ads
رئيس التحرير
ads

خطورة التكفير بغير برهان قطعي ولا دليل…للأستاذالدكتور.غانم السعيدعميدكليتي الإعلام واللغة العربية بالأزهرسابقاّ

الجمعة 16-12-2022 16:39

كتب

من أخطر الكلمات التي يتلفظ بها اللسان،أو يلمٌِح بها وتخرج صاحبها من عروة الإسلام إلى ربقة الكفر – والعياذ بالله – (رمي المسلم بالكفر) بدون بينة ولا دليل قطعي.
فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:” إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه”.
ولهذه الخطورة الشديدة لتلك الكلمة على قائلها، فإن الإمام مالك -رضي الله عنه – يقول:”من صدر عنه ما يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، ويحتمل الإيمان من وجه واحد حُمِل أمره على الإيمان”.
وروى الطبري، أن من أسباب نزول قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [ سورة النساء من الآية : 94 ] أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث نفرا إلى واد يقال له:(أُضَم) فيهم (مُحَلِّم بن جثَّامة) فلقيهم (عامربن الأضبط) فحياهم بتحية الإسلام فسكتوا عنه، وحمل عليه (مُحَلِّم بن جثَّامة) فقتله، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدموا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاءه( مُحلِّم) في بردين، أي: ثوبين ليستغفر له، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – “لا غفر الله لك” فقام (محلٌِم) وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت سابعة، – أي سبعة أيام – حتى مات فدفنوه، فلفظته الأرض ثلاث مرات، فجاءوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وذكروا له ذلك، فقال – صلى الله عليه وسلم – “ادفنوه فإن الأرض لتقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم”.
فليحذر كل مسلم من رمي أي مسلم بكلمة الكفر لا تصريحا ولا تلميحا فإنها من أخطر الكلمات عليه، كما أن قتله بهذه الذريعة بدون دليل قطعي شر عظيم وإثم كبير.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ads

اضف تعليق