي بداية كلمته قدَّم فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشكرَ لفضيلة المفتي وللدكتورة هالة رمضان، مشيدًا بجهودهما وإسهاماتهما المتميزة في سبيل الحفاظ على المجتمع.
وأعرب د. سلامة عن تقديره لتحوُّل معرض الكتاب إلى منصة لإقامة مثل هذه الندوات الثرية، التي تناقش قضايا مجتمعية مهمة تسهم في بناء المجتمع وتقدمه.
وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أنَّ الإسلام تناول المشكلات الأسرية بأسلوب شامل؛ حيث وضع القرآن الكريم قواعد عامة وكليات تُركت تفاصيلها للاستنباط والاجتهاد من قِبل أهل العلم وعلماء كلِّ عصر.
وأكَّد رئيس جامعة الأزهر أنَّ من أخطر المشكلات التي تهدِّد استقرار الأسرة والمجتمع اليوم هي مشكلة الطلاق، التي تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ، وقد قدَّم الإسلام الحلَّ لهذه المشكلة من خلال جعل أساس العلاقة الزوجية قائمة على المودَّة والرحمة.
ودعا رئيس جامعة الأزهر الطرفين إلى التنازل عن بعض العوائق لضمان استمرار هذا الأساس، وذكر في هذا السياق أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان خير قدوة في تعامله مع أهل بيته.
واستشهد بقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم: 20]، مشيرًا إلى أن الله – عزَّ وجلَّ – ذكر بعدها الزواج بعَدِّه مصدرًا للمودة والرحمة، وجعل من الزواج سكنًا للنفس، تمامًا كما يتحرك الإنسان بحثًا عن الراحة حتى يجد السكن.
وأوضح رئيس الجامعة أن وسط آيات الطلاق جاء قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]؛ مما يدلُّ على أهمية الصلاة باعتبارها وسيلة لحل المشكلات وتجنُّب الغضب والتقاطع الاجتماعي.
وأكَّد أن الإسلام شدَّد على صِلة الرحم بوصفه وسيلة لجمع شمل الأسر وتقوية روابطها، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ». وبيَّن أن الأُسَر تستمد قوتها من الترابط، وإلا فإنها ستواجه الضعف الذي شبَّهه الله ببيت العنكبوت.
واستعرض الدكتور سلامة داود دَور الجامعات وأهميتها في توعية الشباب الجامعي، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي حواضن للتربية والثقافة والتهذيب، مشيدًا برسالة جامعة الأزهر الشريف التي تجمع بين التنشئة الدينية والقرآنية في جميع كلياتها، سواء الشرعية أو العملية.
وأكَّد رئيس الجامعة أن هناك تواصلًا دائمًا ومستمرًا بين الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية من خلال الدورات والندوات التثقيفية.
واختتم فضيلته كلمتَه بالتأكيد على أن الإصلاح يحتاج إلى صبر طويل، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: من الآية 132]، مؤكدًا أهمية تبنِّي سياسة النَّفَس الطويل لتحقيق الإصلاح والاستقرار المجتمعي.



