كتب / إبراهيم شحاته

الأستاذ الدكتور/محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية جامعةالأزهرالشريف بالقاهرة ..حفيد آل نجم الدين بفزارة وعلم الدين بالقصير أسيوط يكتب عن ذكريات الصبا(2)

وتظل ذكريات الطفولة والأحداث والمواقف التي نمر بها والقيم التي نكتسبها ذات بصمة قوية وتأثير واضح في مختلف محطات حياتنا وحين استعرض شريط الذكريات التي مررت بها في حياتي بكل محتوياته ومضامينه لحظات الفرح ولحظات الحزن لحظات العلم ولحظات للتعلم لحظاتي التي قضيتها في كنف ابي ورعايته لحظاتي التي قضيتها في كنف اخواتي واخواتي لحظاتي التي قضيتها في كنف أساتذتي بمختلف المراحل. للتعليميةً في الإعدادي والثانوي ثم قلبت النظر وأحكمت الاستبصار والتأمل في علاقاتي برفاق دربي زملاء الدراسة وسط عايلة أبي مع أعمامي وعماتي. وسط عايلة امي مع أخوالي وخالاتي. شريط مفعم وممتلئ بالذكريات والمواقف والأحداث. التي لايمكن استرجاعها بكل تفاصيلها لكن استخلاص العبر. والدروس والسمات العامة القران في حياتي لاشك انني نشات في بيت قرآني بامتياز بكل ماتعنيه الكلمة من معني. فقد كنت آخر العنقود بالنسبة لأشقائي وشقيقاتي كلهم سبقوني علي هذا الطريق الممتع والماتع واراد الله جل وعلا لهذه الدوحة المباركة ان تتنامي فرزق الله عائلتنا بعد وفاة امي رحمها الله اخوة أربعة نذرهم ابي ( الشيخ الصاوي ) كما نذرنا للازهر الشريف حصل اثنان منهما علي الدكتوراه في الشريعة والثالث محام بالنقض بينما الاخير ليسانس تربية وعنده اعمال حرة كل ذلك برعاية قائد سفينة أسرتنا وربانها الماهر الولي التقي النقي سيدي وابي الشيخ الصاوي. رحمه الله تعالي.

الذي تسلم دفة القيادة القرانية من أبيه (جدي ) الشيخ عبد الرحيم الذي تسلمها من جدي الشيخ ( علي خليفة ) وكٌلهم ولله الحمد كانوا رجال قرآن وعلم وثقافة ومعرفة ومع ان عمل ابي الأساسي كان التجارة لكنه ابدا لم يتخلي عن رسالته الدعوية والتعليمية لنا ولأهالي قريتنا رايت فيه النموذج الكامل للداعية الذي يعلم الناس أمور دينهم ويبصرهم بحقائقه النقية الناصعة وفِي نفس الوقت يقضي بينهم في الخصومات والمنازعات مستودع أسرارهم وأماناتهم ومهوي أفئدتهم في لحظات التخبط والياس وضياع الأمل يجدون عنده الحلول الميسرة لمشكلاتهم يضمد جراحهم يواسيهم يتلمس حاجاتهم ومصالحهم ليقضيها لم يكتف فقط بتعليم ابناءه وبناته بل انطلق يعلم الحميع عبر بيوت الله عز وجل التي تخصص في أعمارها وخدمتها وتوفير احتياجات وحشد جهود اهل قريتي الاعزاء للتعاون دوما علي البر والتقوي كيفية غرس القيم كما كانت طفولتي قرانية فقد كانت ايضا قيمية حيث أشربت وابناء جيلي. القيم النبيلة الراقية وصلة الارحام والمشاعر الغزيرة الدافئة المتدفقة والنفوس الصافية والصدور السليمة ابدا لايغيب عن ناظري بعد كل هذه العقود من الزمن صورة من صور التلاحم والبر والصلة مع الحميع مسلمين وغير مسلمين. أهلونا حولنا وجيراننا يحيطون بِنَا وفِي ايّام السوق الاسبوعي للبلدة يطبخ الطبيخ في بيتنا ويقوم اهل الدار بتحميلنا نحن الصغار الأطباق المتنوعة من البامية والفاصوليا باللحمة والملوخية وغيرها. لكي نوزعها علي خالتي فلانة وعمتي فلانة وجارتنا فلانة اقسم بالله غير حانث انني اكاد استنشق روايح هذا الطعام الزكي في انفي الان بعد كل هذه السنوات. من شدة ثبات وترسخ هذه القيمة الرائعة في حياتنا. وقلتها ذات مرة في احد البرامج التلفزيونية انا ( بن جيل الأطباق ) وأفخر بذلك واعتز وكان معي في البرنامج الاب يوساب عزيز راعي كنيسة شبرًا و هو في نفس عمري تقريبا واكد علي نفس المعني – كيف كانت تقام مراسم العزاء مثلا في هذا الزمن الجميل. ؟. لايغيب عن ناظري ابدا هذه الطرقات المتتالية علي باب بيتنا في الصباح الباكر وبيوت أعمامي لجمع الكنب من البيوت لان حالة وفاة قد حصلت في العائلة تكاتف جميل ورائع في الملمات والنوازل التي تنزل. ويصنع الطعام في كل البيوت ويخرج للمعزين ولا يتم إرهاق البيت الذي فيه العزاء يكفيهم مانزل بهم من مصاب. وهذه هي سنة النبي صلي الله عليه وسلم ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فانهم في شغل من امرهم )

صور رائعة التلاحم الاسري والعائلي والمجتمعي لايمكن ان تمحوها الايام والليالي

شقيقنا الأكبر. عميد العائلة. اد صلاح الصاوي المفكر الاسلامي المعروف. مقيم في الولايات المتحدة الامريكية منذ عام ١٩٩٥ مشتغل بالدعوة والتعليم الإسلامي علي أوسع نطاق داخل المجتمع الأمريكي. والثاني شقيقي اد احمد الصاوي. أيضا استاذ فقه اللغة كما سبق تعريفه