خلال الاحتفال بمولد النبي بالجامع الأزهر..المشرف على الأروقة يوضح أهمية الاقتداء برسول الله
الجمعة 27-09-2024 15:46
خلال كلمته الافتتاحية بالاحتفال الذي عقده الجامع الأزهر في ذكرى ميلاد النبي، أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن اللّٰه استوفى الكمال المطلق ورضي للناس الإسلام دينًا وأتم النعمة المطلقة بأن ختم الرسالات برسالة الإسلام ووضع فيها المنهج المشتمل على كل مناهج الرسل السابقين، وختم الأنبياء برسول اللّٰه الذي رباه ربه على عينه ووضع فيه صفات الخير، فقد كان مستقيمًا في حركة حياته كلها فعرف وهو طفل وغلام وشاب ورجل عرفوه قبل أن يرسل إليهم لذلك قال سبحانه وتعالى {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} اي من بينكم ومن جلدتكم عرفتموه وعرفتم أحواله فلم تجدوا عليه شائبة، فكان ميسور القول ومجلسه مجلس علم وصبر وأمانة، وكان يوقر الكبير ويحترم الصغير ويحفظ حق الغريب، ألبسه اللّٰه لباس الجمال وألقى عليه محبة منه، وإنه كان بعيدًا عن الجدال والتعالى في معاشرة الناس أو التدخل في شئونهم، ولا يعيب أحدًا ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، كان يصبر على الغريب في مسألته ويمازح أصحابه، يضحك مما يضحكون ويزور مرضاهم ويداعب الصبيان، وإنه رغم شدة حبه للصلاة ويسرع إلى الصلاة، كان يقول: “أقوم فى الصلاة وأريد أن أطوّل فيها فأسمع بكاء الصبى فأتجوز في صلاتي كراهية أن اشق على أمه”.
وتابع المشرف على الأروقة: وقد شهد لأخلاقه وصفاته جميع علماء وفلاسفة الشرق والغرب، وعن رسول الإنسانية محمد ، قال المفكر الإنجليزي “برنارد شو” إن أوروبا الآن بدأت تدرك حكمة محمد وبدأت تعشق دينه، وإن أوروبا سوف تبرئ الإسلام من اتهامات العصور الوسطى، وسيكون دين محمد هو النظام من أجل دعائم السلام والسعادة وحل المشكلات والعقد، وأعتقد أن رجلًا كمحمد بحكمتة قادر على تحقيق السلام والسعادة المنشودة للعالم بأسره”.
وأضاف: اليوم نرى من يزعمون انصياعهم لتعاليم الدين واتباع الدين بينما يقتلون الأبرياء ويحولون بيوت اللّٰه إلى ساحات حرب لتباح الدماء والحرمات وتهدر حقوق النساء والأطفال، وإن هناك طوائف تدٌعي الإسلام يوظفون شريعة الإسلام في تبرير هذه الحرب، وما يصدره هذا العبث من صور وحشية قاسية تغذى النزاعات اليمينية المتطرفة في الشرق والغرب ويوظفون هذا الدين لأهوائهم، فالدين منهم براء حتى لو هتفوا باسمه، فالخروج من هذه الأوضاع المعضلة يكون بإحياء صحيح هذا الدين واتخاذه نبراسًا في سلوك المسلمين وتصرفاتهم والأخذ بنصائح صاحب هذه الذكرى والاعتزاز برسالته وسنته.
ونظم الجامع الأزهر احتفالية كبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان«قبسات من حياة النبي في ذكرى مولده»، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، بالإضافة إلى عدد كبير من علماء وطلاب الأزهر الشريف.






