ads
رئيس التحرير
ads

مركز التأهيل التربوي بقنا يشارك في ندوة رمضانية لذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة القاهرة

الجمعة 14-04-2023 16:51

كتب

بدعوة كريمة من سعادة النائبة حياة خطاب عضو مجلس الشيوخ، ورعاية كريمة من معالي النائب الطاهر عبدالحميد عضو مجلس النواب عن دائرة السيدة زينب، وأمين مساعد العاصمة عقدت أمانة القاهرة لذوي الاحتياجات الخاصة بمقر الأمانة بالتجمع الخامس – الخميس ٢٢ رمضان ١٤٤٤ هجرية، الموافق ١٣ إبريل ٢٠٢٣م – ندوة رمضانية، بعنوان :

( رعاية الشريعة الإسلامية لذوي الاحتياجات الخاصة، والواجب عليهم في رمضان)

وحاضر فيها سعادة الأستاذ الدكتور رمضان صالحين أحمد عضو هيئة التدريس بكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، ومدير مركز التأهيل التربوي بقنا.

وبدأت الندوة بكلمة من سعادة النائبة حياة خطاب رحبت خلالها بضيف اللقاء، وجمهور الحاضرين، وأكدت خلال كلمتها ما توليه الدولة، والأمانة، من اهتمام، وحرص شديد لهذه الفئة الغالية على قلوبنا.

ثم تحدث معالي النائب الطاهر عبدالحميد، عضو مجلس النواب عن الجهود المبذولة من قبل الدولة لهذه الفئة، مؤكدا على أنهم استطاعوا بفضل الله تعالى تحويل إعاقتهم إلى كتلة قوية من النجاح والإنجازات .

وبدأ الفقرة الرئيسة للندوة بكلمة الدكتور رمضان صالحين أحمد؛ حيث بدأ بتوجيه الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي؛ لما يوليه من رعاية وعناية لذوي الاحتياجات الخاصة في جميع مجالات شؤون حياتهم، وتوفير سبل الراحة لهم على أرض هذا الوطن الحبيب.

كما وجّه شكره لأمانة ذوي الإعاقة، وما تقوم به من جهود مخلصة لخدمة تلك الفئة العزيزة على القلوب.

ثم قدًم مجموعة من الصور على شاشة العرض لذوي أشخاص من الاحتياجات
الخاصة أمثال طه حسين، ومصطفى الرافعي، والإذاعي رضا عبدالسلام، وسيد مكاوي، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وفاطمة عمر، وإبراهيم حمدتو ممن تحدوا الإعاقة ووصلوا إلى أعلى المناصب، وحققوا أعظم الإنجازات، والمراكز لمصرنا الحبيبة.

ثم وضح سعادته رعاية الشريعة الإسلامية لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث أكد على تكريم الإسلام لجميع أبنائه دون تمييز، وأوجب رعاية أفراد المجتمع والإحسان إليهم، وبين أن لكل فرد مكانته الاجتماعية ودوره فيه.

وهنا تتجلى نظرة الإسلام المبنية على حفظ الكرامة والمساواة والعدل والموازنة بين الحقوق والواجبات بينهم، وحقهم في العمل، والتعليم والتأهيل، والتشغيل.

وقد أولت الشريعة الإسلامية اهتماماً كبيراً وعناية عظيمة بالضعفاء، وذوي الاحتياجات الخاصة؛ فحثت النصوص الشرعية على وجوب رعايتهم، والوقوف بجانبهم، وكف الأذى عنهم؛ حتى يحيوا حياة كريمة كغيرهم، قال -سبحانه- محذرا من السخرية منهم أو انتقاصهم، كما ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ…. ) [الحجرات:١١].

بل إن النبي -عليه الصلاة والسلام- بين فضل هذه الشريحة الضعيفة، فقال: “هل تنصرون، وترزقون إلا بضعفائكم”.

وراعت أحكام الإسلام وشرائعه وفرائضه هؤلاء؛ حتى تدفع عنهم المشقة ويزول الحرج، فقال الحق -تبارك تعالى-: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)[البقرة:٢٨٦].

ثم بين ضيف اللقاء الإعفاء المطلق من المسئولية والتكليف، كما في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل”، وإما بالتخفيف من المسؤولية وإيجاد الرخصة المبيحة أو المسقطة في بعض الأمور التي تجب على الآخرين بأصل التكليف، وهو ما نجده في بقية المعوقين كل بحسب صورة العائق ومداه.

يقول الإمـام القرطبي -رحمه الله-: “إن الله رفع الحـرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر، وعن الأعرج كذلك بالنسبة لما يشترط فيه المشي وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج، وعن المريض فيما يؤثر فيه المرض في إسقاطه أي: في تلك الحال لأيام آخر أو لبديل آخر، أو الإعفاء من بعض شروط العبادة وأركانها كما في صلاة المريض ونحوهم؛فالحرج عنهم مرفوع في كل ما يضطرهم إليه العذر فيحملهم على الأنقص مع نيتهم بالأكمل”، أما في الأركان فلا تجوّز حيث لم يقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي ابن أم مكتوم في بيته.

