ads
رئيس التحرير
ads

وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة بالكلية الجوية : معجزة الإسراء والمعراج تحمل بعض دلائل وعظمة القدرة الإلهية واختصت الصلاة بفرضيتها من فوق سبع سماوات تعظيمًا لأمرها

الجمعة 25-02-2022 22:07

كتب

ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 25 / 2 / 2022م بمسجد الكلية الجوية بقاعدة بلبيس الجوية بمحافظة الشرقية ، بعنوان : “الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة”، بحضور معالي أ.د/ ممدوح غراب محافظ الشرقية ، وأ.د/ عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق ، واللواء طيار/ علي حسن علي مدير الكلية الجوية ، والعميد طيار/ أحمد السيد عامر كبير معلمي الكلية الجوية ، والعميد طيار/ وليد هلال قائد قاعدة بلبيس الجوية ، والعميد أ.ح/ محمد يوسف عبد المجيد قائد جناح العلوم ، والعقيد طيار أ.ح/ أحمد مصطفى مكاوي قائد جناح الطيران ، والعقيد جوي أ.ح / وائل محمد إبراهيم قائد لواء الطلبة ، والسادة أعضاء مجلس الكلية الجوية .
وفي خطبته أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الله (عز وجل) أيَّد رسله وأنبياءه (عليهم الصلاة والسلام) بمعجزات ، ومن المعجزات التي أيد الله (سبحانه وتعالى) بها نبيه محمدًا (صلى الله عليه وسلم) معجزة الإسراء والمعراج فزاده بها إيمانًا إلى إيمانه ويقينًا إلى يقينه ، مما يدل على عظمة القدرة الإلهية ، وأهل العلم المعتبرون على أنها من المعجزات الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وأنها كانت بالروح والجسد إسراءً ومعراجًا ، وإذا كان البعض يتساءل كيف كان ذلك ، فقد أجاب سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) عندما سأله أحدهم؛ إن صاحبك يزعم أنه خرج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماء ثم عاد ثانية من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في جزء يسير من الليل ، ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وآخر إيابًا ، فكان ردُّ الصدِّيق (رضي الله عنه) : إني أصدقه ، فإني أصدقه في الخبر يأتيه من السماء أفلا أصدقه في ذلك؟ ، وإذا كان ذلك قبل العصر الحديث بعلومه المتقدمة ، وقد اخترع الإنسان من الطائرات ما يستطيع الذهاب عليه من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى مكة مرة أخرى في جزء يسير من الليل ، وكذلك التطور العلمي الذي لا يستوعبه كثير من الناس ، فإذا كان الإنسان المخلوق الضعيف قد توصل إلى ذلك ، فكيف بمن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء (سبحانه وتعالى) ، وفي هذا يقول الشاعر :
قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافي الأمراض من أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة
من بالمنايا يا صحيح دهاك
قل للبصير وكان يحذر حفرة
فهوى بها من ذا الذي أهواك
بل سائل الأعمى خطى بين
الزحام بلا اصطدام من يقود خطاك
قل للجنين يعيش معزولًا بلا
راع ومرعى ما الذي يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة ما الذي أبكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه
فاسأله من ذا بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو
تحيا وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهداً وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان
بين دم وفرث ما الذي صفاك
وقد قال الأعرابي في بداوته : (سماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، وليل داج ، وسراج وهَّاج ، أفلا يدل ذلك على اللطيف الخبير الذي “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”.
كما أشار معاليه إلى أن الصلاة اختصت من بين سائر الأركان بأن فرضيتها كانت من فوق سبع سماوات تعظيمًا لأمرها ، ولأن الصلاة هي معراج المؤمن ، فإذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد عرج به إلى السماوات العلى ، فهناك معراج للمؤمن يسمو به إلى الدرجات العلى وهو الصلاة ، مؤكدًا أن لفرضية الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج أهمية كبيرة ، تأكيدًا على هذه الفريضة التي هي الركن العملي الأول بعد الشهادتين ، وفيها يقول (صلى الله عليه وسلم): “مَن حافَظَ عليها كانَتْ له نورًا وبُرْهانًا ونَجاةً يَومَ القيامةِ، ومَن لم يحافِظْ عليها لم يكُنْ له نورٌ ولا بُرْهانٌ ولا نَجاةٌ” ، مشيرًا إلى أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ” ، ويقول سبحانه: “وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ” لذا يُستحب الإكثار من الدعاء في السجود ، مبينًا أننا إذا كنا نريد مرافقة نبينا (صلى الله عليه وسلم) في الجنة فعلينا بكثرة السجود ، حيث ذكر سيدنا ربيعة بن كعب الأسلمي (رضي الله عنه) قال : “كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ” ، وكما جاء في الحديث القدسي: “إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : (الحمدُ للهِ ربِّ العالمين) قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : (الرحمنُ الرحيمُ) قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : (مالكِ يومِ الدينِ) قال اللهُ (عز وجل) : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي” ، ولذا إذا أردت العون من الله سبحانه وتعالى تعرف على الله (جل وعلا) في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا أردت أن يكون الله معك فكن معه ، فإذا كنت مع الله سبحانه كان الله معك ، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك أو معك ، لأنك إذا كنت مع الله انضبط أمر سلوكك وأخلاقك ، واتَّزَن كل أمر حياتك ، يقول أحد العلماء الحكماء يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا ، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج ، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظم انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة ، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر ، وليس لك منه إلا ما كتب ، وإذا قالَ العبد : (إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ) قال رب العزة : هذا بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : (اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ) قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سألَ” ، هذا لمن دخل الصلاة واقفًا بين يدي ربه وذهنه وعقله وقلبه في الصلاة ، فإذا صلى العبد بهذه الكيفية يدخل في باب القرب من الله (عز وجل) ، فينضبط سلوكه ، حيث يقول سبحانه : “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” ، فالذي يقف بين يدي الله يستحضر عظمة الله ، ويقرأ القرآن ويعيش معانيه ، ويعلم أنه وقف بين يدي الله خاشعًا ، لا يمكن أن يكون مصليًا وكذابًا ، ولا يمكن أن مصليًا وغاشًّا للناس ، ولا يمكن أن مصليًا وآكلًا للحرام ، وذلك لأن الله سبحانه يقول : “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” ، فإذا استقامت صلاتك استقامت حياتك ، ومن لم تستقم حياته بصلاته فليراجع نفسه قبل فوات الأوان.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ads

اضف تعليق