ads
رئيس التحرير
ads

الأستاذ الدكتور أحمد كريمة يكتب في ذكرى وفاة السلطان قابوس وهو أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة .

السبت 13-01-2024 21:15

كتب

إبراهيم شحاته

عمان وحاكمها الراحل- رحمه الله تعالى –
بداية : ” ما شهدنا إلا بما عملنا ” فقد عملت محاضراً للدراسات الإسلامية بوزارة التعليم العالى – كلية التربية بصلالة بمحافظة ظفار زهاء ست سنوات متصلة ولله الحمد – .
فقد العالم بأسره زعيما محنكا فطنا ألا وهو المغفور له بإذن الله – عز وجل – السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدى – رحمه الله رحمات واسعة – وحق على كل منصف أن يرثيه ، فاقتبس مما قاله الشيخ محمد أحمد عرفه تقريظاً لابن رشد الفقيه الفيلسوف – رحمه الله تعالى – : إلا الحكيم الراقد فى جدثه ، الهانىء بمضجعه ، تحفه مسحة من النور الإلهى ، وعليه حارث من المهابة وسياج من الإجلال ، أهدى غايات من الدعوات واستمطرت له وابلا من صيب الرحمات ، لله أنت أيتها الروح الخالدة ، العائدة إلى محلها الأرفع ، فقد هبطت علينا من عالمك العالى ، طلعت علينا طلوع القمر على خابط ليل ضل السبيل وخانه الدليل ، طلعت والهدى ، فكنت كالغيث اصاب أرضا قابلة فأنبتت الكلأ والعشب ، وأصاب منها الكثير ، اقمت فينا ما شاء الله أن تقومى ، وخلقت تلك آثارا جعلت لك مقعد صدق فى كل نفس ، وتأوييك ومسراك ، أى جو حواك ، وآى آمال وسعتك ، وأى جسم تحمل ما ترومين ؟
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الأحسام ” أ.هـ ”
لقد تحرر خطابك السياسى فكنت مصلحا ومحباً وحبيبا للجميع !
وقدت وطنك بفطنة وحنكة وحكمة ، فأنبتت به عن صراعات ونعرات مذهبية وطائفية وقومية ، وجعلته موئلا للتسامح الدينى والإخاء الإنسانى ، فالمذاهب الإسلامية تتعايش بحرية الفكر من إباضية وسنية وشيعية ! والشرائع السماوية أتباعها يعيشون فى عمان دون تمايز ولا تعصب ، بل وأتباع شرائع وضعية من هندوس وسيخ وغيرهم يعملون ويتكسبون أقواتهم دون حجر ولا اضطهاد ! وأسست عمان وحضارة فى شتى المجالات وبناء الإنسان قبل البنيان ، وعمارة وحضارة فى شتى المجالات بصبر وأناة وتؤدة ، وأسست الشورى التطبيقية العملية فى لقاءاتك بشعبك تستمع إلى مظالم وتقضى حوائج فى ولايات السلطنة ، دون حجب ولا انزواء ، وأعليت حقوق الإنسان ومن ظواهر ذلك تحرير المرأة العمانية من أسر عادات موروثة لا صلة لها بالدين الحق ! وكم كنت عفوا عن مغرر بهم ، وخلت بلادك من الإرهاب الفكرى والسلوكى ! ، وجعلت عمان مضرب المثل فى حماية البيئة ، والعيش الوادع الكريم
لله درك أيها الراحل الكريم فى رحمات الله مستقرك ، جزاء ما قدمت من مبرات يعجز عن وصفها اللسان .
سلطنة عمان : بلد عروبى ، جذوره إلى ما قبل التاريخ ، وذكر فى القرآن الكريم طرفا منه
” الأحقاف ” وأسلم طواعية دون معاندة ولا مكابرة ولا مكايدة ولا محاربة ، فقد أرسل سيدنا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رسالة إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابنى الجلندى .

ads

اضف تعليق