وقد بلغت رعاية الإسلام للمعوقين حداً بالغاً من السمو والرفعة، ولا أدل من ذلك قصة الصحابي الجليل عبدالله ابن أم مكتوم الذي نزلت من أجله الآيات الكريمة: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى)
[عبس:١-٦].

وهنا تتجلى نظرة الإسلام المبنية على حفظ الكرامة والمساواة والعدل والموازنة بين الحقوق والواجبات بينهم وبين العاديين وحقهم في العمل والتعليم والتأهيل والتشغيل.

وفي هذه الآيات عتاب من الله -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل خلقه والنموذج الفريد في الرحمة والتعاطف والإنسانية، وهي السمات التي أكدها القرآن الكريم بقوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:١٢٨].

ومنذ ذلك التاريخ وتقدير المعوقين توجه إسلامي وقيمة دينية كبرى حظي في ظلالها المعوقين بكل مساندة ودعم وتقدير، حتى وصل بعضهم إلى درجات كبيرة من العلم والمجد والنبوغ، ولعلنا نذكر بعض هؤلاء النابغين اللذين خلد التاريخ أسماءهم؛ فمن أولئك العظماء من هذه الفئة الكريمة، ما يلي: الإمام محمد بن عيسى الترمذي -رحمه الله- صاحب كتاب السنن، وهو من أشهر علماء الحديث، وكان ضريراً. ومنهم كذلك: الأعمش -رحمه الله- شيخ المحدثين، كان أعمش العينيين. وكذا: الإمام قالون أحد أشهر أئمة القراءات كان رجلاً أصم لا يسمع. ومنهم: عطاء بن أبي رباح الفقيه المعروف الذي كان ينادي عنه في موسم الحج: “لا يفتى الناس إلا عطاء بن أبي رباح”؛ حيث حدّث أحد خلفاء بني أميه أبناءه عنه، قائلاً: “يا أبنائي تعلموا العلم؛ فو الله ما ذللت عند أحد إلا هذا”، ويعني عطاء بن أبي رباح؛ فقد كان رجلاً يصفه الذين ترجموا له بأنه كان أسوداً، أفطساً، أعرجاً، أشلاً. وكذلك ابن الأثير صاحب الأصول كان مصاباً بمرض في ركبته ولم يستطع الأطباء معالجته، فقال لهم: “دعوني إنني لما أصبت بهذه العاهة ألفت جامع الأصول، ويتكون من أحد عشر مجلداً”. ومنهم: سماحة العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية -رحمه الله-؛ فقد كان فاقداً للبصر، إلا أنه كان علماً من أعلام الشريعة، وإماماً من الأئمة المجتهدين.

ثم لفت سعادته الانتباه إلى الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واهتمامه بذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث بلغ اهتمامه وحرصه على المقعدين إلى أن بادر إلى سن أول شريعة اجتماعية في العالم لحماية المستضعفين والمقعدين والطفولة بإنشاء ديوان للطفولة والمستضعفين وفرض للمفطوم والمسن والمعاق فريضة إضافية من بيت المال.

ومن ثم فإن من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة علينا مراعاتهم، وتوقيرهم والإحسان إليهم، وعدم تجاهلهم والإعراض عنهم، لما في ذلك من جبر لخواطرهم وإدخال السرور عليهم.

ثم كان مسك الختام ما ذكره ضيف اللقاء من بشارات لهذه الفئة مؤكدا أن الله -تعالى- يبتلي من يشاء من عباده بالمحن؛ ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها ضراء لحصل الغرور والركون والقصور، وحكمة الله تقتضي تمييز الصالح من غيره؛ فسلموا لربكم وارضوا بما قسمه -سبحانه-، وتذكروا ما أعده للمؤمنين بالقضاء والقدر والصابرين على البلاء والضر من الخير العظيم في الدنيا والآخرة.

واشكروا مولاكم على ما أصابكم من البلاء وثقوا أنه ابتلاء محبة واصطفاء، وأن عاقبته إن صبرتم جنة عرضها كعرض الأرض والسماء.

وذكر لهم بشارة الله العظيمة المتمثلة في قول العليم الخبير -سبحانه-:

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة:١٥٥-١٥٦].

كما ينبغي العلم أن الإعاقة لم تكن يوما سببا للقعود والركود أو التنصل من المسؤولية والحركة في الأرض والإسهام في كافة مجالاتها الدينية والدنيوية بما يمكن لمن هذا حاله أن يسهم فيها؛ فالإعاقة وإن حرمتك شيئا من المجالات لا تكنها تتيح لك مجالات أخرى ولا تغلق الدنيا في وجهك ولا تمنعك أن تكون رقما أو مكونا فيها.

ads

اضف تعليق