ads
رئيس التحرير
ads

وفاة “جيرولد بوست” الرجل الذي حلل عقول زعماء العالم من صدام حسين إلى دونالد ترامب

الإثنين 07-12-2020 16:27

كتب

كتب/حسن الشامي

كان محللاً نفسياً لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، يسبر أغوار عقول قادة العالم، من أمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل.
لكنه خلال سنواته الأخيرة صوب تركيزه نحو بلاده، وألف كتاباً عن عقلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
توفي جيرولد بوست المؤلف والمحلل النفسي السياسي السابق نتيجة مضاعفات مرتبطة بفيروس كورونا أواخر شهر نوفمبر عن عمر 86 عاما.
وأشاد بعمله الأشخاص الذين عرفوه عن كثب. فوصفه ماجنوس رانستورب المستشار الخاص لشبكة الاتحاد الأوروبي للتوعية بالتطرف بأنه “لطيف للغاية وحنون وذو ذهن حاد”. وقال صديقه الطبيب النفسي كينيث ديكليفا إن بوست كان “عملاقاً في مجال تحليل القيادة ورائداً في وكالة الاستخبارات المركزية”. كما قالت جيسيكا كيس، وهي ناشرة لدى مؤسسة بيحاسوس بوك للنشر وعملت معه على إعداد كتابه الأخير عن الرئيس ترامب، لبي بي سي “معرفته ورؤيته لعلم النفس لا مثيل لهما. كان لديه شغف لا نهائي”.
تحليل عقول زعماء العالم
ولد عام 1934 م في نيو هيفن ودرس في جامعة يل حيث درس دراسته الجامعية الأولية، قبل أن يتجه إلى كلية الطب. ثم حصل بعد تخرجه على تدريب في الطب النفسي في كلية هارفارد للطب والمعهد الوطني للصحة النفسية.
وعمل لأكثر من 20 عاماً في وكالة المخابرات الأمريكية المركزية CIA. وأسس وحدة تحليل الشخصية والسلوك السياسي بالوكالة في أوائل السبعينيات.
وقال في خطاب في جامعة يل : “نظرنا إلى القادة الأجانب في سياقهم الثقافي والسياسي، وقسنا إلى أي درجة كانوا يعبرون عن صراعات شخصية على الساحة الدولية”.
وحللت الوحدة زعماء أجانب من أمثال الكوبي فيدل كاسترو والعراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي.
ومكنت هذه التحليلات الرؤساء والمسئولين رفيعي المستوى من الإعداد للمفاوضات ومواقف الأزمات.
وكتب “لمحات عن شخصيات كامب ديفيد” شملت الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين، ويعتقد أنها أثرت بشكل كبير في إستراتيجية الرئيس الأسبق جيمي كارتر في المفاوضات التي عقدت في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي الأمريكي بولاية مريلاند عام 1978 م.
وقد قادت المعاهدات التالية التي وقعها الزعيمان إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
وفي كتابه “الوفاء بالوعد Keeping Faith” كتب : “بعد كامب ديفيد، نادراً ما كانت تعقد قمة كبيرة من دون أن يُطلب منا إعداد لمحات شخصية وتحليلات للزعماء الأجانب”.
ومُنح بوست وسام الاستحقاق الاستخباري عام 1979 م.
ثم تولى بعد ذلك منصب مدير برنامج التحليل النفسي السياسي في كلية إليوت للشؤون الخارجية بجامعة جورج واشنطن. غير أن مسئولي الحكومة الأمريكية طلبوا منه فيما بعد المساعدة في توجيه قراراتهم المتعلقة بالعراق وصدام حسين.
وقال بوست لــBBC عام 2002 م إن صدام حسين عاني من “نشأة مؤلمة”، إذ فر من منزل والده الذي رفض تعليمه، وذهب ليعيش مع خاله الذي ” ملأه بأحلام المجد”. وأضاف أن زراعة هذا الخيال الضخم داخله حولته إلى ” نرجسي خبيث”.
وألف بوست 14 كتاباً في موضوعات عدة، تراوحت ما بين عقول الإرهابيين إلى الزيادة الحاصلة في أعداد السياسيين ذوي الشخصيات النرجسية. وقوبل ببعض الانتقادات خلال مسيرته المهنية لمخالفته القاعدة الذهبية للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين؛ والتي تمنع الأطباء النفسيين من التعليق على الصحة العقلية للشخصيات العامة أو تشخصيها، من دون فحصهم والحصول على موافقتهم.
لكن بوست قال إنه من غير الأخلاقي التزام الصمت في بعض الأحيان.
وقال بوست لصحيفة نيويوركر عام 2017 م : “أعتقد أن علينا واجب التحذير”، وأضاف قائلا ” أثيرت تساؤلات جدية بشأن مزاج وملائمة الشخص الذي ينبغي علينا ألا نذكر اسمه”، في إشارة إلى الرئيس ترامب.
وفي عام 2019 م، ذهب بوست بفكرته إلى أبعد من ذلك، وشارك ستيفاني دوسيت في تأليف كتاب بعنوان “كاريزما خطرة: التحليل النفسي السياسي لدونالد ترامب وأتباعه”.
وفي لقاء مع موقع صالون الإخباري قبيل نشر كتابه، توقع بوست التصرفات التي قام بها ترامب بعد انتخابات 2020 م. وقال : “إذا نجح ترامب مثلما حدث عام 2016 م، فسيجعله انتصاراً أكبر ويتحدث عن التزوير الانتخابي من جانب الديمقراطيين. أما إذا خسر بفارق ضئيل، أعتقد أنه لن يتنازل مبكرا”. وأضاف : “قد لا يعترف ترامب حتى بشرعية الانتخابات”.
وفي أعقاب نشر كتابه، بدأت صحة بوست في التدهور وأصيب بجلطة في شهر يوليو. وأمضى الأسابيع الأخيرة من عمره في بيته وتوفي في 22 نوفمبر بعد أسبوع من تأكيد إصابته بفيروس كورونا.
ads

اضف تعليق