ads
رئيس التحرير
ads

رسومات علامتها البهجة معرض (بانسيه) 11/17 ديسمبر للفنانة هبة النقادى بدار الأوبراالمصرية..

الخميس 15-12-2022 00:07

كتب

إبداع أشاع البهجة فى أرجاء قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا..
عندما ازور معرضا فنيا فأول ما يشدني إليه الفحوى أو الموضوع الذى يسلط عليه الضوء عله يعبر عن جو أعيشه أو هم عام يشغلنى.. أبحث فيه عن التعبير الصريح الذي يبعد عن التجريدات والغموض فربما أجد فيه شيئا يربطنى بعالمى الواقعى…
أما فى معرض (بانسيه) للفنانة الموهوبة هبة النقادى فالأمر مختلف تماما…فبرغم تجريداتها الواضحة إلا إن فنها ينقلنا الى عالم من الألوان المبهجة التي استلهمتها من الطبيعة الخلابة..لا هى الوان قوس قزح ولا الوان الطيف..بل ألوان من عالم سحرى يصعب تخيلها.. ألوان تشكلت بفعل عصا سحري حملت به إشعاعات الإلهام إلى أسطح اللوحات.
التجريد قد يكون مجالا مضنيا بالنسبة لمعظم جمهور الفنون لم ينطوى عليه من غموض وإبهام..أما هنا فالمفارقة تكمن فى أن التجريد مطابق للواقع ويحاكيه بشتى الاشكال، فما موضوع الأعمال إلا الالوان كما تتجلى فى الورود وفى مياه البحار وفى أعالي وسفوح الجبال..تلك الألوان التى تتغير بفعل قوة وخفوت الضوء خلال ساعات اليوم التى تبدأ بالفجر وتنتهى عند المغيب…
فى كل آونة من النهار تتشكل حزمة من الأطياف والألوان التى يصعب عدها أو حصرها..تلك الظاهرة الطبيعية لفتت نظر النقادى فراحت ترصدها باصباغها وأدواتها..فخلقت عالما من الابداع اللونى الخلاب. وما الجولة فى معرضها إلا ترجمة واقعية لهذه الكلمات: البحر عندما نجد فيه درجات مختلفة من الزرقة والأخضرار فى أن واحد..أشعة الشمس قبل حلول الغروب عندما تبعث بخيوطها من وراء جبل إلى واد تنتشر فيه زهور حمراء فترى فى كل مساحة درجة من الاحمرار الباهت أو الداكن معا..ثم تأتى عشرات البورتريهات التى تتنوع فيه الوان الورود وتتشكل وتتمحور بأسلوب لا يملكه إلا الفنان الموهوب..
اللون فى حد ذاته موضوع هام ذو أبعاد حسية ومعنوية ورمزية وتجريدية..له ثقل ومعنى فى جميع مجالات الحياة..ولعل هذا ما جعل النقادى تنقل إبداعها فى مجال الفن إلى الملبس والموضة فطبعت من وحى ألوان لوحاتها(ايشاربات) حريرية وعرضتها للبيع كنوع من تأصيل فكرة معرضها الذى اكتظ بعشرات الزائرين سواء من هواة الفن أو من مرتادي عروض الأوبرا خاصة من النساء اللائى عبرن عن اعجابهن بهذا الكم الساحق من خليط الألوان وانسجامها. دراستها فى كلية الفنون التطبيقية أثقلت موهبتها الفنية فى التعبير الفنى والتصميم والديكور،
لكن يظل الفن هاجسها الأول.تقول الفنانة إن ولعها بالطبيعة بدأ عندما سافرت للعمل فى بلاد كانت تتمتع بسخاء فى تضاريسها الطبيعية من أرض وسماء وبحار..تشكل فى وجدانها انطباعات من تلك الطبيعة أرضا وفى البحار عندما كانت تمارس هواية الغطس. “عندما أرى منظرا يستهويني اما أرصده على الورق أو اذهب على الفور إلى الورشة واحوله الى لوحة فنية”. الحديث قد لا ينتهي عن معرض (بانسيه)
لكن لا الكلام ولا الصور يمكن أن تفى أى معرض فنى حقه..
فرؤية الفن  على أرض الواقع تجربة لا مثيل لها.
ads

اضف تعليق