ads
رئيس التحرير
ads

المؤتمر الدولي التاسع لكلية الدراسات العليا  للتربية بجامعة القاهرة… والثالث للجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية… مستقبل التعليم في الوطن العربي 30- 31 يوليو 20232

الجمعة 04-08-2023 17:18

كتب

جودة التعليم في الوطن العربي في ضوء استشراف معايير مستقبلية ومبادرات خليجية

ورقة عمل في حلقة نقاش

 “مستقبل معايير جودة التعليم في الوطن العربي”

أ.د. ضياء الدين محمد مطاوع

أستاذ المناهج وطرق التدريس

كلية التربية- جامعة المنصورة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..  وبعد:

فسوف تتناول الورقة  نبذة مختصرة حول “جودة التعليم في الوطن العربي في ضوء استشراف معايير مستقبلية ومبادرات خليجية”

من خلال محورين رئيسين هما:

– المعايير المستقبلية لجودة التعليم

-جهود دول الخليج ومبادراتها وتجاربها في مجال جودة التعليم

ثم تختتم بعدد من التوصيات التي تطرح لمناقشة الآليات الإجرائية لتنفذها.

المحور الأول: المعايير المستقبلية لجودة التعليم

يتطلب تحديد المعايير المستقبلية لجودة التعليم مراعاة التطورات الحالية، وتوجهات المجتمع، والاقتصاد، والتكنولوجيا. وفي ضوء ذلك؛ يمكن استقراء بعض المعايير المهمة، وهي:

١) العصرنة التكنولوجية

لاستمرارية التطور في تكنولوجيا التعليم على نحو يواكب التطورات المتسارعة، فالإفادة التوظيفية من المعطيات التكنولوجية المتطورة في التعليم يعد أمرًا حيويًا. ويشمل ذلك؛ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، والتعلم الآلي، والتعلم العميق والذكاء الاصطناعي، نظرا لمساهماتها في تحسين التعليم، وتعزيز تجربة التعلم، وتحقيق نواتجه المستهدفة.

٢) المرونة والتجانس

يجب أن تتسم المناهج التعليمية بالمرونة، والقابلة للتكيف لمواءمة التطورات العالمية، واحتياجات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع النهج الشامل والمتكامل للتعليم، على النحو الذي يتيح تجانس الفرص التعليمية.

٣) تعزيز المهارات الحياتية

بالإضافة إلى المعرفة الأكاديمية، يجب أن يُعطى الاهتمام أيضًا لتطوير المهارات الحياتية؛ مثل: التفكير النقدي، والاتصال، وحل المشكلات، والقيادة. فهذه المهارات ضرورية لنجاح الفرد في عمله ونجاحه في التفاعل الإيجابي مع المجتمع.

) تعزيز التعلم مدى الحياة

ينبغي أن يكون التعليم عملية مستمرة طوال حياة الفرد، وليس مقتصرًا على مرحلة معينة من التعليم. كما يجب تشجيع ودعم التعلم مدى الحياة لتمكين الأفراد من مواكبة التغييرات والتطورات في المجتمع والاقتصاد.

٥) تعزيز التعليم الشمولي التشاركي

يجب العناية بشمولية التعليم، من خلال إتاحة فرص متكافئة للجميع دون تمييز أو تفرقة. كما يجب أن يكون التعليم مشجعا على المشاركة الفاعلة للجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة والأقليات.

٦) استمرارية التقويم وشمول جوانبه

يجب أن يُجرى التقويم للتعليم على نحو مستمر، لقياس مستوى جودته، وتحديد النقاط التي يلزم تحسينها. وينبغي أن يشمل التقويم عدة جوانب؛ منها: الأداء الأكاديمي، والمهارات الحياتية، والتطوير الشخصي للطلاب والمعلمين.

٧) العناية بالصحة النفسية

فالدعم النفسي والاجتماعي للطلاب والمعلمين أمرًا ضروريًا لتحسين جودة التعليم. ويجب أن تكون المدارس بيئة داعمة وآمنة، تساهم في تعزيز الصحة النفسية للجميع.

