ads
رئيس التحرير
ads

المشهورقوله المجهول أصله..أصل الراديو للدكتور/حسام شاكر المنسق الإعلامي لجامعة الأزهر

الخميس 01-06-2023 19:43

كتب

 

يسبح بك في فضاء خاص فيطلق لخيالك العنان للاستمتاع بالمعلومة وتخليها كما تشاء، فإذا كان التليفزيون يعطيك صورة لمشهد، فإن الراديو يجعلك تتصور عشرات من الصور لذات المشهد، ولهذا يرفض كثير من نجوم الإذاعة الظهور في التليفزيون إذ يرون أن المستمع اعتاد على سماع أصواتهم ورسم لهم صورًا في ذهنه، وهم لايرغبون في تغيير تلك الألفة التي حدثت بينهما، ولايعكرون صفوها بظهور الصورة الحقيقية حتى وإن كانت أجمل من التخيل فالأذن تعشق قبل العين أحيانًا .
تاريخه غير خافي على أحد فهو الذي جمع الناس حوله في المدن و في الأرياف، ووحد الوطن العربي وجمع شتاته من جميع الأطراف، كان الصوت المدافع عن التحرر والاستعمار، ولهذا صدحت أم كلثوم فما كذبت عندما قال ( إعلى ودوي ياصوت بلدنا)
تعددت أسماؤه، وكثرت فوائده، فقيل عنه المذياع، واللاقط، وقيل الإذاعة لكن الأشهر هو الراديو (اشتري راديو، شغل الراديو، انت بالع راديو) وهي كلمة تعود للغة اللاتينية (راديوس) التي تعني نصف قطر، حيث تبث الموجات الكهرومغناطيسية مع تضمين الموجات الصوتية عبر الغلاف الجوي على هيئة دوائر، وهذه الدوائر تجعلك وتجعلني ندور مع كل مذيع في فلكه وتردده، فتعشق هذا الصوت الرخيم، وذاك الصوت الرقيق تستمتع بهمسات هذا ووقفات ذلك، صوت هذا يطربك ، وصوت غيره يحزنك ولهذا صار لك ارتباط دائم معهم، وذكريات جميلة مع برامجهم وأصواتهم ( فؤاد المهندس في كلمتين وبس، وصفية المهندس في ربات البيوت، ورأفت فهيم في همسة عتاب حيث الكلمة الشهيرة فوت علينا بكرة ياسيد، وفاروق شوشة في لغتنا الجميلة، وسميرة عبدالعزيز وإسلام فارس في قال الفيلسوف، وأمين بسيوني وفوزي خضر،ومدحت مرسي في كتاب عربي علم العالم وأبلة فضيلة في غنوة وحدوتة، وآمال فهمي في فوازير رمضان وعلى الناصية، والخواجة ميشو والدكتور شديد في ساعة لقلبك)
ولست أعلم – على المستوى الشخصي- سبب عشقي للإذاعة، لكني أعلم مدى حبي لها فلازلت أتابع كثير من برامجها خاصة الإذاعة الأم (إذاعة البرنامج العام) فأستلذ بصباحها الممتع ببرامج حديث الصباح، ودعاء الكروان، وزهور من بستان الحكمة، وقطرات الندى، وصوت أم كلثوم (ياصباح الخير ياللي معانا) ثم عفاف راضي بالسلامة ياحبيبي بالسلامة، إلى أن يصطحبني نجومها إلى العمل فأستمع إلى الثنائي (حنان عسكر، وعبير صبري) ويطرب مسامعي خمسة لقلبك، وهمسة عتاب التي يتبادل عرضها الفنان أحمد صيام والفنان محمود عامر، ويتبعهم أخبار خفيفة، ومن بعدهم نهى بصيلة ومحمد الصاوي في علامة تعجب، ثم يودعني نجوم أثيرها في المساء فأختم يومي مستمتعًا بقال الفيلسوف، وقطوف الأدب من كلام العرب، وحياتي من مذكراتي، وأنوار الحبيب مع هبه عاشور، وحتى يأتيك اليقين مع فاطمة عمر،، ومابين الصباح والمساء أصوات الثقافة تشجي مسامعي ببرامج قل ولاتقل، اضبط لغتك، دقيقة من كتاب، وحكاية الظاهر بيبرس مع بيرم التونسي ولفيف من نجوم أعزاء أمام الميكروفون وخلفه لهم مكانة في أذني أذكر منهم الإذاعي القدير عبدالرحمن رشاد، واللغوي حازم طه، والشاعر الأديب جلال السيد، وإسماعيل دويدار، وعلي مراد، وأمنية عزمي، ومحمد محمود، وفاطمة طعيمة، ومنى بطاح، وعزت سعد الدين، وأميمة مهران، ومهند ضيف، وجيهان الريدي، وميادة الفيشاوي، ومحمد عبدالرحمن، وتنسيم البدراوي، ومروة شتلة، وياسمين الشيمي، شيرين لطفي، مجدي سليمان، رضا سليمان وأيمن فتيحة، ومجدي سالم، د. عصام الشريف، د. محمد لطفي.
في الختام أكاد أجزم أن الراديو قادر على تثقيف المتعلم و الأمي عكس الوسائل الأخرى التي تتطلب التعلم وإجادة القراءة، فهو خفيف في حمله لطيف في قوله فلايتطلب كغيره جهد في القراءة كالصحف أو رؤية بصرية كالتليفزيون، ولاتخجل من سماعه بين أسرتك، ومن ثم فهو رفيقك في البيت و الطريق، فاختر لنفسك من الإذاعات من يكون الرفيق.
ads

اضف تعليق