ads
رئيس التحرير
ads

يوم عاشوراء بين منحة موسى ومحنة الحسين للأستاذ الدكتورعصمت رضوان وكيل كلية اللغة العربية جامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بسوهاج..

الجمعة 28-07-2023 21:02

كتب

يُشرع صوم يوم عاشوراء فرحا بنجاة موسى عليه السلام فيه.
وقد بدأ المسلمون في اتباع هذه السنة منذ قدوم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، حينما رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، وبسؤاله عن السبب، أبلغوه أنه يوم صالح نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى (عليه السلام)، حتى قال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم».
ففي يوم عاشوراء منحة ونجاة لموسى عليه السلام، وهذا أمر يقتضي الفرح والشكر لله عزوجل، وليس الصيام إلا تعبيرا عن هذه الفرحة ، وإظهارا لذلك الشكر.
لكن في يوم عاشوراء أيضا وقعت محنة الإمام الحسين رضي الله عنه.
ففي يوم عاشوراء من عام واحد وستين للهجرة قُتل الحسين بن علي رضي الله عنه وبعض أصحابه ورجال من أهل بيته في معركة كربلاء، فقد قُتِلَ من أهل بيته ابنه علي الأكبر، وإخوته: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، وأبناء أخيه الحسن: القاسم وأبو بكر وعبد الله، وبنو عقيل: جعفر بن عقيل وعبد الرحمن بن عقيل وعبد الله ومحمد ابنا مسلم بن عقيل، ومن أبناء عبد الله بن جعفر الطيّار: عون ومحمد.
وقد ذكرت الروايات التاريخية أن عدد القتلى من آل أبي طالب في معركة كربلاء ما عدا الحسين، يتراوح بين سبعة عشر شخصا على الأقل وسبعة وعشرين شخصا على الأكثر، وهم من أولاد وأحفاد علي بن أبي طالب وعقيل بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب رضى الله عنهم جميعا .
وللإمام الحسين رضي الله عنه وآل البيت مكانة في قلوب المسلمين جميعا ، وقد روى الترمذي وابن ماجة وأحمد عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا ، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ ) .
وهذا الحديث يدل على فضل الحسين رضي الله عنه ، وأهل السنة يحبون الحسين، ويعظمونه، ويوالونه، ويشهدون له بالجنة ، لكنهم لا يغلون فيه كما تفعل بعض الفرق المغالية .
فإن قيل كيف يفرح المسلم بيوم عاشوراء وقد قتل فيه الإمام الحسين، وهذا العدد الكبير من آل البيت رضي الله عنهم ؟
فالجواب أنه لا تعارض بين السرور بنعمة الله وفضله ، والحزن على المصاب والفقد.
طالما أن السرور والحزن يخلوان من الغلو والتجاوز ومخالفة الشرع.
وقد يمر على الإنسان في اليوم الواحد مواقف عديدة بعضها يقتضي الفرح ، وبعضها يقتضي الحزن ، ولكل موقف ما يناسبه من المشاعر.
ومن جميل ما قيل في يوم عاشوراء عن هذا :(من فَرِحَ في عاشوراء بنصر سيدنا موسى الكليم عليه السلام دون تطاول فهو على “حق”، ومن حزن”فيه على مُصاب سيدنا الحسين وآل البيت رضي الله عنهم دون غلو فهو على “حب”..
و”الحق” و “الحب” هنا لا يختصمان ).
والله تعالى أعلم
عصمت رضوان
ads

اضف تعليق