ads
رئيس التحرير
ads

الطائفة الكلدانية بالعراق في ماجستير بجامعة الازهر

الثلاثاء 17-10-2023 23:36

كتب

أ.د.محمودالصاوي

بتقدير جيد جدا حصل الباحث العراقي ليث عادل حميد الفهداوي على درجة الماجستير من قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة وموضوعها (الطائفة الكلدانية في العراق دراسة تحليلية ) وتكونت لجنة المناقشة من السادة العلماء

أ.د. جمال فاروق جبريل الدقاق العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية مناقشا داخليا,

أ.د. عواد محمود عواد أستاذ ورئيس قسم العقيدة بكلية أصول الدين بالقاهرة مناقشا خارجيا

أ.د. ابراهيم شعيب أستاذ مساعد بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية مشرفا

د. هاني فوزي المدرس بقسم الأديان والمذاهب بالكلية مشرفا مشاركا,

وكان سبب اختيار هذا الموضوع من قِبَل الباحث كما صرح في مقدمة رسالته:
1- التخصص في مجال مقارنة الأديان وتحديداً المسيحية, كون هذا التخصص يحتاجه واقع البلد الذي أعيش فيه, والتعرف على تفاصيل الطائفة الكلدانية وأصولها وجزئياتها, والجدير بالذكر أن هذا التخصص يعتبر من أندر التخصصات في العراق, وإن كان الكاتب غير منحاز ولذا فأقول: إن كثرة الشرائع السماوية والأرضية, وتعدد المذاهب الفكرية الفلسفية, وتنوع الاتجاهات الفكرية على الساحة العراقية من الممكن أن أعده سلاحاً ذو حدين, فمن جهة يولد هذا التنوع والاختلاف ثروة معلوماتية وغزارة معرفية في هذا المجال, ومن جهة أخرى, فالسياسة اللعينة هي التي تجعل الباحثين يبتعدون عن هذا التخصص لما فيه من عواقب وخيمة إذا لم يكن قلمك مع ما يدور على الساحة السياسية العراقية.
2- دراسة الطائفة الكلدانية بنوع من التعمق بنى للباحث مصدرا غزيرا من المعلومات عن الطائفة نفسها وعن الطوائف المسيحية المختلفة من خلال دراسة علاقة تلك الطائفة مع باقي الطوائف المسيحية.
3- الوقوف على التأثير الذي ولدته الكنيسة الكلدانية على الواقع العراقي, وكيفية معالجتها للقضايا العراقية وخاصة الوقائع الكبرى ابتداءً من حرب الخليج والحصار الاقتصادي مروراً بالاحتلال الأمريكي ثم الطائفية المقيتة والتطرف والإرهاب.
4- إن المكان الذي أعيش فيه وهو ما يسمى بـ(سهل نينوى) يحتوي على بلدات مسيحية ضربت بقدمها عمق التاريخ, ومنذ بداية الطلب كان لدي شغف الاطلاع على هؤلاء القوم وما هي الأصول التي يستدلون بها في طقوسهم واعتقادهم, فلله الحمد أولاً وآخراً, فقد تحقق لي ما كنت أرجوا الوصول إليه.
وجاءت النتائج والتوصيات على النحو الآتي:
1- إن شريعة السيد المسيح (عليه السلام) دخلت بلاد وادي الرافدين منذ القرون الأولى, ولكن لم تلبث طويلا حتى تغيرت وتبدلت وانحرفت عن مسارها الصحيح ابتداء من مجمع نيقية سنة 325م.
2- إن الكلدان هي تسمية ضربت في عمق التاريخ العراقي, ولكن هناك فرق بين كلدان الماضي والذين ينتمون للحضارة البابلية وبين كلدان اليوم الذين هم اتباع الكنيسة الكاثوليكية في روما.
3- الكنيسة الكلدانية في العراق هي كاثوليكية غربية في عقائدها وأسرارها, شرقية في طقوسها وعاداتها وتقاليدها.