٨) التعاون بين المجتمع والقطاع التعليمي على نطاق واسع

لتحقيق معايير جودة التعليم، وتطوير نظم التعليم لتلبية احتياجات المجتمع والطلاب في العصر الحديث.

المحور الثاني: جهود دول الخليج ومبادراتها وتجاربها في مجال جودة التعليم

تتضمن التجارب الخليجية في مجال جودة التعليم جهود ومبادرات حثيثة يمكن أن تفيد منها الدول الأخرى في تحسين مستوى جودة نظمها التعليمية، ومن أمثلتها ما يلي:

١) مبادرات التحول الرقمي

شهدت دول الخليج تحولًا رقميًا كبيرًا في مجال التعليم، حيث تم التركيز على توظيف التكنولوجيا التعليمية المتقدمة مثل: الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وتطبيقات الويب والبرامج التعليمية.

٢) العناية بالتعليم التقني والمهني

لقد اعتمدت دول الخليج نهجًا رئيسيًا في العناية بالتعليم التقني والمهني، لتوفير كفاءات وطنية تمتلك المهارات التي يحتاجها سوق العمل. وقد ساهم هذا النهج في تحسين فرص العمل التوظيفية للشباب، ويمكن أن تكون هذه المبادرات نموذجًا يحتذى به لدول أخرى لتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

3) تطوير معايير التقييم والمراجعة

تُعد دول الخليج من الدول التي عملت بجدية على تطوير معايير التقييم والمراجعة للمؤسسات التعليمية. يتم ذلك من خلال التقييم الداخلي والخارجي للجامعات والمدارس والبرامج التعليمية. حيث يسهم ذلك في تحسين الجودة، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

) العناية بالتنمية المهنية التطويرية للمعلمين

فالمعلمون من أهم العناصر في تحسين جودة التعليم، ويعتمد ذلك على تطوير قدراتهم ومهاراتهم التعليمية. قدمت بعض دول الخليج برامج تدريب متميزة لتأهيل المعلمين وتحسين أساليب التدريس واستخدام التكنولوجيا في التعليم.

٥) دعم البحث العلمي والابتكار

تُولى دول الخليج البحوث العلمية والابتكار أهمية كبيرة في تطوير الجامعات والمؤسسات التعليمية. مما ساهم في الارتقاء بمستوى جودة التعليم، وُشجَّع على التنافس في مجالات البحث العلمي وتعزيز الابتكار

6) تحسين المرافق التعليمية والبنى التحتية المتطورة

لقد عنيت دول الخليج بإجراء تطوير للبني التعليمية التحتية، وساهم ذلك في توفير بيئات تعليمية ملائمة ومحفزة، لتحقيق الاستثمار التعليمي الذى استهدفته هذه الدول، وتضمن ذلك تجارب متميزة في هذا المجال يمكن الإفادة منها في استيفاء معايير جودة البنى التحتية في الدول الأخرى.  

وتساهم مثل هذه المبادرات والتجارب في تبني الدول الأخرى أفكار وممارسات تعزيزية لجودة التعليم. على نحو يواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية في الحاضر والمستقبل.

التوصيات

يمكن تقديم بعض التوصيات الاستشرافية لتطوير معايير ومستوى جودة التعليم في الوطن العربي، وهي:

1- تعزيز التمويل والاستثمار في التعليم، بتحسين البنية التحتية، وتوفير الموارد التعليمية الحديثة.

2- تطوير المناهج وطرائقها في ضوء نتائج البحوث الحديثة وأفضل الممارسات العالمية.

3- تطوير إعداد المعلمين وتدريبهم لتعزيز جداراتهم التعليمية والتكنولوجية.

4- تفعيل وتعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم من خلال التفاعل والمشاركة الطلابية.

5- تحسين بنية القياس والتقويم، بممارسات التقويم الأصيل تحدد التقدم الحقيقي للطلاب، وتقيم أداء المدارس.

6- تعزيز البحث والتطوير في مجال التعليم للارتقاء بالممارسات التعليمية.

7- تشجيع التعليم الحكومي والخاص على العمل المشترك لتحقيق أهداف التعليم العالي.

8- تعزيز التعاون المشترك لتبادل الخبرات المتميزة بين الدول العربية.

 

ads

اضف تعليق