ads
رئيس التحرير
ads

وكيل كليًة الدعوة الاسلامية بالقاهرة في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الاٍرهاب لادين له والأديان السماوية برئية من صناعة الاٍرهاب

الأربعاء 05-02-2020 09:13

كتب

متابعة / التايمز الدولية

قال الدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الإعلام السابق ووكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث خلال مشاركته في ندوة مجلة حراء الدولية أثناء فعاليات ختام معرض القاهرة الدولي للكتاب إنّ هناك ممارساتٌ كثيرة تُنْسَبُ إلى تيارات متدينة توصف اليوم بالإرهاب أدت إلى خَلْقِ إشكالية فكرية هي: هل للأديان ثمة أثر في صناعة الإرهاب أم لا؟، فما هو فحوى وحقيقة الإرهاب؟، مضيفا أنه لا يوجد حتى اليوم تعريف متفق عليه دولي للإرهاب لتباين المصالح واختلاف المعايير والقيم بين الناس، حتى قيل إن محاربة الإرهاب أسهل من تعريفه.

وأوضح وكيل كلية الإعلام السابق أن خصائص الإرهاب وسماته استخدام العنف أوالتهديد باستخدامه من غير مبررمشروع وذلك للتفرقة بين الإرهاب والحق المشروع في مقاومة المحتل والمعترف به شرعاً وقانوناً، بالإضافة إلي خلق حالة من الذعرأو وعدم الأمن في المجتمع وذلك بإستعمال العنف ضد الأهداف المدنية أوالعسكرية في غير حالة الحرب المعلنة.

وتابع أنه لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية غالباً في المجتمع، وإذا كان الإسلام والإرهاب نقيضان لا يجتمعان، فأنَّى الأدلة على ذلك؟، وبتتبع السيرة النبوية العطرة تتجلى فيها أبرز مظاهر التعايش السلمي، وأنه لا إكراه في الدين، ودستورالمدينة، وإلا فكيف يوصي بالأقباط خيراً؟ وكيف يستمر الوجود الفعلي لليهود والنصارى في البلاد الإسلامية التي تم فتحها بكثافة قوية؟ وكيف استمرت معابدهم وكنائسهم إلى اليوم؟.

وأردف أن النصوص النبوية أكثر من أن تحصى في ضبط علاقة المسلم بغير المسلم الذي لا يعتدي عليه في دينه ونفسه ووطن، وإذا كانت هناك ثمة نصوص دينية تدعو للجهاد والقتال، فما هي مبرراتها؟.

يقول الشيخ شلتوت: “سبب القتال في الإسلام ينحصر في رد العدوان، وحماية الدعوة وحرية الدين، وتطهير الأرض من الطغيان والمظالم”، ففي كل الأديان يقينيات مسلمة تدعو فيها النصوص إلى المحبة والسلام ونصوص أخرى لو أخرجت عن سياقها ولم يتم تسليم تفسير نصوصها إلى أهل العلم فيهم لأمكن اعتبار تلك النصوص إعلان حرب على العالم، وللأسف فإن كثيراً من الباحثين في مجال الأديان الأخرى – غير الإسلام – يعطون أنفسهم هذا الحق وينزعونه عن المسلمين .

وأكد أن مواقف المؤسسات الرسمية الدينية الإسلامية وغير الإسلامية ترى أن الأديان ضحية لأعمال عنف تصدر من أتباعها جميعاً مستندة إلى فهم مغلوط للدين وهذا على اعتبار حق تفسير النصوص لأهل كل دين.

وتسائل قائلا ”إذا كان الإسلام وأهله ومؤسساته براءٌ من الإرهاب، فما هي الأسباب الحقيقية للإرهاب؟

أولًا: اتباع الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة والواهية وأخذ الفتاوى ممن لا يوثق بعلمه أو دينه والتعصب لها.

