(أقوال العلماء الثقات في الإمام أبي الحسن الأشعري)للدكتور/ بشير عبد الله علي من علماء الأزهر الشريف
الجمعة 20-09-2024 09:59
الإمام الأشعري: هو إمام أهل السنة ، صاحب الأصول ، حامي حمى العقيدة ، المدافع عن الشريعة ، حبر الأمة الأمين ، الذي سعى في حفظ قواعد وأصول الدين حتى أتاه اليقين ، التقي النقي والبر الذي قام في نصر ملة الإسلام بالعقل والنقل حتى أزاح عنها الشبه ونقاها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
وسوف أذكر هنا جانبا من مناقب الإمام من خلال أقوال أهل العلم والفضل وذلك على النحو التالي:
قال السبكي في الطبقات:
“واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم يُنشِ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا”
ثم قال في موضع آخر على لسان أحد علماء المالكية :
لم يكن أبو الحسن أول متكلم بلسان أهل السنة إنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف فزاد المذهب حجة وبيانا، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهبا به، ألا ترى أن مذهب أهل المدينة نسب إلى مالك، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له مالكي، ومالك إنما جرى على سنن من كان قبله وكان كثير الاتباع لهم، إلا أنه لما زاد المذهب بيانا وبسطا عزي إليه، كذلك أبو الحسن الأشعري لا فرق، ليس له في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وما ألفه في نصرته .
وقال عز الدين بن عبد السلام في عقيدته: “واعتقاد الأشعري رحمه الله – عز وجل – مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون “
وقال القاضي ابن فرحون المالكي في ترجمة الإمام الأشعري ما نصه : “كان مالكيا صنف لأهل السنة التصانيف وأقام الحجج على اثبات السنن وما نفاه أهل البدع ” ثم قال : “فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملحدة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة، وناظر المعتزلة وظهر عليهم، وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه أثنى عليه وأنصف، وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين “
وقال الشيخ محمد البيروتي ما نصه: “المالكية والشافعية أشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والحنفية ماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي وهما إماما أهل السنة”
وقال الشيخ قـاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب السبكي :
“وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة، يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله ” ثم يقول بعد ذلك: “وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة”
وقال الشيخ محمد العربي التبان شيخ المالكية في الحرم المكي : “فحول المحدثين من بعد أبي الحسن إلى عصرنا هذا أشاعرة وكتب التاريخ والطبقات ناطقة بذلك ”
وقال أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل: “الأشعرية أصحاب أبي الحسن علي بن اسماعيل الأشعري المنتسب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله- تعالى – عنهما.
رضي الله عن الإمام الأشعري ورحمة رحمة واسعة.
د / بشير عبد الله علي.