4- الكنيسة الكلدانية عندها قصور واضح في التراث العلمي الخاص بهم, على عكس الكنيسة الأرثوذكسية المرقسية المصرية, فإن الباحث يجد غزارة في المصادر لدى الكنيسة المصرية في جميع تفاصيل الكنيسة, وهذا له أسبابه التي لا تخفى على أحد, فالعراق بلد الحروب والاقتتال منذ الأزل, ونحن نتحدث عن الحروب والأزمات فها أنا أبن الثلاثين وقد مسني ضرر حروب إيران وبعدها حرب الخليج ومن ثم الحصار الاقتصادي وبعدها حرب الاحتلال الأمريكي ثم فتن الطائفية وبعدها حرب داعش وإلى الآن لم نعرف ماهية العيش الكريم والآمن حالنا كحال أي دولة تريد العيش بسلام.
5- رؤية الكنيسة الكلدانية للألفية السعيدة عندهم مرفوضة رفضا قاطعا وهي بذاك توافق الكنيسة الأرثوذكسية المصرية وهما يخالفان الكنيسة البروتستانتية.
6- أسرار الكنيسة الكلدانية هي نفسها أسرار الكنيسة الكاثوليكية مع الاحتفاظ بالطقس الشرقي في بعض تفاصيله, كتفاصيل الزواج وشروطه, لأن الكلدان يعيشون في مجتمع شرقي ولابد من التأثر بالمحيط الذي تعيش فيه.
7- هنالك اختلافات بين الكنيستين الكاثوليكية الأم والكنيسة الكلدانية وقد ذكرت ذلك مفصلا في المبحث التاسع من الفصل الرابع.
8- علاقة الكلدان مع غيرهم علاقة سلم وتعايش وأمان, وطبيعة النصارى في العراق على العموم سلمية, فهم معروف عنهم الابتعاد عن مواطن المشكلات, ومحاولة تهدئة الأمور في مناطقهم وبلداتهم.
9- بعد حرب الاحتلال الأمريكي سنة 2003م, تضرر النصارى عموما والكلدان خصوصا في مناطق سكناهم, حتى اضطروا إلى الهجرة سواء إلى إقليم كردستان العراق حيث الأمن والأمان, أو إلى خارج العراق سواء إلى دول أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا, وتضاعف هذا الضرر بالتأكيد بدخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطق سكنى النصارى, حيث انتشر الخراب وعمت الفوضى, فهاجر الناس من جديد فرارا من الموت.
10- بعد التحرير من تنظيم داعش الإرهابي, بدأت الكنيسة الكلدانية وغيرها من كنائس النصارى في العراق استغلال الموقف البائس الذي يعيش فيه الناس وخاصة في القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة داعش, فبدأت بتوزيع المساعدات من مواد غذائية وإعانات مادية باسم الكتاب المقدس وبرعاية الكنيسة, وهذا الأمر بدأ ملحوظاً أكثر عند القرى والأرياف التي تكون بعيدة عن اعين الناس التي تكون ثقافتهم محدودة.
التوصيات:
1- تكثيف الجهود على الصعيد الداخلي والخارجي, وتكاتف الجهود الدولية الإسلامية وتقديم المساعدات ومد يد العون للناس المتضررة جراء الحروب المتكررة على العراق, لكي لا تكون وسيلة للنصارى في نشاطهم التنصيري والتبشيري.
2- الاهتمام بالناحية الإعلامية على مختلف وسائلها, فهي وفي وقتنا الحاضر تعد من الأسلحة الناجحة في الترويج لأي فكر أو دين أو معتقد.
3- إن المجمع الفاتيكاني الثاني (المسكوني الحادي والعشرين) فيه من القرارات الخطيرة الموجهة إلى العالم الإسلامي, فالذي أرى أن يتفرد بدراسىة من الناحية العقدية والفكرية, دراسة نقدية تتضمنها أطروحة دكتوراه.
4- أتمنى أن يكثف الأزهر الشريف جهوده من الناحية الفكرية خاصة, في نشر الوسطية التي يدعوا إليها في داخل العراق, لأن العراق الآن أصبح ساحة مكشوفة لنشر أي فكر أو توجه, وبالأخص بعد التحرير من تنظيم داعش الإرهابي سنة 2017م, طرأت الأفكار الإلحادية والنشاطات الليبارلية والأحزاب الشيوعية, والتي جميعها تهدف لهدم الدين الإسلامي وهتك أخلاقه وتدير معانيه.
هذا والحمد لله على التمام, وأساله بعد ذلك حسن الكمال, وهو الذي يتقبل الأعمال, وعسى أن تكون حجة لنا لا علينا يوم القيامة وذلك هو كمال المنال, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ads

اضف تعليق