ads
رئيس التحرير
ads

حداد في فرنسا بعد مقتل 84 بهجوم نيس و تمديد «الطوارئ» واستدعاء الاحتياط

الأحد 17-07-2016 23:03

كتب

بدأت فرنسا أمس حداداً وطنياً يستمر ثلاثة أيام، بعد مقتل مروّع لـ84 شخصاً ليل الخميس، إثر انقضاض مهاجم يقود شاحنة ثقيلة على محتفلين بالعيد الوطني في نيس جنوب شرقي البلاد. وقررت السلطات تمديد حال الطوارئ ثلاثـة أشهر، واستدعاء أفراد الاحتياط، كما حضّت الفرنسيين على «رص الصفوف» في مواجهة «حرب إرهابية».

وقبل ساعات من الاعتداء، كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن أن حال الطوارئ ستُرفع بعد 15 يوماً، علماً أنها فُرضت بعد مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وكانت العاصمة الفرنسية شهدت هجمات إرهابية أوقعت 17 قتيلاً بين 7 و9 كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما تحسّبت البلاد لتفجيرات خلال تنظيمها بطولة أوروبا لكرة القدم التي اختُتمت الأحد الماضي. لكن وزير الداخلية برنار كازنوف نبّه إلى أن «الخطر الإرهابي ما زال قائماً».

ومدينة نيس منتجع للأرستقراط، لكن عدداً من سكانها المسلمين سافروا إلى سورية للقتال في صفوف تنظيمات متطرفة. ويذكّر أسلوب تنفيذ الهجوم، برسالة صوتية بثّها موقع «الفرقان» التابع لتنظيم «داعش»، في 22 أيار (مايو) 2014، للناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني، قال فيها داعياً «جند الخلافة» إلى قتل أجانب بوسائل كثيرة، بينها «دهسهم بسيارة». وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة ليلاً، لدى انتهاء عرض لألعاب نارية حضره فرنسيون وسياح أجانب على كورنيش «برومناد ديزانغليه» المحاذي للبحر، إحياءً للعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز (يوليو)، حين انقضت شاحنة تبريد بيضاء على الحشد، ودهست كل من كان في طريقها على مسافة كيلومترين، قبل توقفها قرب فندق «قصر المتوسط» الفخم، وإطاراتها منفجرة وبوابة الراكب والزجاج الأمامي يحملان آثار رصاص.

وأشار مصدر إلى العثور في الشاحنة على «قنبلة غير معدة للانفجار» و «بنادق مزيفة»، وعلى أوراق هوية باسم فرنسي من أصل تونسي عمره 31 سنة، مقيم في نيس ومعروف لدى الشرطة بارتكابه جنحاً، لكنه لم يكن معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات على انه اعتنق الفكر المتطرف. وقالت المصادر إن الرجل يُدعى محمد لحويج بوهلال، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.

وقال كريستيان أستروزي، وهو رئيس سابق لبلدية نيس يرأس الآن إدارة المنطقة حيث تقع المدينة، إن السائق «أطلق عيارات نارية، قبل أن يقتله الشرطيون». ولمّح أستروزي، وهو من المعارضة اليمينية، إلى ثغرات في التدابير الأمنية المُتخذة في مكان التجمّع، متسائلاً كيف تمكّن سائق الشاحنة من الوصول إلى المكان، علماً أن المنطقة كانت مغلقة أمام حركة السير.

وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 84 شخصاً، مشيرة إلى أن 18 جريحاً في حال «حرجة جداً»، إضافة إلى 50 جريحاً «إصاباتهم طفيفة». وبين القتلى طفلان، فيما أُدخل خمسون مستشفى أطفال في نيس.

