ads
رئيس التحرير
ads

كلمةوكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم الأستاذ الدكتور أحمد الشرقاوي في حفل تكريم الفائزين في مسابقتي”فارس المتون والمترجم الناشىء”

الجمعة 19-05-2023 00:53

كتب

 كلمة الأستاذالدكتور.أحمد الشرقاوي وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشئون التعليم:

الحَمْدُ للِّـه الَّذي أوضحَ لنَا معالمَ الدِّين، وجعلنَا مُسلمينَ، وهَدانا إلَى صِراطِهِ المُستقيمَ، وشرعَ لنا من الدينِ ما حَفِظَ به حقوقَ العلماءِ والمتعلمينَ والناسِ أجمعينَ.  

وأشْهدُ أن لا إلَه إلا اللَّـهُ الملكُ الحقُّ المبينُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه الأمينُ، صلاةً وسلامًا عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. . . . . . . أما بعدُ.     
فأيها الجمعُ الكريمُ طبتمْ وطابَ مسعاكُمْ وتبوأتُمْ منَ الجنة منِزلًا.

 فبدايةً أتوجهُ بخالِصِ الشكِر وأسمى آياتِ التقديرِ إلي فضيلةِ مولانا الإِماِم الأكبر الأستاذ الدكتور / أحمد الطيب “حفظه الله” علي رعايتِهِ واهتمامِهِ بهذه المسابقاتِ ونظاَئرِهَا مِنَ الْأعْمَالِ والأنشطَةِ التي يقومُ بها قطاعُ المعاهدِ الأزهرية كما أتوجهُ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ إلي فضيلةِ الأستاذِ الدكتور/ محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وإلي فضيلة الأستاذ الدكتور/ سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الشيخ/ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية     
وإلي…………. جميع العلماء الحاضرين في هذه القاعة المباركة.

الحضورُ الكريم:     
أرسل سلمان الفارسي “رضي الله عنه” إلي أبي الدرداء، وكان أبي الدرداء قاضيا علي بيت المقدس رسالة قال له فيها: (إن الأرضَ لا تقدس أحدًا إنما يقدس المرءَ عملٌه) وأنا آخذ من هذا الأثرِ طَرفاً فأقول إن الأزهر لا يقدس أحدًا إنما يقدسُ الأزهريَّ عملٌه، وها نحن الآن مع الأزهريين والأزهريات من المتسابقين والمتسابقات في مسابقتي فارس المتون والمترجم الناشئ، الذين توجتهم أعمالهُم، حفظاً وتأليفاً تنمية وتحصيلا، احترامًا وتقديرًا، ولا شك في أن هذه الأعمال تُسهم قطعًا في حفظ علوم الشريعة الغراء، الشرعية منها والعربية …..

ولا أكون مبالغًا إن قلتُ إنَّ السبب في اجتماعنا هذا إنما يرجع إلى عام 1911م ذلكم العام الذي صدر فيه أول قانون ينظم أعمال الأزهر الشريف، وهو القانون رقم( 10) لسنة 1911م،  والذي نص في مادته الثانية  على أن:” الغرض من الجامع الأزهر والمعاهد الأخرى هو القيام على حفظ الشريعة الغراء وفهم علومها ونشرها على وجه يُفيد الأمة.”

ثم انتقل هذا النص بالترتيب ذاته إلى القانون رقم (103) لسنة 1961م، والذي أفاد في مادته الثانية أن:  
” الأزهر الشريف هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي، ودراسته، وتجليته، ونشره، وتَحْمِلُ أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب “.

وتأكيدًا علي ريادة الأزهر الشَّريف،  وأداءً لرسالته العالميَّة في نشر الدَّعوة الإسلاميَّة، والمُحافظة على التُّراث الإسلاميِّ واللغة العربية، في مِصر والعالم.

واستمرارًا لجهود قطاع المعاهد الأزهريَّة، في النُّهوض بالعمليَّة التَّعليميَّة.

انطلقت مسابقةُ فارس المتون والتي تعني حفظ المتون الشرعية والعربية، فضلاً عن تأليفها شعراً ونثراً، وقد بلغ عدد المشاركين فيها ما يزيد عن أربعة الأف متسابق فاز منهم عشرة طلاب وطالبات، وكذا مسابقة المترجم الناشئ والتي تعني تنمية مهارات الناشئين والناشئات في الترجمة علي نحو يناسب الواقع المعيش ويحقق المقصود الأمثل من دراسة اللغات الأجنبية، وقد بلغ عدد المشاركين بها قرابة ألف متسابق وفاز منهم عشرة طلاب وطالبات انطلقت هاتان المسابقتان لتحقيق عدة أهداف منها:

1- تعزيز دور قطاع المعاهد الأزهريَّة في الحِفاظ على التَّراث الإسلاميِّ.

2- إبْراز دَور المتون في الحفاظ على العُلوم الشَّرعيَّة والعربيَّة.

3- اكتشاف المواهب الأزهريَّة في حفظ المتون وتأليفها

4- توعية الناشئين والناشئات بأهمية  الترجمة قديماً وحديثاً، دراسة وتأصيلاً، وتركيباً  وتحليلاً.

4- إذكاء الوعي بثقافة حفظ المتون وإنماء حركة الترجمة بين المعنيِّين بالعمليَّة    التعليميَّة طلاباً
     ومعلمين فضلا عن تعزيز سير علماء المسلمين وسيرة ابن المقفع  وبيان أثره في مجال
      الترجمة.

الناسُ صنفانِ مَوتى فِي حيَاتِهِم         وآخرُون بِبَطنِ الأرضِ أحيَـــاءُ

هذا، وقد تناقلت رسالة الأزهر الشريف بعمقها التاريخي إلى ذهن المشرع الدستوري عندما صاغ دستور 2014م؛ حيث نص في المادة  التاسعة عشر منه على أن: ” التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز”.

وبناء علي ما تقدم أقول إن تراث الإسلام علم، وفهمه فن وتخصص، ودراسته رقي، وتجليته تكليف، واختصاص، ونشره أمانه، وبيانه رسالة. 
من هنا كانت أهمية مسابقة فارس المتون في حفظ التُّراث في دنيا العلوم الأزهرية الشرعية  منها والعربية على  نحو يحفظ هذه العلوم، ويسهم في نمائها وإنمائها لذا؛ فقد جعلت هذه المسابقة من عقول المتسابقين آلة لحفظها وصونها، وجعلت من قلوبهم محلًا لنمائها وتحقيق مقاصدها، وهذا مما يسهم في تحصين العقول من الخلل ويصون الأفكار من الذلل.

يقول أبو الطيب :

                         يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا      وَتَسْلَمَ أَعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ

وهنا أقول: إن المتسابقين والمتسابقات اليوم هم ثمار يانعة وقلوب نافعة، أينما وقعت نفعت وحيثما ارتوت بماء صافٍ أنبتت.

 وعليه فإن مسابقة فارس المتون ليست مجرد تسلية كلامية ولا رفاهية وقتيه وإنما هي ترجمة عملية لإعمال نصوص الدستور والقانون هذه النصوص المعنية ببيان رسالة الأزهر الشريف في حفظ علوم الشريعة ونشرها وبيانها للناس كافة.

وما قيل في مسابقة فارس المتون يقال في مسابقة المترجم الناشئ ولكن بحسبان طبيعتها وأهدافها ونطاقها وأشخاصها وتحقيق مقاصدها.  

وأخيرًا فإنني أتطلع أن تبلغ مسابقة فارس المتون والمترجم الناشئ مصاف المسابقات العالمية.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ads

اضف تعليق