ثانياً: التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية والاستهزاء والتصريح بإبعاده عن شؤون الحياة، والتغاضي عن تهجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصهم لعلمائه أو كتبه ومراجعِه وتزهيدهم في تعلمه وتعليمه.

ثالثاً: العوائق التي تقام في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة، وأصول الشرع المعتبرة،( بحسب اعتقاد المتشددين والغالين)

رابعاً: الظلم الاجتماعي في بعض المجتمعات وعدم التمتع بالخدمات الأساسية.

خامسا : نزعة التسلط وشهوة التصدير التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد تمهيداً لتحقيق مآربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة.
الإعلام: أصبحت وسائل الإعلام مشحونة بمحتوى عنفي حقيقي؛ يكرس لأحداث القتل والانفجارات والدمار والصراعات وطقوس المآسي البشرية

ويوضح أن الإسلام عالج قضية العنف والإرهاب، فالإسلام كدين وكدستور وقانون، يضع كل السبل الوقائية والعلاجية لقضية الإرهاب، ليقطعها من جذورها، ودعا إلى كيفية نبذه وإحلال السلام محله، لافتا إلي أن تلك الحملة الشعواء على وسم الإسلام والمسلمين بالإرهاب حالة الإسلاموفوبيا التي أصابت أكثر دول العالم الغربي، والتي صدرت تلك الحالة إلى كثير من أبناء العالم العربي أيضا – وللأسف – ولعل السبب في ذلك غياب وسائل المعرفة لدى المواطن الغربي أو تعمد الأجهزة الغربية المعنية لخلق هذا الجهل واللاوعي لدى مواطنيها فيما يخص التعريف الصحيح بالدين الإسلامي

كما نوه أثناء محاضرته قائلا ومن التزامن المحمود أننا ونحن نعقد الآن هذه الندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب يعقد مؤتمر ليومين الثالث والرابع من فبراير بمدينة ابو ظبي حول وثيقة الاخوة الانسانية التي أصدرها الازهر الشريف بالتعاون مع الفاتيكان يحضر ممثلون عن مختلف الاديان والملل والنحل من علماء المسلمين وأحبار اليهود والنصاري وغيرهم بحثا عن سبل للعيش المشترك وتدعيم أواصر الاخوة الانسانية سعيا لعالم آمن بلا خوف.

واختتم حديثه موجها نداء لذوي الألباب ولحماة الحضارة الإنسانية بأن من أهم عوامل إزالة التوتر القائم بين الثقافات اليوم أن يترك لكل ثقافة صياغة قيمها الاجتماعية ومعاييرها الأخلاقية، وأن يكف البعض عن إدعاء التفرد بصناعة القيم وتسويقها، بل والمقايضة عليها أحياناً وإلزام الآخرين بها، فكل هذه الأمور من مسببات الإرهاب الذي نشتكيه اليوم.

وأضاف أن الذي يمنع اليوم من التعايش المنشود، أن كثيراً من دول الغرب لم تمنع كتابهم من العبث بقداسة الأديان، ولم يستطيعوا إقناعهم بأن احترام الثقافات إنما هو جزء لا يتجزأ من الحرية المتحضرة.

وتابع أن العلاج والدواء الناجح لمعالجة الإرهاب متمثل تفعيل الثقافة الوقائية للشباب، والحوار والمناقشة وهذه المرحلة مهمة جداً حيث إن مواجهة الفكر لا تكون إلا بالفكر والنقاش والتحاور،كما يكون التقويم والمسائلة والمحاسبة.

وعقدت اليوم مجلة حراء الدولية بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوتها الثانية بالمعرض احتفاءً بصدور كتابها الجديد “نحو عالم بلا خوف” ، وشارك في ندوة مجلة حراء محمد أمين المصرى مدير تحرير الأهرام، الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام والدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الإعلام السابق بجامعة الأزهر، نبيل نجم الدين الإعلامي والكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، بقاعة حفل توقيع الكتب بلازا “1”.

ads

اضف تعليق