ads
رئيس التحرير
ads

في كأس العالم ….. مباريات أخرى…للأستاذالدكتور.غانم السعيدعميدكليتي الإعلام واللغة العربية بالأزهرسابقاّ

الخميس 15-12-2022 05:07

كتب

كأس العالم في قطر لم يكن فقط مباريات لكرة القدم تقام لتنتهي بفوز أو هزيمة لأحد الفريقين- وإن كان هذا هو الحدث الأهم عند كثير من الجماهير – بل كانت هناك مباريات أخرى قد لا يشاهدها كثيرون، وإن شاهدوها لم تشغلهم كثيرا، مع أن لها أهمية شديدة ، لأنها مباريات – بل قل صراعات – بين الغرب الذي تحلل من كثير من قيم الإنسانية الرفيعة، والفطرة السوية المستقيمة، ومن الواضح أن لاعبيهم وجمهورهم بل قياداتهم قد جاءوا بخطة – لا أشك في أنها مدروسة ومنظمة – من أجل نشر الشذوذ، وشرب الخمور، والعلاقات الجنسية خارج القانون، وما إلى ذلك مما يعرفون أنه يخالف ديننا، ويتنافى مع قيمنا وأخلاقنا، وجاء الرد صفعات قوية موجعة إما بطريق مباشر من خلال الدولة المضيفة، التي أجبرتهم على الالتزام بقوانينها وتقاليد مجتمعها ، ومن لم يلتزم تقوم بترحيله على الفور.
أو كان ذلك بطريق غير مباشر حيث حرص كثير من اللاعبين العرب والمسلمين على أن يُظهروا التزامهم بدينهم وأخلاقهم داخل الملعب وخارجه، وكان هذا الالتزام أكثر وضوحا عند اللاعبين المغاربة، فقد حرصوا على الالتزام بسلوكيات أخلاقية تدعو إلى الاحترام والتقدير، فلم يظهروا كلاعبين متميزين قهروا بفنهم وإبداعهم أعتى الفرق الأوربية، بل إنهم انتصروا عليهم بأخلاقهم الرفيعة، وسلوكهم القويم حينما رأيناهم بعد نهاية كل مباراة يتجهون مباشرة إلى أمهاتهم يحتضونهن ويقبلونهن من باب البر بهن والإحسان إليهن بإسناد تفوقهم إليهن، بفضل دعائهن لهم بالنصر والتفوق.
بينما يذهب الآخرون إلى عاشيقاتهن، وخليلاتهن، يستمدون منهن طاقات من الرجس والفسوق والشذوذ.
وكان من المواقف التي سعدت بها كمتخصص في اللغة العربية، رفض (ياسين نونو) حارس مرمى المغرب أن يتحدث في المؤتمر الذي يعقد بعد كل مباراة بغير اللغة العربية مع إجادته للفرنسية والإنجليزية والإسبانية، ورد موبخا لائما لمن طلب منه أن يتحدث بلغة غير العربية: ولماذا لم تحضروا معكم مترجما للعربية كما أحضرتم لغيرها من اللغات؟!، هكذا أثبت اللاعب اعتزاه بلغته وفخره بها أمام العالم كله، ولعلها رسالة قوية إلى أبناء جلدتنا ممن يتكلمون لغتنا، ثم يعرضون عنها بكل سفاهة وتفاهة ليتحدثوا بلغات غيرها ويعدون ذلك فخرا وشرفا، وفارق كبير بين فخرهم وشرفهم الملوث بالانبهار بالآخر إلى حد الاتقان للغته وعاداته وتقاليده، بينما الآخر يزدريه ويحتقره، ويراه متطفلا على ثقافته وحضارته، وبين فخر ذلك اللاعب وأمثاله ممن تجري في شرايينهم حب العربية والاعتزاز بها، وأظن أن ذلك الموقف لهذا اللاعب أنفع للعربية من كثير من المؤتمرات والندوات التي تعقد من أجلها، بل لا يقل أهمية عن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في يوم ١٢/١٨ من كل عام ، فقد سبق اللاعب الجميع بالاحتفال بهذا اليوم قبل أيام من موعده، وفي تجمع يحضره ويشاهده العالم كله.
قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يقفون‏‏
 
ads

اضف تعليق