ads
رئيس التحرير
ads

278 طلعة جوية لتلقيح السحب نفذها المركز الوطني للأرصاد خلال 2021

الأحد 19-12-2021 17:29

كتب

نفّذت طائرات المركز الوطني للأرصاد خلال عام 2021 وحتى 15 ديسمبر الجاري 287 طلعة جوية لتلقيح السحب بهدف زيادة كمية الأمطار وفترة هطولها، وتم خلالها استخدام 5698 شعلة منها 4698 شعلة نانو و960 شعلة عادية.

 وتعمل شعلات المواد النانوية على تحفيز عمليات التكثيف وتجميع القطرات المائية الدقيقة داخل السحب لتصبح ذات أحجام كبيرة يعادل عددها ثلاثة أضعاف مقارنة باستخدام المواد العادية، وذلك بحسب ما أثبتته التجارب المخبرية وغرفة محاكاة السحب، ومازال المركز في طور دراسة تأثير هذه المواد في العمليات الفعلية.

 وبحسب المركز الوطني للأرصاد، تبدأ أولى خطوات الاستمطار برصد السحب الركامية القابلة للتلقيح من خلال أجهزة الرادارات الأرضية التي تقوم بتحديد خواصها ومحتواها المائي إضافة الى تحليل الخرائط العددية، وبناء على النتائج يتم إطلاق طائرة أو أكثر مجهزة بالمواد الأساسية المحفزة لاستمطار السحب وهي مواد ملحية غير ضارة بالبيئة معبأة على شكل شعلات أو عبوات خاصة محملة على الطائرة، وتقوم  الطائرات باستهداف الاماكن المناسبة من السحب واطلاق مواد الاستمطار نحو السحب الركامية المحملة بكميات كبيرة من بخار الماء وأحيانا إذا كانت السحب الركامية ذات تيارات صاعدة فإنه يتم اطلاق هذه المواد تحت السحابة وتقوم الرياح العمودية بحمل تلك المواد ونثرها في أجزاء السحابة، لتقوم بعمل انوية التكاثف مثل ذرات الغبار الدقيق الحجم وغيرها من الهباء الجوي المختلف التركيب، إضافة الى دورها في تجميع قطيرات الماء الصغير في السحابة ليكبر حجمها ويزداد وزنها، وتسقط لتصل الى السطح على شكل امطار.

ويهدف برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي يعد أول مبادرة بحثية عالمية أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة إلى تعزيز جهود دولة الإمارات الرامية إلى قيادة البحوث العلمية في مجال الاستمطار ومواجهة تحديات ندرة المياه في الإمارات والمناطق الجافة وشبه الجافة في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن المركز الوطني للأرصاد يتولى إدارة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.

وتسعى دولة الإمارات من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إلى تعزيز الابتكار بما يعود بالفائدة على الأجيال القادمة في مواجهة خطر شح المياه.

 وبدأت عمليات الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1990،

وتم تطويرها بالتعاون مع عدد من المنظمات مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الفضاء الأمريكية، ناسا. وفي عام 2005، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة جائزة الإمارات للتميز في تقدم علوم وممارسة تحسين الطقس بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
 
ويغذي عمليات الاستمطار مصنع «الإمارات لتحسين الطقس» التابع للمركز الوطني للأرصاد والذي يقوم حاليا بتصنيع الشعلات النانوية التي تم تصميمها بطريقة فريدة لحمل المواد النانوية المبتكرة من قبل أحد المشاريع الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في دورته الأولى، ويتم توصيل محتويات هذه العبوات إلى داخل السحب دون المساس بصفاتها الفيزيائية أو الكيميائية، حيث تتميز هذه المواد في قدرتها على بدء عملية التكثيف مبكراً وعلى مستويات منخفضة من الرطوبة النسبية مقارنة بالمواد الأُخرى.

 وقد تم الحرص في إجراء التصميم المناسب لتفادي حدوث التجلط لهذه المواد الحساسة جدا للرطوبة، وقد جرى العمل على هذه العبوات بالتعاون مع إدارة الأبحاث والتطوير التابعة للمركز الوطني للأرصاد، ليتم نثرها باستخدام طائرات الاستمطار الخاصة بالمركز.  

 ويعد مصنع «الإمارات لتحسين الطقس» الذي افتتح في 2018 أول مصنع في المنطقة لإنتاج “الشعلات الملحية” الخاصة بعمليات الاستمطار ويقوم حالياً بإنتاج نوعين من الشعلات المستخدمة في عمليات تلقيح السحب وتصل قدرته الإنتاجية إلى 250 شعلة أسبوعياً.

 ويمتلك المركز الوطني للأرصاد اليوم شبكة رصد سطحية متطورة يزيد عددها عن مئة محطة موزعة على كامل مساحة الدولة وتغطي مناطق مختلفة ذات طابع مناخي متنوع حيث تعمل على رصد كافة العوامل الجوية ومنها كميات الأمطار ودرجات الحرارة وسرعة واتجاه الرياح والرطوبة وغيرها من العناصر الجوية التي تسهم قراءتها وتحليلها في إعداد نشرات الطقس الخاصة بالأحوال الجوية في الدولة والضرورية في تحديد إجراءات عمليات الاستمطار.

المصدر:أبو ظبي ـ مصطفى خليفة

ads

اضف تعليق