ads
رئيس التحرير
ads

انطلاق فاعليات المؤتمر الدولي الثاني حول الدعوة الإسلامية والسلام العالمي تحديات الواقع وآفاق المستقبل عميد الكلية رئيس المؤتمر: الأديان السماوية كلها دعت إلى السلام…والسّلام أول أسباب التآلف،

الأربعاء 02-11-2022 07:55

كتب

متابعة / إبـراهيـم شحاتـه

عميد الكلية رئيس المؤتمر: الأديان السماوية كلها دعت إلى السلام…
والسّلام أول أسباب التآلف، وفي إفشائه سرُّ ألفة البشر بعضهم لبعض، وجهود الدولة المصرية العظيمة لتحقيق السلام العالمي واضحة للدنيا كلها، وانتشار الإسلام الحقيقي بمبادئه الصافية الضمانة الكبرى للتعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم كله
قال الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، خلال كلمته بالمؤتمر العالمي الدولي الثاني “الدعوة الإسلامية والسلام العالمي ..
تحديات الواقع وآفاق المستقبل”، الذي أقيم
برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،
وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة:
إن السّلام أول أسباب التآلف، ومفتاح اسْتجلاب المودّة، وفي إفشائه سرُّ ألفة البشر بعضهم لبعض، مع ما فيه من رياضة النّفس، ولزوم التواضع، وإن الهدف الأسمى لمختلف المؤسسات والمنظمات هو تحقيق السلام العالمي؛ لإنهاء جميع الصراعات، والقضاء على كل التجاوزات في حق النفس وحق المجتمع وحق الوطن وحق البيئة وحق الإنسانية.
وأضاف الدكتور حسين أن العالم من حولنا يموج بالاحتراب والعداء في قديمه وحديثه، وفي كل بقعة منه احتراب دائم لا يُبقي ولا يذر، يأتي على الإنسان ويدمر كل ما حوله، وهو احتراب يسعى إليه الإنسان بنفسه في أحيان، ويفرض عليه في أحيان أخرى؛ لما فُطر عليه من خصال: الأثرة والأنانية، وحب التملك، ورغبة التفرد، وداء الاستعلاء والسيطرة، لا يكبح جماحه شيء ولا يردعه وازع، ولا يحول بينه حائل، إلا ذلك الصوت النقي النازل من السماء يدعوه إلى أصل مهمته التي خلق من أجلها، وهي التعارف والتعاون والتحاب والتواصل، فالتعارف الإنساني دعوة ربانية؛ قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، وجاء في العهد الجديد: “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا؛ لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ”.
وأوضح عميد كلية الدعوة الإسلامية أن عدوانَ الإنسان وطغيانَه وإسرافه وتجاوزه سواء على أخيه الإنسان أو على الكون والبيئة من حوله وما بثه الله فيها من آلائه ونعمه التي سخرها له وائتمنه عليها، لهو أمر حرمته الأديان ونهى عنه الإسلام، يقول الله تعالى : {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، ونعجب حين نطالع ما سجله المؤرخ والفيلسوف ول ديورانت من أن عدد سنوات الحرب التي خاضتها البشرية فوق هذه الأرض 3421 عاما، بينما لم تزد سنوات السلام والهدنة عن 268 عاما .. ولا يزال الحبل على الجرار بعد وفاة المفكر الأمريكي ول ديورانت، فكم من السنين حاربنا؟!! وكم من الشهور والأيام سالمنا؟! أرأيتم إلى أي مدى بلغت قوة الشر؟
إنها لكارثة أن تمضي الحياة على هذا النحو.
كما بين أن العدوان لم يقف على الصورة التقليدية من الحرب والإرهاب فقط، التي تأتي على الأخضر واليابس؛ بل تعداها إلى صور أخرى من الاعتداء؛ فوفقًا لكل التشريعات السماوية نحن مؤتمنون على هذا الكون، وعلى كل ما نملك، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون، واستخلف فيه الإنسان؛ قال الله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30] وقال تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾ [هود آية: 61] وكانت نظرة الإسلام للإنسان موافقة لنظرة التشريعات السماوية السابقة؛ فالإنسان في الكتاب المقدس هو ظل الله على الأرض، جاء في التوراه: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (تك 1: 26).
