ads
رئيس التحرير
ads

أعداء الحياة.…للدكتورغانم السعيدعميدكليتي الإعلام واللغةالعربيةالأسبق

السبت 15-07-2023 21:09

كتب

المنافقون هم أخطر الناس على الحياة لأن نفوسهم مجبولة على الفساد والخراب والتدمير،
فلا يُؤمَن لهم جانب ولا يرجى منهم خير، ومن أخطر ما فيهم قدرتهم على التلون والخداع، فلهم قدرة غريبة على تغيير الأقنعة لتتناسب مع كل موقف، ويزداد خطر المنافق ويصل إلى ذروته عندما يملك لسانا فصيحا، فيسمعك حلو الكلام وأعذبه، وتطربك عباراته، ويسحرك بيانه وفي أنيابه السم ناقع، وفي قلبه نار مشتعلة لا يطفئها إلا رؤية الشر الذي يفسد على الناس حياتهم، وما أكثر المخدوعين بهؤلاء ومنهم قيادات تمنحهم الثقة فتوليهم المناصب، وتحملهم المسئوليات في إدارة المؤسسات فيوقعون الفتنة بين الموظفين، ويقسمونهم إلى جماعات متناحرة، لا ولاء لهم لمؤسساتهم، مما يتسبب في ضعف الأداء لتنهار المؤسسات، ويسقط المجتمع في مهاوي الفوضى والتشرذم، و الانزلاق للمجهول، ولقد كشف الله لنا في القرآن الكريم عن الملامح الظاهرة والخفية لهؤلاء المنافقين وخطرهم على مجتمعهم ، وذلك في فضحه للأخنس بن شريق أحد رؤوس النفاق في المدينة، وكان حلو الكلام معسوله، حسن العلانية، فكان إذا لقي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول له – حالفا على الكذب -: ” والله إني بك مؤمن، ولك محب” فإذا انصرف من عند رسول الله أظهر ما في طوايا نفسه من خبث وضغينة فسعى يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل، قال الله تعالى:” ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾ البقرة (٢٠٤- ٢٠٥).
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد.

ads

اضف تعليق