ads
رئيس التحرير
ads

د.أحمد البدوي سالم يكتب:على هامش حفلات التخرج والتكريم

الأحد 14-05-2023 20:42

كتب

على هامش حفلات التخرج والتكريم. د.أحمد البدوي سالم :دأب بعض طلاب وطالبات الجامعات على عقد حفلات التخرج قبيل الامتحانات،

باعتبار ما سيكون إن شاء الله، والأولى أن ينتظروا إلى ما بعد النتيجة حتى يكون الحفل مع الحصاد، وليس قبل عقد الثمار.

وقد رأينا أن بريق حفلات التكريم جعل البعض يجاهر بمطالبة الطلاب والطالبات بضرورة تكريمه أسوة بفلان أو فلانة، ومنهم من يطلب عمل ممر شرفي،

وعمل درع بمواصفات خاصة، وإلا أنزل عليهم العقاب، فيتساءل الطلاب عن أي شيء نكرمه وهو لم يحسن إلينا قط؟!

ولكن عندما يلوح بسيف الحياء، وبدرع المصلحة يضطرون إلى ذلك، فيدفعون أسهم الدروع والورود عن يد وهم صاغرون،

ولكن هل هذا النوع راض بمثل هذا التكريم المصطنع الذي يخلو من كل معاني الاستحقاق والوفاء؟!

وهل يستحق الأستاذ الحر الشريف أن يكرم من مصروف الطلاب والطالبات؟!

وما المخرج إذا أراد الطلاب تكريم أحد أساتذتهم في آخر محاضرة لإخلاصه ورحمته بهم ، فإذ بأحد الأساتذة يعلم ويعلم غيره فيتلقون درسا في اللوم والتذكير بمعروف ليس له قرار،

ولم تره أعين الطلاب قط، ثم يطالبهم بتكريم مفروض؟!

وعندما تنشر صور الحفلات واللقطات التذكارية؛ ربما يدب إلى بعض الأستاتذة المجد الصادق دبيب الأماني، فتلتفت النفس إلى حظوظها، فتخاطبه نفسه أين أنت من معروفك الذي غرست؟ ألست أحق من فلان؟ إلى آخره من حديث النفس، وهذا من الخطورة بمكان؛ لأنه قد يفسد عليه عمله، وقد يدفعه إلى اتهام الطلاب بالرجعية والجفاء، فيفتح الباب للوساوس والنزغات. أعلم كثيرا من السادة الأساتذة قد أدوا مهامهم التدريسية بكل تفان وأمانة ومحبة وإتقان، ولا يلتفتون مطلقا إلى تكريم كدر، فالأستاذ المتقن المتفاني في عمله سيبصر أن التكريم شائك المسلك، كيف له يقبل تكريما مشوبا؟ وهل يرتضي أن يكرم من مصروف طلابه وكان الأحرى به تكريمهم، فيستعيض عن ضيق اليد في تكريم مادي بتكريمهم بأن يكون قدوة حسنة، يعاملهم بلطف وإنصاف وعدل، ويدنيهم منه فيستمع إلى مشكلاتهم ويساعد في حلها قدر استطاعته، ويجود عليهم بالنصح والتوجيه،

ويتصدق بكلماته الطيبات مبتغيا بذلك وجه الله تعالى. فعندئذ تتحقق رحم العلم، وصلته الواجبة عندما يعامل الأستاذ طلابه بكل ود وتقدير، ويكفيه ما يدخر له من دعاء طيب، ومن بقاء الصلة إلى ما بعد التخرج، واستقرار الأستاذ في قلوب وأذهان من علمهم، وتذكره بمواقف الرحمة والإنسانية والنصيحة الخالصة لوجه الله تعالى، وانتفاع الطلاب بعلمه الذي علمه، وفي دعائهم له في حياته وبعد مماته، وهذا خير ميراث، وأعظم وأبلغ تكريم.

ads

اضف تعليق