درّاج اعترض القاتل

وروى الصحافي الألماني ريتشارد غوتهار أنه كان على شرفة فندق مطل مباشرة على كورنيش «برومناد ديزانغليه»،

مضيفاً: «فجأة اتجهت شاحنة نحو الحشد. كان السائق يسير بسرعة بطيئة جداً، وهذا غريب. لحقت به دراجة نارية كانت تسير وراءه، ثم حاولت تجاوزه، حتى أن سائقها حاول فتح باب سائق الشاحنة، لكنه سقط أرضاً وسحقته عجلات الشاحنة» التي صعد بها المهاجم على الرصيف، ولم تكن تحمل لوحة معدنية، علماً أن مسؤولين ذكروا أنها مؤجرة. غوتهار الذي صوّر ما حصل على هاتفه الخليوي، تابع: «رأيت أيضاً شرطيَّين يطلقان النار على الشاحنة، وعندها زاد السائق السرعة فجأة واندفع في اتجاه الحشد وهو ينحرف بالشاحنة من جانب إلى آخر. بعدها حدث إطلاق نار من أسلحة عدة طيلة 15- 20 ثانية. الأمر استغرق 60 ثانية لا أكثر».

وتحدث النائب إريك سيوتي عن «مشهد مرعب»،

مضيفاً أن الشاحنة «دهست المئات».

أما جاك الذي يدير مطعماً على الشاطئ، فلفت إلى «أناس كانوا يتساقطون مثل مجسّمات البولينغ». وروى الصحافي في وكالة «فرانس برس» روبرت هولواي الذي كان في المكان، أن الاحتفالات تحوّلت «فوضى عارمة وكان بعضهم يصرخ». وأضاف: «رأيت أشخاصاً مصابين وحطاماً يتطاير في كل مكان. اضطُررت إلى تغطية وجهي لتفادي الحطام المتناثر». وأشار إلى أنه أدرك أن الشاحنة تنفّذ «عملاً متعمداً»، إذ قادها السائق في شكل متعرّج، لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا.

تونس

وقالت مصادر أمنية تونسية إن المهاجم ينتمي إلى بلدة مساكن التونسية التي زارها للمرة الأخيرة قبل أربع سنوات. وأضافت أن السلطات التونسية كانت تجهل أنه يتبنّى فكراً متطرفاً، علماً أن الشرطة الفرنسية تسعى إلى معرفة هل له شركاء.

ودانت تونس اعتداءً «إرهابياً جباناً» في نيس، معلنة «وقوفها إلى جانب فرنسا في جهودها لمكافحة آفة الإرهاب». ودعت إلى «تضامن» دولي «للقضاء على الإرهاب». وزار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مقرّ إقامة السفير الفرنسي في تونس، معزياً ومعرباً عن «تضامن تونس مع فرنسا، قيادة وشعباً».

كما وجّه رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد برقية تعزية إلى فرنساحكومةوشعبا.

هولاند

وأشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى «طابع إرهابي يتسم بعنف مطلق» لاعتداء نيس «الوحشي»، لافتاً إلى أن فرنسا «ضُربت يوم عيدها الوطني، رمز الحرية». وأضاف: «نحن في مواجهة حرب ستطول، وفي مواجهة تهديد يتبدل باستمرار. علينا إظهار يقظة مطلقة وعزم لا ثغرة فيه». وتابع: «لا شيء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الإرهاب، وسنعزّز أكثر تحركاتنا في سورية كما في العراق. الذين يستهدفوننا على ارضنا سنواصل ضربهم في مخابئهم». وأعلن تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر إضافية، بعد نيل موافقة البرلمان، واستدعاء الاحتياط من المواطنين لـ «تعزيز صفوف الشرطة والدرك»، مشيراً إلى إمكان استخدامهم في «مراقبة الحدود».

وكان هولاند أعلن قبل ساعات أنه سينهي حال الطوارئ في 26 الشهر الجاري، بعد إقرار قانون يعزّز الترسانة الأمنية لفرنسا. وقال إن هذا القانون «سيعطينا أدوات عمل ليست شبيهة بحال الطوارئ، ولكن تمنحنا وسائل المراقبة الإدارية لأفراد».

وزار هولاند نيس أمس، يرافقه رئيس الوزراء مانويل فالس الذي دعا الفرنسيين إلى «رص الصفوف والتضامن والتحلي ببرودة أعصاب» في مواجهة «حرب يشنّها علينا الإرهاب». وأضاف بعد اجتماع أزمة رأسه هولاند، أن «فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي. الزمن تغيّر، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب. فرنسا بلد كبير وديموقراطية كبرى، لن تسمح بزعزعة استقرارها».

حداد في فرنسا بعد مقتل 84 بهجوم نيس و

المصدر:الحياة

ads

اضف تعليق