وأوضح فضيلته أن الإنسان لما نسي أمانته، وتعامل مع كل ما حوله في الكون بلا مبالاة، لا يهمه سوى مصلحته الشخصية، دون اعتبار لمنظومة الكون التي هو جزء منها، وأنه مستخلف في هذه الأرض، فتسبب في قضية من أخطر القضايا الحاسمة في عصرنا، ألا وهي التغير المناخي، والتغير المناخي في ذاته ليس جديدًا، ولكنه في عصرنا بلغ من الجسامة وعظم الآثار الناتجة عنه ما لم تمر به البشرية من قبل، وقد كشفت التقنيات التي تقوم برصد التغير المناخي عن حدوث آثار عالمية واسعة النطاقات لم يسبق لها مثيل، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، وإلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية.
وأكد عميد كلية الدعوة الإسلامية أنه لا تخفى الجهود العظيمة التي تبذلها الدولة المصرية لتحقيق السلام العالمي، وحرصها على حل المشكلات التي تمر بها الإنسانية، ومن أحدث هذه الجهود ما تستضيفه مصر من فعاليات مؤتمر المناخ الذي سيعقد بعد أيام قليلة، ومما تجدر الإشارة إليه أن مصر قامت بدور مهم وفاعل في مهمات حفظ السلام العالمي مما جعلها في المرتبة السابعة عالميا من ناحية المشاركة في عمليات حفظ السلام وظهر دورها فاعلا، حينما شغلت وللمرة السادسة في عامي (2016 – 2017) أحد المقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن، وهو المقعد الذى يتم شغله لعامين متتاليين حيث كانت البداية في عامي (1946- 1947) وأسهمت خلال هذه الفترة بكثير من المناقشات حول القضايا الدولية والإقليمية ومن أهمها مكافحة الإرهاب.
وبين الدكتور حسين أن مصر تعد من أكبر الدول المسهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، كما قدمت مصر عديدًا من المبادرات لتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها “مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل”.
وتبرز بين أيدينا الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف؛ فقد طالب مولانا الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتنقِية صُورة الأديان مِمَّا عَلِقَ بها من فهومٍ مغلوطةٍ وتديُّنٍ كاذبٍ يُؤجِّجُ الصِّراعَ ويبث الكراهية ويبعث على العُنف، ومن ذلك ما قاله خلال كلمته في ختام مؤتمر السلام العالمي بحضور البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، وتأكيده على أن الأزهر لا يزال يسعى من أجلِ التعاون في مجال الدَّعوَةِ إلى ترسيخ فلسفة العَيْش المُشتَرَك وإحياء منهجِ الحوار واحتِرام عقائد الآخرين.
واختتم الدكتور حسين كلمته بأن المؤتمر يؤكد على أهمية نشر السلام والأمان، وكيفية الإفادة من ذلك في الواقع المعاصر، وتوظيفه في الدعوة إلى الله تعالى، كما يسعى المؤتمر إلى تحقيق كثير من الأهداف النبيلة، وبيان أن انتشار الإسلام الحقيقي بمبادئه الصافية وقيمه النبيلة هو الضمانة الكبرى للتعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم كله، وتوضيح المفهوم الصحيح للسلام العالمي المنطلق من الرؤية الإسلامية الوسطية، وتسليط الضوء على تجذر الرؤية العالمية للإنسانية جمعاء دون تمييز على أساس الدين أوالعرق أو اللون أو اللغة، فضلا عن الوقوف على التطبيق العملي لدعوة الإسلام إلى السلام والتعايش، والإخاء الإنساني بدءا من المجتمع النبوي في المدينة المنورة وانتهاءً بالمؤسسات المعبرة عن وسطية الإسلام، وفي طليعتها الأزهر الشريف.
 312057601_503276508505747_806925405368435325_n IMG_5527 IMG_5528 IMG_5532 IMG_5533 IMG_5534313377207_503277628505635_5452911181195644078_n312902016_503277658505632_8676512751997687690_n312356917_503277688505629_851878905847332267_n312244481_503277755172289_8615427265734134191_n312151022_503277781838953_8204611123673443390_n312042900_503277808505617_7256829311198426165_n313025657_503277838505614_2332579245738684777_n312150313_503277911838940_5886934096518909813_n (1)312372890_503277955172269_5297902805845518277_n
ads

اضف تعليق