قصيدة (عَيْن الهَوى) للشاعرالمصري الكبير/ عبدالرحمن فوده
الإثنين 25-11-2019 23:37
كُفّي البُكاءَ وكَفْكِــــــــفي العَبَراتِ … ودَعي خَيالَكِ كَي يَزورَ سُباتـي.
لا السَّيْفُ يَقْطَعُ حَبْلَ الــودِّ سَيّدَتي … ولا تَضيعُ بِدَرْبِ هَواكِ أوْقـاتي.
لَوْ نامَت الدُّنيا فَعَيْنُ هَواي لَــمْ تَنَم … فالودُّ بِالقَلْبِ مَكْتوبٌ بأنّـــــــاتي.
تَصْبوا العُيونُ لِحُسْنِ جَمالِ فاتِنَتي … أمّا الفؤادُ فَمُشْتاقٌ لِكَلِمــــــــاتي.
هُبّي امْلأي كأْسَ الغَرامِ وهــــاتي … فَشَرابُ كأْسِكِ مِنْ أسْمى مَلَذّاتي.
لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ أنَّ هَــــواكِ مَوْطِنُني … لَدَفَنْتُ فـــي قَلْبِ الحَبيبِ رُفاتي.
ولَخُضْتُ في عَيْنِ الحَبيبِ مَعارِكا … وقَفَلْتُ في وَجْــــهِ الجَميعِ قَناتي.
ولَنالَ مِنّي شارِدًا سِحْـــــرُ الهَوى … وعَزَمْتُ أنّي لا مَحـــــــــالَةَ آتِ.
ولَصِرْتُ في وَجْهِ الزَّمانِ مُقاتِــلا … وشَهَرْتَ سَيْفي وَسْطَ ريحٍ عاتِ.
وكَتَبْتُ مِنْ بَحْرِ الدُّمــوعِ حِكايَتي … وَقَرَضْتُ شِعْري ناظِمًا قَسَماتي.
فأنا بِحُبِّكِ سابِقٌ كُـــــــــلَّ الوَرى … والقَلْبُ مِنّي سائِرٌ بِثَبــــــــــــاتِ.
فَخُذي فؤادي يا فؤادي وارْحَــلي … فأنا صَريعٌ قَــــــــدْ قَتَلْتُ حَياتي.