ads
رئيس التحرير
ads

الدكتور غانم السعيد يعزي عائلة أبوخوات بصيفر البرية كفر الشيخ في فقيدهم…

الإثنين 14-11-2022 18:20

كتب

قد تلتقي بشخص مرة واحدة في الحياة ، ولكنه يترك في نفسك أثرا لا يمكن أن تمحوه الأيام ولا السنون، ومن تلك الشخصيات التي تركت في نفسي ذلك الأثر، هذا الفتى اليافع، المشرق الوجه صاحب الابتسامة التي لا تفارق ثغره الوضاء، الذي يكسو محياه حياء ينعكس من أعماق نفسه على وجهه فيشرق منه نور ملائكي تعجز عن وصفه الكلمات والعبارات، فترى نفسك بمجرد النظر إليه والحديث معه أن حبه قد سكن قلبك وملأ عليك جوانحك، وتمنيتَ إن كنت كبيرا أن يكون ابنك الذي تحتضنه فتشعر منه بدفء المحبة النقية الصافية، وإن كنت في سنه أو قريبا منه، شعرت بأنه الأخ الذي لم تلده أمك، وإن كنت أصغر منه سنا شعرت منه بأبوة حانية،وإنسانية سامية.
علمت بخبر مرضه وبحجزه في مستشفى الحسين الجامعي، ولأنه الابن الروحي لأحب الأحباب وأعز الأصدقاء الشيخ (لطفي أبوخوات)، والابن لشقيقه الأعز والأغلى (محمود أبوخوات) ، كانت الزيارة له واجبة، والتسلية عنه في محنته حسبة لله ولرسوله، فما أعظم المواساة وأسماها لمن فقد أعظم نعمة بعد الإسلام وهي نعمة الصحة والعافية، وبخاصة إذا كانت العلة مجرد ذكرها علة – إنها الخبيث، – وما أضيعها للأمل والطموح وبخاصة إذا تمكنت من شاب لا يزال في ريعان شبابه وزمن فتوته.
دخلت عليه – وكنت أول مرة أراه – فرأيته يجلس على سرير مرضه، ووجهه تشع منه نورانية لم أرها في شخص إلا ما يحكي عن أنوار الملائكة، ورغم قسوة المرض إلا أن الرضا بقدر الله كان واضحا جليا على قسمات وجهه تستشعره في سكينتة وهدوء نفسه.
تحدثه فيأتيك صوته الهامس الحامل لأنات الوجع والألم الممزوجين بثبات الرجال ويقين الأولياء، حاولت أن أبعث فيه الأمل، وأطمئن والده الملهوف على فلذة كبده خوفا عليه من ذلك الوحش الرابض في أحشائه، الناهش لأمعائه فحكيت لهم جزءا من قصتي مع هذه الخبث الخبيث فانساب كلامي إلى القلوب الظمأى إلى الأمل، فملأها تفاؤلا وبشرا، وسمعت من محمد همهمات الدعاء لله بأن يشفيه ويعافيه وينجيه.
وخرج من المستشفى بعد أيام وبقي تحت المتابعة الطبية وعقلي وقلبي مشغول بهذا الوسيم الوديع أسأل عنه فتأتيني أخباره مزعجة، فقد تمكن منه المرض، ونبش فيه أظفاره وأنيابه، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي من كل من يعرفه من الأصدقاء والأحباب والأصحاب تلهج قلوبهم قبل ألسنتهم بالدعاء لمحمد محمود أبو اخوات بالشفاء العاجل، ولكن الله أنفذ فيه أمره، وأجرى عليه قدره فجاءه الموت – وهو نقاد يختار أعز الرجال – واستسلمت الروح لتصعد إلى بارئها في روْح وريحان إلى رب راض غير غضبان، ليترك محمد في قلوب أبويه وأمه وأجبابه وأصدقائه أسى وحزنا يصعب مرور الحدثان أن تواسيهم وتنسيهم.
نسأل أن يتغمدك يا محمد برحمته وأن يسكنك فسيح جناته، ويلهمنا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

ads

اضف تعليق