ads
رئيس التحرير
ads

أ.د.محمد عمر أبوضيف يكتب:الشعراوي، رب ضارة نافعة!

الأربعاء 11-01-2023 12:04

كتب

من حسنات هذه الحملة المسعورة على سيدنا الشيخ الشعراوي، أنني قرأت- رغم اهتمامي القديم بكل ما يكتب عنه- موقفين جديدين على السويشيال ميديا، أحدهما: كاشف لأخلاق الرجل، وشيمه، وسيطرته على نفسه بأعلى تربية، وأكمل تهذيب، فذلت له، وتواضعت لخلق الله جميعاً، وهذا ما رقَّاه ورفعه وعوضه الله لسان صدق في الناس، وذكراً حسناً في الأرض، والموقف الثاني: كاشف لفضل الله عليه، وما رزقه من مواهب لدنية، وعلوم ربانية، وفيوضات إلهية، وذلك بشهادة المختصين، والعلماء الموسوعيين، ومنهم الصابوني صاحب تفسير (صفوة التفاسير). وسأذكر الموقفين كما وجدتهما دون أي تدخل في الصياغة، مع شكري لمن ذكرها، واعتذاري؛ لأني نسيت اسم من ذكرهما؛ لأنسب لهما ما ذكراه، الأول: نقلوه عن الدكتور محمود حب الله الذي قال :هذه الواقعة سمعتها شفاهة من حماي فضيلة الشيخ يوسف عطية، وكان ضمن بعثة الأزهر في السبعينات إلى دولة الجزاير، وكان المشرف على البعثة فضيلة الشيخ الشعراوي، قال لي حماي كنا، في شهر رمضان وصادف ذلك فصل الشتاء، ودعانا الشيخ على الإفطار والسحور في مقر استراحته، وذهب كل أفراد البعثة؛ تلبية لدعوة الشيخ، وكان اليوم الثاني ليوم الدعوة إجازة رسمية، الذي حدث أن أحذيتنا كانت متسخة وملطخة بأوحال الطريق، ومغطاة بالطين، والأوساخ وكانت أحذيتنا في ردهة واسعة أمام الاستراحة، المهم تناولنا فطورنا وسحورنا، وهممنا بالانصراف إلى أماكننا، فقال لنا الشيخ غداً إجازة وسوف تبيتون كلكم عندي، صلينا الصبح، ونمنا، ولكن الشيخ هو الوحيد الذي لم ينم، وعندما استيقظنا قبيل الظهر وجدنا عجباً، وجدنا أحذيتنا قد تم تنظيفها تماماً من الطين، وتم تلميعها كلها بالورنيش، أكثر من أربعين فردة حذاء تم تنظيفها من الطين وتلميعها، وكان يكفي تخليتها من الطين والوسخ، ولكنه أراد تحليتها بورنشتها، وجلسنا نحملق في ذهول، وتعجب، واندهاش إلى أحذيتنا، وننظر إلى الشيخ الذي لم ينم، ثم عاجلنا بقوله، هذا من بعض مهامي التي وكلني الله بها، هذه الواقعة رواها لي حماي مشافهة.
رجل بهذا السمت الجميل، والتواضع الجم، والخلق الكريم، لا غرابة أن تناوشه سهام أهل الجهالة والسفاهة وسوء الأدب،
والثاني: ذكروه عن الشيخ د.ماجد بن د.حسان شمسي باشا بلفظهِ عن الشيخ هادي عسيلة أبو الحسن، أن الله شرفه بصحبة وخدمة شيخنا العلامة محمد علي الصابوني، في آخر سنتين ونصف من حياته، فيقولُ : كان شيخُنا الصابوني ينتظرُ حلقاتِ دروسِ الشعراوي رحمه الله ، والتي كانتْ تُعرَض على التلفاز بشوق ولهفة ، وعندما تبدأُ الحلقة ؛ ينزلُ إلى الأرض ، ويجلسُ بأدبٍ ووقارٍ ؛ جلسةَ طالب العلم ، وكأنّ أستاذه أمامه ، ولا يدع أحداً من أهل بيته يتكلّم أثناء استماعه لدرس الشعراوي، وكان إذا تكلَّم أحدهم ؛ يُلقي عليهم نظرةً بوجوب الاستماع.
يقول : فسأله ابنه الشيخ أنس : يا وَالِدي ، لم تجلسُ على الأرض ، والكرسي بجانبك ؟ هو برنامج تلفزيوني ، وليس الشيخ بحاضر أمامك ، وأنت مفسّر ، وهو مفسرٌ ؟ فأجابه الشيخ الصابوني رحمه الله : يا بنيّ ، التفسير علمٌ منحني الله إياه بالتلقّي ، وأما الشيخ الشعراوي ؛ فقد أعطاه الله هذا العلمَ إلهاماً .
والموقفان كاشفان ولا يحتاجان إلى أي تعليق.
ads

اضف تعليق