المشاركون في «ملتقى الانتماء الوطني للوافدين» يشكرون القيادة السياسية والشعب المصري والأزهر على دعمهم السودان ورعاية طلابه
الأحد 28-07-2024 13:00

أكد المشاركون في ملتقى «تنمية الانتماء الوطني لدى الوافدين» الذي نظمه «مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالأزهر» بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بـ«المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة» على عمق العلاقات والرواسخ التاريخية بين مصر والسودان وعلى دور القيادة السياسية ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة الدينية ممثلة في فضيلة الإمام الأكبر الدكتور، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في السعي لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وأن للطالب الوافد دورًا كبيرًا في وأد الفتن والتصدي للشائعات التي تستهدف النيل من الأوطان.
وقدم المشاركون الشكر للحكومة المصرية لدعمها السودان في محنتها وللشعب المصري الذي استقبل إخوانه السودانيين وتقاسم معهم قوت يومه رغم ما يعانيه من ظروف اقتصادية، كما دعوا إلى تكثيف الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية لحل الأزمة السودانية وتعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.
وأشارت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، ورئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب أن مصر بقيادة فخامة رئيس الجمهورية أظهرت معدنها الأصيل في أوقات الشدة لأشقائها العرب والأفارقة، وتؤدي دورًا كبيرًا في العمل على وحدة السودانيين، ورعاية طلابهم وأسرهم في مصر، كما تؤديه مع الملايين من الدول الأخرى.
وأضافت أن الأزهر لا يدخر جهدًا في تحقيق السلام، وغرس قيم الانتماء الوطني لدى الوافدين حتى يكونوا خير سفراء لبلادهم في مصر، وأن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يوصينا دائمًا بالعناية بالوافدين والاستماع إليهم والتقرب منهم ومواصلة عقد الملتقيات معهم وذويهم وقادة الرأي لديهم حتى يشعروا أنهم في بلادهم، متوجهًا بالشكر للإمام «الطيب» بصفته شيخًا للأزهر ورئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وللدكتور عبد الله المصلح، الأمين العام للمجلس، لدعمهم ورعايتهم لمثل هذه الملتقيات التي تنمي العلاقات بين الطلاب وترسخ لديهم قيم الانتماء الوطني.
كما أعربت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين عن تقديرها لجهود علماء السودان والشيخ عبد الله الميرغني في التعاون لإقامة مثل هذه الملتقيات ورغبتهم في عقد المزيد منها مما يؤكد حرصهم الشديد على ترسيخ قيم الانتماء لدى طلاب السودان حتى يكونوا خير سفراء للأزهر في بلادهم.
وقال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن الأزهر بجامعته تربطه علاقات محبة مع الشعب السوداني، مؤكدا أن جامعة الأزهر تفتح أبوابها دائمًا للطلاب السودانيين للدراسة في الكليات الشرعية والعربية والعملية، مشيرا أن جامعة الأزهر تخرج فيها العديد من الأساتذة والطلاب السودانيين، والذين كان لهم دور بارز في خدمة بلادهم، كما كانوا أيضا خير سفراء للأزهر في بلادهم، وذلك من خلال التزامهم بتلقي العلم والحرص على توقير أساتذتهم، مشيرا أن واجب الطالب السوداني اليوم أن يكون خير سفير لبلاده في إعلاء الأخوة والتحلي بالأخلاق الحميدة.
وحث رئيس جامعة الأزهر الطلاب السودانيين على الجد والاجتهاد في طلب العلم واغتنام بركات الأوقات في تحصيل العلم النافع، لافتا إلى أن الأمم الناهضة تقدر الوقت وتغتنمه وتحرص علي عدم إضاعته داعيا المولى -عز وجل- أن يحفظ السودان الشقيق وأهله وأن يجنبهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
من جانبه، قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي، ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي للتصوف، أن مصر والسودان تجمعهما روابط كثيرة من أهمها الأزهر والتصوف وهما من العوامل الأساسية في تنمية الانتماء الوطني لأنهما يغرسان في طلابهم ومريديهم الأدب والعلم، والإنسان في عصرنا الحالي أحوج إلى الأدب من العلم فهو لا يصل إلى ربه إلا بالأدب، وأن المنهج الأزهري ينمي الانتماء للوطن لذا؛ كان مشايخه أهل تربية وأدب وسلوك.
وأضاف أن مصر كانت ملاذ الأنبياء والعلماء والإبداع والحضارة على مدار تاريخها، حيث إنها حمت الإسلام من الهجمات التترية، ودافعت عن العروبة وهي الآن تواصل دورها لتظل ملاذًا لكل دول العالم حيث يوجد بها الآن ملايين من الأجانب الذين يعيشون على أرضها -جنبًا إلى جنب- مع المصريين رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وهذا فضل من الله حباه لمصر فهي كما قال عنها أحد علماء التصوف: ”مصر المؤمنة بأهل الله„.
وذكر الشيخ عبد الله المحجوب الميرغني، أحد علماء السودان، وشيخ الطريقة الميرغنية الختمية أن الأزهر يمثل رمزًا للتعاون والتكامل بين مصر والسودان ونعتز بدوره في دعم ورعاية طلاب السودان ونؤكد على ذلك في طريقتنا، ونسعى إلى تحقيق هذا من خلال تعليم قيم الإخاء والتفاهم، ونعتبر الطلاب السودانيين في مصر سفراء لقيمنا وثقافتنا، مضيفا أن الأزهر الشريف يلعب دورًا محوريًا في توفير بيئة تعليمية متميزة لطلاب السودان، ونثمن تلك الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في رعاية طلاب السودان مما يسهم في تعزيز قيم التعاون والوحدة بين الشعوب الإسلامية.
وعبر الشيخ عبد الرحيم الشيخ، أحد علماء السودان وشيخ الطريقة السمانية، عن بالغ تقديره لمصر وقيادتها السياسية لاحتضانهم السودانيين ودعم طلابهم وإتاحة فرص التعليم لهم في المدارس والجامعات، مؤكدا أن صلات النسب ورحم العلم بين مصر والسودان موصول بفضل العلماء والأولياء، فعند الشدائد تعرف معادن الرجال.
وقال الدكتور الفالح الحبر، مدير جامعة أم درمان الإسلامية، أن الانتماء للوطن أمر حث عليه الإسلام ودعا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يستوجب علينا التلاحم والتآخي والذود عن أوطاننا.
قدم الملتقى د.حسام شاكر، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام، وحضره لفيف من طلاب وطالبات السودان، وعدد من الوزراء والمسؤولين أبرزهم: الدكتور جمال أمين وزير الاتصالات السوداني الأسبق، والسيد أحمد إبراهيم، ممثلًا عن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور محمد عبد الله، رئيس مجلس إدارة مدرسة القبس المنير، والشيخ أسامة الشيخ محمد أحمد الكريدة، والدكتورة فاطمة إدريس، رئيس مؤسسة تضامن المجلس المصري متعدد الثقافات.