ads
رئيس التحرير
ads

سيميائية الصورة والكلمة في خطاب التنظيمات الإرهابية عبر الفيديو في شبكة الإنترنت.. دكتوراه بإعلام الأزهر

الإثنين 25-01-2021 16:38

كتب

التايمزالدولية

حصل الباحث/ حسن عيد أحمد أحمد بحيري المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر على درجة العالمية الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات في رسالته بعنوان: سيميائية الصورة والكلمة في خطاب التنظيمات الإرهابية عبر الفيديو في شبكة الإنترنت.. دراسة تحليلية مقارنة
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأستاذ الدكتور/ محمد معوض أستاذ الاعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة، والأستاذة الدكتورة هالة كمال نوفل عميد كلية الإعلام السابق بجامعة جنوب الوادي، والأستاذ الدكتور عرفه عام روكيل كلية الإعلام الاسبق جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمود عبدالعطاطي رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون السابق بكلية الاعلام جامعة الازهر، وقد هدفت الدراسة إلى قراءة المعاني الظاهرة والضمنية في خطاب المنظمات الإرهابية عبر الإنترنت، قراءة دقيقة تسمح بتفكيك الرموز والدلائل والرسائل التي تسعى إلى توصيلها، وتقديم محاولة لاستخدام التحليل السيميولوجي في تحليل الصورة المتحركة (الفيديو).، والكشف عن العلاقة بين الرسالة الأيقونية واللسانية في خطاب المنظمات الإرهابية، وتحليل نقاط التباين أو الاتفاق بين المنظمات الإرهابية على اختلاف أيديولوجياتها.
وقد انتهت الدراسة إلى ما يأتي:
أثبتت الدراسة أن التنظيمات الإرهابية على اختلاف أيديولوجياتها تتبنى خطابا متقاربا إلى حد كبير؛ إذ إنهم يبررون العنف من منطلقات دينية وقومية وعنصرية، معتقدين أنهم في خضم أزمة وجودية تهدد بقاءهم واستمرارهم، وتصور الآخر على أنه يسعى لاستبدالهم واحتلال أرضهم والنيل من ثقافتهم ومعتقداتهم، ويعتمدون العنف السبيل الوحيد لمنع ذلك، ويهدفون من عملياتهم إلى جذب الأنظار نحو قضيتهم، وأن تشتعل الفتن وتندلع الحروب بين الثقافات، وقد أعانهم على ذلك ما وفرته شبكة الإنترنت من سهولة وسرعة في الوصول إلى الملايين من المستخدمين دون جهد أو مراقبة أو تكلفة. وفيما يلي توضيح للرسائل العامة لكل تنظيم:
فيما يتعلق بالرسائل التي حرصت كل منظمة على توجيهها للمستخدمين عبر الإنترنت؛ فقد ركز تنظيم داعش الإرهابي على الرسائل التي تؤصل لشرعية خلافته المزعومة وأنها المكان الوحيد الذي يطبق الشريعة، والتي يجب على المسلمين الهجرة إلى أرضها ودعمها، وضرورة القتال في صفوفها، كما حرص على إظهار قوة الخلافة بتصوير مناطق النفوذ والأعداد الغفيرة من العناصر والمبايعين في كافة أرجاء العالم، بالإضافة إلى إظهار قوة ووحشية التنظيم في التعامل مع المخالفين أو من يسمونهم: (الأعداء- المرتدين)، أما الرسالة الأخرى التي أراد التنظيم إيصالها وبقوة فتتمثل في إظهار الجانب الإنساني للتنظيم وحرصه الشديد على تسيير أمور الناس بتوفير الغذاء والأمن وإدخال مظاهر السرور على الرعية كما يطلقون عليهم.
أما منظمة كوكلوكس كلان فقد دعت من خلال المحتوى المقدم إلى تبني الفكر العنصري (تفوق الجنس الأبيض) المسيحي، وتبنى استراتيجية لبث الرعب في قلوب المخالفين، تعتمد على الانتقام والقتل والتشريد، والحرص على التدريب العسكري والتسليح الجيد استعدادا لمعركة قادمة بين البيض وغير البيض. كما حرص تنظيم (كلان) على إظهار الجانب الإنساني حيث أبرزت عضوات التنظيم اهتمامهن الشديد بالأسر المحتاجة وكبار السن والأطفال.
أما الإرهابي برينتون تارانت مرتكب مجزرة مسجدي مدينة كريست تشيرش بنيوزيلندا فقد أظهر أنه يعادي غير البيض والمسلمين باعتبارهم الغزاة ذوي الخصوبة العالية الذين يسعون للاستبدال العرقي للبيض – حسب تعبيره – وأنه حانق على المسلمين، ولذلك أشار في الرسائل اللسانية المكتوبة على أسلحته إلى رموز وتواريخ ترجع إلى انتصارات حققتها أوروبا على المسلمين،
أما جماعة 969 البوذية المدعومة من حكومة ميانمار فكانت أبرز الرسائل التي يروجون لها: أن مسلمي الروهينجا مهاجرون غير شرعيين، ويجب أن يطردوا من ميانمار إلى أي بلد آخر، معللين السبب في أنهم يشكلون تهديدا للأقلية العرقية البوذية، فهم يتزوجون أكثر من واحدة ويتكاثرون كالأرانب وفق ما جاء في التحريض ضد مسلمي الروهينجا من ضباط الجيش والرهبان البوذيين وأبرزهم الراهب (يوراثو) الذي لا يجد حرجا في وصف نفسه بالنازي الجديد أو بن لادن ميانمار.
وبصفة عامة حرصت التنظيمات الإرهابية محل الدراسة على تجنيد الأطفال وإسناد أدوار نشطة إليهم كتنظيم داعش، وكذلك تنظيم كلان الذي اتجه إلى الاهتمام بالأطفال بعد أن كان يستهدف كبار السن فقط من أجل ضمان بقاء المنظمة على قيد الحياة؛ فضلا عن اهتمامه بالشباب الذي يعطيها المزيد من الأهمية في القاعدة الاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى بعض المعرفة التكنولوجية التي يمتلكها الشباب لخدمة أهداف التنظيم.
وفيما يتعلق باستهداف الأطفال فقد أظهرت نتائج الدراسة تفوق المنظمات الإرهابية المحسوبة على غير المسلمين في استهداف الأطفال وتبرير قتلهم؛ وإن كان الكثير من الأطفال يقعون في هجمات داعش إلا أن التنظيم لا يبرر لذلك مثل جماعة 969 البوذية التي قامت بقتل الأطفال بالمناجل والحرق والإغراق في النهر وعللت ذلك بتأكيد النصر، وكذلك الإرهابي (تارانت) الذي برر لقتل الأطفال غير البيض الذين وصفهم بــ (أطفال الغزاة – الأفاعي – الذين يستحقون الحرق) وقال إنهم لا يبقون أطفالا بل يصبحون بالغين ويتكاثرون، ويخلقون المزيد من الغزاة.
أما توظيف العناصر التركيبية للفيديوهات: فقد وُظفت الأحجام المختلفة من اللقطات وزوايا التصوير وحركات الكاميرا والإضاءة والديكور وأساليب المونتاج وشريط الصوت إضافة إلى لغة الجسد والملابس والألوان والرسائل اللسانية بما يدعم المعاني الضمنية المقصودة.

ads

اضف تعليق