ads
رئيس التحرير
ads

أعمال المتسابقين في المسابقةالأدبيةالدولية للتايمزالدولية…من فرنساالشاعرةالجزائـريـة/ رشا شعيبي

السبت 10-06-2017 04:59

كتب

حنين الروح

خلف بابي عالم يشبه عالمي،

أرى الطبيعة غاضبة وغرور الريح يتصارع مع كبرياء المطر..

فتطلق هي العنان لزخاتها وينفث هو ملأ فاه

ليرغم الأشياء على طأطأه الرؤوس ،

وتلك العصافير تنكمش في أعشاشها مثلي تموت كمدا..

ليس لها الإأن تترجى السماء .

أسمع هزيز الريح يضرب على بابي بكلتا يديه..

يدفع دفتي نافذتيإلى انفراج وغلق سريعين

ينفث مرة أخرى داخل روحي،

يطفئ موقد أحلامي…يسرق دفئي..

و للحظة يعاودني صدى صوته ” لم تعد تسكنك الحياة..لا نبض فيك يحيا ولا حضن يشتاق “

قالها لي بمرارة و يأس قبل أن يصفع الباب صفعة قوية خلفه ويرحل..

منذ أن خرج في أول الصباح غاضبا لم يعد..لم يتصل… و لم يبعث حتى رسالة .

وكانت عيناي طوال اليوم تفتش بهاتفي تبحث عنه

وبرغم شوقي فكبرياءي يقف بالمرصاد بيني وبينه.

لا أعرف كيف تسلل الملل إلى مملكتنا ولا كيف البرود تغلغل بيننا..

توجهتإلى مرآتي نظرت فيها…وكأن الذي بها غير وجهي،

ملامحي بدت لي شاحبة و عيناي ذابلتان وكأن بي مرض….

ربما كان محقاّ بما قاله.

على يساري خزانة ملابسه مددت يدي …

فتحتها تأملت أشياءه..

ثيابه المعلقة..عطره…ساعة يده التي نسيها لأول مرة ،

كل شيء كان يشتاق له…هذا قميصه المعلق ينظر إلي بحنان

أخذته..قربته مني..لففت ذراعاه حول رقبتي وشممته طويلا،

عطره يفوح منه إزداد خفقات قلبي وفاضت دموع حنيني تشتكي مني إلي،

أحسست أن حبي له لم يمت بل كان في غفوه .

طرق الريح على بابي بدأ من جديد…ثم يستمر ثم يلح

تجرني خطواتي المثقلة إليه لأحكم الإغلاق

والقميص ما يزال يحتضنني بقوة…

أمد يدي إلى مقبض الباب وتتملكني الدهشة لإراة يقف أمامي كما الهدية وابتسامته الجميلة

ترتسم على شفتيه ونظراته الحنونة…تحتوي وحدتي…

لم تكن هناك لحظة سكون بيننا..ارتمى شوقي و حنانه في عناق ..

والقميص يختنق بيننا.

من فرنساالشاعرةالجزائـريـة/ رشا شعيبي

ads

اضف تعليق